عشرات المدعين العامين التابعين للشرطة والمحققين يطلبون الاستقالة بسبب النقص في القوى البشرية
تأتي زيادة طلبات الاستقالة في الشهرين الماضيين في الوقت الذي تكافح فيه الشرطة للتعامل مع موجة الجريمة في المجتمع العربي؛ ضابط كبير: لا أحد يحقق في جرائم القتل
على مدار الشهرين الماضيين، طلب 40 مدعيا بالشرطة وعشرات المحققين الاستقالة من الشرطة الإسرائيلية، التي تعاني بالفعل من نقص في القوى العاملة وسط موجة من الجرائم العنيفة، وفقا لتقرير يوم السبت.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مصادر مطلعة على المسألة قولها أنه من غير المرجح أن توافق الشرطة على الطلبات، لكن الكثير من الشرطيين يهددون بإحالة قضاياهم إلى محكمة العمل.
وقال ضابط كبير في الشرطة لـ”كان”: “لا يوجد هناك من يحقق في جرائم القتل”. قوة الشرطة مثقلة بالفعل بنقص في القوى العاملة بلغ 5000 حتى قبل موجة الاستقالات.
وأضاف أن نشر عناصر شرطة حرس الحدود بشكل جماعي لتنفيذ اعتقالات لن يحل المشكلة، حيث يوجد نقص في المحققين للتحقيق في القضايا ونقص في المدعين لتقديم لوائح اتهام.
وتأتي موجة طلبات الاستقالة في الوقت الذي قتل فيه 102 من أبناء الوسط العربي في جرائم قتل منذ بداية العام، في تفشي وباء الجريمة المتصاعد الذي أودى بحياة 10 أشخاص خلال الأيام الثلاثة الماضية وحدها.
حتى الآن نجحت الشرطة في حل 10 من هذه الجرائم في عام 2023 بسبب نقص في الموظفين المحترفين، وهي تجد صعوبة أيضا في متابعة مسائل أخرى، حسبما أفادت “كان”.
ووجه منتقدون ومحتجون أصابع الاتهام لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أدت حكومته اليمين في 29 ديسمبر، وكذلك لوزير الأمن القومي إيتمار لن غفير، الذي دعاه ستة مفوضين سابقين للشرطة إلى تقديم استقالته يوم الجمعة مع استمرار مسلسل سفك الدماء.
مساء السبت، قُتل رجلان في حادثتي عنف منفصلتين في بلدتي قلنسوة وجلجولية بوسط البلاد، حسبما أفاد الشرطة ومسعفون.
وجاءت جريمتا القتل بعد مقتل شاب (21 عاما) من سكان قرية بدوية في النقب بعد أن تعرض للطعن خلال شجار مع عمال أجانب بالقرب من مدينة أوفاكيم في جنوب البلاد. وقالت الشرطة إن الضحية كان في مجموعة حاولت سرقت معدات زراعية.
يوم الجمعة، قُتلت شابة تبلغ من العمر 18 عاما في شمال البلاد؛ يوم الخميس، قُتل خمسة اشخاص في بلدة يافة الناصرة العربية بشمال البلاد، في واحدة من أسوأ جرائم القتل في البلاد في السنوات الأخيرة.
يوم الخميس أيضا، لقي رجل يبلغ من العمر نحو 30 عاما مصرعه في إطلاق نار من سيارة مارة بالقرب من مدينة كفر قاسم بوسط البلاد، فيما أصيب رجل آخر بجروح متوسطة. وتسبب إطلاق النار في حادث سير أسفر عن إصابة امرأة تبلغ من العمر 46 عاما.
بالإضافة إلى الحوادث القاتلة، أصيبت طفلة (3 سنوات) ووالدها بجروح خطيرة يوم الخميس بعد تعرضهما لإطلاق النار في كفر كنا، بالقرب من الناصرة.
يوم الجمعة، تظاهر آلاف المواطنين العرب ضد جرائم القتل ودعوا السلطات إلى اتخاذ إجراءات.
في وقت سابق من الأسبوع، أعلن نتنياهو عن قرار بتشكيل لجنة توجيهية بعد اجتماع مع نواب عرب لمناقشة “حلول لموجة القتل في المجتمع العربي”.
وطالب النواب العرب باتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة موجة الجريمة.
يواجه الشرطة والسياسيون وقادة المجتمع العربي في السنوات الأخيرة صعوبة في كبح النشاط الإجرامي الذي يقود الارتفاع في حوادث العنف، التي بدا أنها تصاعدت في الأشهر الأخيرة.
ويقول خبراء إن العصابات في الوسط العربي جمعت كميات كبيرة من الأسلحة غير القانونية على مدى العقدين الماضيين وهي متورطة في التجارة المخدرات والأسلحة والبشر، والدعارة، والابتزاز، وغسيل الأموال.
ويلقي الكثيرون من قادة المجتمع العرب باللائمة على الشرطة، التي يقولون إنها فشلت في كبح جماح منظمات الجريمة القوية وتتجاهل إلى حد كبير العنف، الذي يشمل نزاعات عائلية، وحرب عصابات، وعنف ضد النساء. كما عانت البلدات العربية من سنوات من الإهمال من قبل سلطات الدولة.
يوم الثلاثاء، قدم رئيس وحدة الشرطة المكلفة بمكافحة الجريمة في الوسط العربي، نائب المفوض ناتان بوزنا، استقالته.