عشرات المستوطنين يعتدون على فلسطينيين ونشطاء يساريين في الضفة الغربية
حذر مسؤولون أمنيون من تصاعد العنف الذي يمارسه المتطرفون اليهود في الضفة الغربية والذي بنسبة 50% خلال العام الماضي

متطرفون يهود هاجموا فلسطينيين ونشطاء إسرائيليين يساريين في بلدة بورين بالضفة الغربية صباح الجمعة بالهراوات والحجارة، مما أسفر عن إصابة ستة على الأقل وإحراق سيارة، وفقا للشرطة وشهود عيان ولقطات من مكان الحادث.
تم استدعاء الجيش والشرطة الإسرائيلية إلى مكان الحادث بعد الهجوم، لكنهم وصلوا بعد أن فر الجناة على ما يبدو. وقال متحدث باسم الشرطة إن الضباط يحققون في الحادث.
“الشرطة ستتصرف بشكل حاسم وقوي للعثور على المخالفين للقانون والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة”، قال.
وقال نشطاء إسرائيليون ينتمون إلى منظمة “حاخامات من أجل حقوق الإنسان” إنهم وصلوا إلى بورين، بالقرب من نابلس، صباح الجمعة، لمساعدة المزارعين الفلسطينيين على زراعة الأشجار في الأراضي داخل حدود القرية.
بعد حوالي ساعة ونصف، نزل عشرات الملثمين من البؤرة الاستيطانية الإسرائيلية غير القانونية القريبة غفعات رونين، حاملين الهراوات والحجارة. وقال شهود عيان ومسعفون إن ستة إسرائيليين على الأقل أصيبوا خلال الهجوم. لم يتضح عدد المصابين الفلسطينيين.
“ألقوا الحجارة من نوافذ السيارة، وسكبوا البنزين على إحدى السيارات، وأشعلوا النار فيها، ثم حولوا انتباههم إلى رمي الحجارة وضرب أي متطوع يمكن أن يضعوا أيديهم عليه”، قال دانيال روث، أمريكي إسرائيلي ناشط يعمل مع منظمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان.
טוב, לא תתי אדם. אז איך תקראו להם? pic.twitter.com/XZkfk5XLQs
— Yair Golan – יאיר גולן (@YairGolan1) January 21, 2022
نفى متحدث بإسم يتسهار والبؤر الاستيطانية الغير قانونية المحيطة بها أي علم بالحادث.
أصدر مجلس “يشاع”، الذي يمثل الكثير من قادة المستوطنين، إدانة نادرة للاعتداء العنيف. واعتبر المجلس الهجوم “شاذا”.
وقال المجلس، في إشارة إلى “الرعب” من الصور التي التقطت من مكان الحادث، إن “هذا السلوك الخطير مخالف لقيم شعب إسرائيل ويضر بالحركة الاستيطانية. إنه ليس طريقنا. ندعو السلطات إلى التحقيق في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة”.

حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من تصاعد العنف الذي يمارسه المتطرفون اليهود في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة. وقال مسؤولو الشاباك للتايمز أوف إسرائيل في أواخر ديسمبر الماضي أن عنف المتطرفين اليهود زاد بنسبة 50% خلال العام الماضي.
مع ذلك، كان الجدل السياسي الإسرائيلي الداخلي حول هذه الظاهرة مثيرا للانقسام. لقد شجب السياسيون الإسرائيليون اليمينيون وصف الهجمات بأنها “عنف المستوطنين”، متهمين أنها محاولة لتشويه سمعة جميع اليهود الذين يعيشون في الضفة الغربية.
“هناك عناصر هامشية في كل مجتمع ويجب التعامل معها بكل الوسائل، لكن يجب ألا نعمم على مجتمع بأكمله”، قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت في منتصف ديسمبر.
يُزعم أن الكثير من أعمال العنف قد ارتكبها متطرفون يهود يعيشون في بؤر استيطانية غير قانونية. نائب الوزير يئير غولان (حزب ميريتس) وصفهم بـ”غير البشر” في شهر يناير، مما أثار ردود فعل شديدة اللهجة. اعتذر لاحقا عن اختياره للكلمات.
في أعقاب هجوم يوم الجمعة، غرد غولان ساخرا، “حسنا، فهم ليسوا دون البشر. ماذا تريد أن تسميهم إذن؟”
תיעוד של @RHRIS: רעולי פנים מכים באלות פעילים שלהם ושל קואליציית המסיק שבאו לסייע לחקלאים פלסטינים באזור הכפר בורין ליד שכם. pic.twitter.com/IdsmdIuVdS
— Nurit Yohanan (@nurityohanan) January 21, 2022
وصف روث، الذي يحضر بانتظام الاحتجاجات في الضفة الغربية، الهجوم بأنه “عمل إرهابي خطير”.
“لقد كان يوما صعبا للغاية. سيتعامل الكثير من الناس مع هذا الأمر لفترة طويلة، سواء من النشطاء الإسرائيليين أو الفلسطينيين من بورين، الذين يواجهون هذا العنف بانتظام”، قال روث.
تعليقات على هذا المقال