إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث
مؤتمر الحزب الديمقراطي

عشرات الآلاف يصفقون لخطاب الزوجين غولدبيرغ بولين في مؤتمر الحزب الديمقراطي وسط ترديد هتافات “أعيدوهم إلى الديار”

الصمت المطبق من جانب الحضور أثناء خطاب والدي الرهينة الأمريكي الإسرائيلي هيرش يضع نهاية لأيام من التكهنات بأن مثل هذا الخطاب قد يسلط الضوء على الخلافات في الحزب بشأن حرب غزة

(من اليسار إلى اليمين) جون بولين يواسي زوجته ريتشل غولدبرغ خلال حديثها عن ابنهما هيرش غولدبيرغ بولين، الذي تحتجزه  حركة حماس كرهينة، في اليوم الثالث من مؤتمر الحزب الديمقراطي في قاعة "يونايتد سنتر" في شيكاغو بولاية إلينوي، في 21 أغسطس، 2024. (Mandel NGAN / AFP)
(من اليسار إلى اليمين) جون بولين يواسي زوجته ريتشل غولدبرغ خلال حديثها عن ابنهما هيرش غولدبيرغ بولين، الذي تحتجزه حركة حماس كرهينة، في اليوم الثالث من مؤتمر الحزب الديمقراطي في قاعة "يونايتد سنتر" في شيكاغو بولاية إلينوي، في 21 أغسطس، 2024. (Mandel NGAN / AFP)

شيكاغو – في الليلة الثالثة من مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو، ردد عشرات الآلاف من الحضور  هتافات “أعيدوهم إلى الديار”، ووقفوا على أقدامهم وظلوا واقفين طيلة الخطاب الذي ألقاه والدا الرهينة الأمريكي الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ بولين.

بعد أيام من التكهنات حول ما إذا كان منظمو مؤتمر الحزب الديمقراطي سيمنحون إحدى أسر الرهائن الأمريكيين في المدينة فرصة للتحدث في المؤتمر ــ وما إذا كان مثل هذا الخطاب من شأنه أن يكشف عن الخلافات في الحزب بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة ــ كان الصمت المهذب والمحترم الذي خيم على قاعة “يونايتد سنتر” أثناء خطاب جون بولين وريتشل غولدبيرغ بولين بمثابة إجابة على هذا السؤال.

وارتدى العشرات من الأشخاص الواقفين دبابيس الشريط الأصفر على ستراتهم، بينما ارتدى آخرون الكوفية الفلسطينية.

وقد حظي الزوجان بتصفيق حار من عشرات الآلاف من الحاضرين في مؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث أكدا أن الوقت قد حان لكي تتوصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بينما أقرا أيضا بالتكلفة البشرية للحرب على المدنيين في غزة وإسرائيل.

وقال جون: “في الشرق الأوسط الملتهب، نعلم أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخفف الضغوط على الفور ويجلب الهدوء إلى المنطقة بأكملها هو التوصل إلى اتفاق يعيد هذه المجموعة المتنوعة من الرهائن البالغ عددهم 109 إلى ديارهم وينهي معاناة المدنيين الأبرياء في غزة”.

جاء الخطاب بعد أيام من تقديم الولايات المتحدة ما أسمته “اقتراحا نهائيا” لإسرائيل وحماس وأعربت عن تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية هذا الأسبوع. ولكن بحلول الوقت الذي صعد فيه الزوجان غولدبيرغ بولين على المنصة مساء الأربعاء، تبدد الكثير من هذا التفاؤل، حيث قال مفاوضون عرب وإسرائيليون لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن الولايات المتحدة أساءت إدارة المحادثات، مما أدى بها إلى طريق مسدود آخر.

ومع ذلك، خلال الدقائق التسعة لهما على المنصة، بدا أن جون وريتشل يعطيان الأمل للمندوبين الديمقراطيين في أن الاتفاق لا يزال ممكنا، إن لم يكن ضروريا.

وأكد جون “الآن هو الوقت المناسب”.

وبدأت ريتشل، التي بدا عليها التأثر الواضح ، حديثها بعينين دامعتين بمشاركة قصة ابنها البالغ من العمر 23 عاما، وهو أحد الرهائن المائة والتسعة الذين اختُطفوا في السابع من أكتوبر وما زالوا محتجزين في غزة.

وفي خطابها الذي ألقته مرات لا حصر لها وهذه المرة بشكل يتلائم مع الجمهور المحدد في يونايتد سنتر، أشارت ريتشل إلى أن “هيرش، مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس، وُلِد في أوكلاند، كاليفورنيا”، كما تم عرض صور ابنها على الشاشة الكبيرة فوقها.

جون بولين (على يسار الصورة) وريتشل غولدبيرغ، والدا هيرش غولدبيرغ بولين المحتجز كرهينة لدى حركة حماس، يتحدثان في اليوم الثالث من مؤتمر الحزب الديمقراطي في قاعة “يونايتد سنتر” في شيكاغو بولاية إلينوي، في 21 أغسطس، 2024. ( SAUL LOEB / AFP)

وأشارت ريتشل إلى أن 45 أمريكيا قُتلوا في الهجوم الذي اسفر عن مقتل نحو 1200 شخص في السابع من أكتوبر، وأن ثمانية أمريكيين ما زالوا محتجزين لدى حماس وجماعات مسلحة أخرى في غزة.

وذكرت كيف أن هيرش حضر مهرجان “نوفا” الموسيقي الذي “أُعلن عنه باعتباره احتفالا بالسلام” عندما شنت حماس هجومها.

بُتر ساعد هيرش الأيسر جراء انفجار قنبلة يدوية تم إلقاؤها على ملجأ تم وضعه إلى جانب الطريق حيث اختبأ هو و27 آخرين بعد بدء الهجوم.

وقالت ريتشل: “تم تحميله على شاحنة صغيرة وسُرقت حياته، وحياتنا أنا وجون، إلى غزة. منذ ذلك الحين، نحن نعيش على كوكب آخر”.

جون بولين (على يسار الصورة) وريتشل غولدبيرغ، والدا هيرش غولدبيرغ بولين المحتجز كرهينة لدى حركة حماس، يتحدثان في اليوم الثالث من مؤتمر الحزب الديمقراطي في قاعة “يونايتد سنتر” في شيكاغو بولاية إلينوي، في 21 أغسطس، 2024. . (Mike Segar / POOL / AFP)

ومع ذلك، قال جون إنه وزوجته يستمدان العزاء من العودة إلى منزلهما في شيكاغو، حيث ولدا وترعرعا ولا يزال لديهما عائلة.

وواصل والد هيرش حديثه شاكرا أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين، وخاصة إدارة بايدن، على جهودهم المبذولة لتأمين صفقة رهائن.

وكان هذا الثناء متناقضا مع الإحباط الذي عبر عنه العديد من أفراد عائلات الرهائن مرارا تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اتهموه بتقويض الجهود الرامية إلى تأمين صفقة رهائن من أجل الحفاظ على ائتلافه المتشدد الذي يعارض فيه الجناح اليميني المتطرف اتفاقا مع حماس.

لكن رسالة الزوجين غولدبيرغ بولين كانت خالية من الانتقادات.

مشاعر التأثر تظهر على إحدى الحاضرات التي ترتدي الكوفية وهي تستمع إلى كلمة ريتشل غولدبيرغ وجون بولين، والدا الرهينة هيرش غولدبيرغ بولين، في اليوم الثالث من مؤتمر الحزب الديمقراطي في قاعة “يونايتد سنتر” في شيكاغو بولاية إلينوي، في 21 أغسطس، 2024. .(CHARLY TRIBALLEAU / AFP)

وقال جون، الذي مثل زوجته، كان يرتدي الرقم “320” مكتوبا باللون الأسود على قطعة من شريط لاصق أبيض مثبتة على قميصه، وهو رقم يقومان بتحديثه بشكل مؤلم مع كل يوم جديد يقضيه نجلهما في الأسر، “نحن أيضا ممتنون لكم بعمق – الملايين من الناس في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم الذين أرسلوا الحب والدعم والقوة لأسر الرهائن. لقد جعلتمونا نتنفس في عالم بلا هواء”.

وتابع قائلا “هناك فائض من الألم على جميع الأطرف في الصراع المأساوي في الشرق الأوسط. وفي منافسة الألم، لا يوجد فائزون”.

بعد ذلك وجهت ريتشل حديثها إلى ابنها مباشرة قائلة “هيرش! هيرش!”

جون بولين وريتشل غولدبيرغ، والدا الرهينة هيرش غولدبيرغ بولين يغادران المنصة بعد إلقاء كلمة خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي يوم الأربعاء 21 أغسطس، 2024، في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي. (AP Photo/Matt Rourke)

وقدمت رسالة رددتها كثيرا على مدى الأشهر العشرة والنصف الماضية، وفعلت ذلك هذه المرة بحماسة خاصة.

“إذا كنت تسمعنا، فنحن نحبك. ابق قويا. ابق على قيد الحياة”.

في حين أن كلمتهما كانت أول خطاب في مؤتمر الحزب الديمقراطي لذوي الرهائن، فقد حظيت القضية بعدة إشارات أخرى منذ انطلاق المؤتمر، بما في ذلك من الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع موافقة جميع المتحدثين الذين أثاروا القضية على الحاجة الملحة التي أشار إليها الزوجان غولدبيرغ بولين بشأن وقف إطلاق النار – سواء من أجل الرهائن أو من أجل المدنيين في غزة.

قبل صعود الزوجين بولين إلى المنصة، أكد المدعي العام لولاية مينيسوتا كيث إليسون أن هاريس والمرشح لمنصب نائبها يصغيان للناخبين الذين يقولون “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار ووضع حد لخسارة الأرواح البريئة في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم”.

معرض للتوعية بشأن الرهائن المحتجزين في غزة على هامش مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو في 20 أغسطس، 2024. (Jacob Magid/Times of Israel)

وارتدى متحدثان سابقان – هما النائبان تود سوزي وديبي فاسرمان شولتس – دبوس الشريط الأصفر.

كما منح تأمين الزوجين غولدبيرغ بولين فرصة لإلقاء خطاب من على منصة مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمل في توفير مساحة للتحدث للمندوبين “غير الملتزمين” الذين قادوا حركة التصويت الاحتجاجية ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بسبب دعمه لإسرائيل.

وقال عباس علوية للصحفيين في مؤتمر صحفي بعد وقت قصير من خطاب عائلة الرهينة إنه يعتقد أن منظمي مؤتمر الحزب الديمقراطي سيقبلون طلب حركته.

ولكن في وقت سابق من مساء الثلاثاء، أبلغ معسكر هاريس علوية أنه لن يتم منح مثل هذه المساحة لطبيب يعمل في القطاع أو لأي أمريكي فلسطيني.

ونتيجة لذلك، قال علوية خائب الأمل إنه سينظم اعتصاما مع زملائه الناشطين غير الملتزمين خارج يونايتد سنتر ولن يغادر حتى يتم منح متحدث أمريكي من أصول فلسطينية مساحة للتحدث من على منصة المؤتمر.

اقرأ المزيد عن