عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين الحكومة بإعادة الرهائن في غزة
تنظيم مظاهرات في تل ابيب والقدس ومدن أخرى بينما أحيى الإسرائيليون اليوم الـ 36 منذ احتجاز مئات الرهائن لدى حماس؛ بعض المتظاهرين نددوا بتقاعس الحكومة
تجمع عشرات آلاف الإسرائيليين في تل أبيب والقدس ومناطق أخرى ليلة السبت للمطالبة بعودة ما لا يقل عن 239 رهينة تحتجزهم حماس، بعد مرور 36 يوما على اختطافهم خلال هجوم حماس في 7 اكتوبر.
في تل أبيب، احتفل الناشطون أيضا بعيد ميلاد ساشا تروبانوف، الذي اختطف مع كامل عائلته وصديقته. ووقف أصدقاؤه من الجامعة، حيث أنهى تروبانوف دراسة الهندسة الكهربائية قبل عام، على المسرح وغنوا أغنية عيد ميلاد مع المغني شاي غابسو.
وقال رئيس الدولة السابق رؤوفين ريفلين أمام الحشد، الذين تجمع من أمام متحف تل أبيب للفنون وامتد إلى الشوارع المتاخمة: “في كل يوم يزداد الضيق، مع العلم بالليالي التي يقضيها أحباؤنا في مكان وحالة مجهولين”.
وأضاف: “أتحدث إلى جميع زعماء العالم وأقول لهم: احضروا لنا المعلومات، تحركوا في جميع الساحات لتحرير رهائننا”.
كما أدان الصليب الأحمر الدولي لقيامه بتسهيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة دون المطالبة بالوصول إلى الرهائن.
وإلى جانب ممثلي العائلات وريفلين، انضم وزير التربية والتعليم السابق شاي بيرون والمغني شلومو أرتسي لدعم عائلات الرهائن في تل أبيب. وأدى أرتسي أغنيته “لسنا بحاجة” التي تتناول موضوع الشوق والخسارة، وغناها مع آلاف الحضور.
ותן שיחזור שוב לביתו, יותר מזה אנחנו לא צריכים.
שלמה ארצי, בעצרת תמיכה במשפחות החטופים והנעדרים pic.twitter.com/Y2RwBMH8Ry
— Haim Rubinstein (@haim_ru) November 11, 2023
وقالت معيان شيرمان، والدة الجندي المختطف رون شيرمان، وهي ترتدي قميصا حمل صورة ابنها: “إن رؤية دعم كل هؤلاء الأشخاص تقوينا حقا، لأننا قلقون للغاية من أنهم سينسوهم. هذا كابوس بالنسبة لنا، لم نعد نعيش، ونعمل على وضع آلي”.
وقالت شيرمان إنها تحاول الحفاظ على بعض مظاهر الروتين لولديها الآخرين، دان (17 عاما)، وعيدن (15 عاما)، اللذين قُتل معلمهما من بين حوالي 260 شخصا في مهرجان “سوبر نوفا” بالقرب من كيبوتس رعيم، لكنها قالت إنها تجد صعوبة في تجاوز اليوم.
وأضافت شيرمان: “نأتي إلى الساحة هنا ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع. هذا لا يساعدنا، لكنه يساعد في التأكد من ألا ينسى الناس. أخشى أن يتحول هذا إلى حدث مزمن يعتاد عليه الناس. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك”.
مظاهرة ليلة السبت كانت الأكبر في تل أبيب منذ توقفت الاحتجاجات المنتظمة ضد خطط الحكومة لإصلاح القضاء فجأة – إلى جانب تجميد التشريعات القضائية – في 7 أكتوبر، عندما أطلق آلاف المسلحين التابعين لحركة حماس هجوما غير مسبوق على البلدات في جنوب إسرائيل، وقتلوا نحو 1200 شخص، واختطفوا 244 شخصا على الأقل، أعادت القوات الإسرائيلية واحدة منهم وأفرجت حماس عن أربع رهائن منذ ذلك الحين.
مساء السبت، أفادت القناة 12، دون الإشارة إلى مصدر، أن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن معظم الرهائن محتجزين في الجزء الجنوبي من القطاع – وليس في الشمال، حيث تتركز العملية البرية الإسرائيلية – حيث أنه تم اختطاف معظمهم من المناطق المتاخمة للجزء من الجنوبي ومن الأرجح أنه تم نقلهم عبر أقصر طريق ممكن.
وامتلأت الساحة من أمام متحف تل أبيب للفنون، والتي تُعرف الآن باسم “ميدان الرهائن”، بأكثر من اثني عشر معرضا فنيا مستقلا – ساعة رملية عملاقة، وبيوت صغيرة للطيور لكل رهنية، وطاولة سبت مليئة بالحلويات ودمى الحيوانات.
وقالت يهوديت أوهيل، التي اختُطف ابنها ألون البالغ من العمر 22 عاما: “هذا ليس ميدان الرهائن، إنه ميدان العائدين. لا يمكننا السماح بأن يبقوا هناك لدقيقة أخرى. لن نكون قادرين على المضي قدما، لا كمجتمع ولا كأمة، حتى يعودوا إلى ديارهم”.
وساعد متطوعون المارة في إنشاء مخطوطات لجدار غرافيتي جماعي. ولقد جاء العديد من الأهل مع أولادهم الأكبر سنا.
وقال دانيئل فريدليخ (13 عاما)، من تل أبيب: “هؤلاء أخوتنا وأخواتنا في نهاية المطاف، وعلينا أن نأتي لدعمهم، لأنه كان من الممكن أن يكون أصدقاؤنا في غزة”.
وتجمع المئات في القدس مساء السبت أيضا في “ميدان باريس” في مظاهرة قصيرة ومؤثرة لإحياء الذكرى والاستماع إلى أقارب الذين قُتلوا وأسروا في 7 أكتوبر.
نظمت التجمع حركة “حماية بيتنا المشترك” (شومريم عل هبايت مشوتاف) في القدس، وهي المجموعة التي نظمت في السابق احتجاجات أسبوعية مناهضة للإصلاحات، عادة خارج مقر إقامة رئيس الدولة القريب من المكان.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تجتمع فيها المجموعة معا مساء السبت منذ أحداث 7 أكتوبر.
وكان من بين المتحدثين في القدس موشيه شابيرا، والد أنير شابيرا (22 عاما)، الذي قُتل على يد مسلحي حماس في حفلة سوبر نوفا. وتحدث شابيرا عن ابنه، الذي ناضل دائما ضد ما اعتبره ظلما في المجتمع، وكان يؤمن في النهاية بالوحدة.
كان الحشد صامتا عندما روى موشيه شابيرا قصة آخر ثلاثين دقيقة من حياة أنير، عندما احتمى هو وصديقه المفضل هيرش غولدبرغ-بولين، في ملجأ ميداني مع 24 شخصا آخر.
أخبر أنير الآخرين أنه جندي مقاتل، وبينما كانوا مستلقين على الأرض، يغطون رؤوسهم بأيديهم، وقف في مقدمة الملجأ، والتقط خمس أو ست قنابل يدوية ألقاها المسلحون وألقى بها خارج الملجأ. القنبلة الأخيرة انفجرت في يده وقتلته.
وقال شابيرا: “الخير يستطيع محاربة الشر. كان أنير شخصا بلا ذخيرة، بلا زي رسمي، بلا أوامر، وأدرك أن عليه أن يقدم ردا وقرر أن يكون هو الرد”.
وأضاف شابيرا أن سبعة أشخاص نجوا في الملجأ، وتم اختطاف ما بين ثلاثة وخمسة منهم.
وبعد صلاة من أجل الجنود، تحدث مي ألبيني عن جده حاييم بيري، الذي تم اختطافه في 7 أكتوبر من كيبوتس نير عوز. قُتل خال ألبيني، داني دارلينغتون، الذي كان في ذلك الوقت في زيارة من ألمانيا مع صديقته كارولين بوهل، في ذلك الصباح مع بوهل.
دمر مسلحو حماس منزل بيري ولكن لم يعثروا بداية على بيري وزوجته أوسنات، اللذين اختبآ في الغرفة الآمنة في المنزل. عندما عاد المسلحون في وقت لاحق، قام بيري بإبعادهم بجسده، كما روت ألبيني، مدركا أن المسلحين سيعودون مع قوات إضافية. في هذه الأثناء، قام بيري بإخفاء زوجته خلف الأريكة في الغرفة الآمنة.
عندما عاد المسلحون، أمروا بيري بالذهاب معهم. قال ألبيني أن بيري تردد، لكنه أدرك أن بإمكانه إنقاذ حياة زوجته، وتم اختطافه.
وقال ألبيني أن “نحو 80 شخصا من نير عوز مختطفون في غزة”، مضيفا “لا شيء يعمل هنا، وأنا لا أعتقد أن الحكومة ستعيدهم. أؤمن بمجتمعنا، بشعبنا، ببلدنا، بأصدقائنا، بجنودنا. سوف ننتصر، رغم قيادتنا”.
وقالت البروفيسور ميخال مشكات بركان من منظمة “حماية بيتنا”، إن بعض الدروس المستفادة خلال الأسابيع العديدة من الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي أصبحت ذات صلة الآن أيضا – مثل أهمية تحمل الجمهور المسؤولية والتكاتف معا.
وقالت مشكات بركان: “سوف نستيقظ في الصباح ولن نستسلم. يمكننا بناء عالم أفضل في إسرائيل بعد الحرب، يمكننا اختيار قيادة يمكنها إنشاء حكومة من نوع مختلف”.