عرض أول في الولايات المتحدة لفيلم وثائقي عن هجوم مهرجان سوبر نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر
بعد أيام من هجوم حماس، توجه المخرج دوكي درور إلى موقع الحفل المنكوب بالقرب من كيبوتس رعيم. الآن تتمثل مهمته في عرض "سوبر نوفا: مذبحة المهرجان الموسيقي" في العالم

بعد ثلاثة أيام فقط من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، زار المخرج الإسرائيلي دوكي درور موقع الهجمات التي وقعت صباح ذلك السبت – موقع مهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي.
درور هو مخرج أفلام وثائقية مخضرم، وتميل أفلامه إلى تناول المواضيع الجيوسياسية في السنوات الأخيرة. الآن أخذ على نفسه موضوع أكثر عمقا. وبعد أربعة أشهر من زيارته الأولى لموقع سوبر نوفا، جلب الفيلم بعد الانتهاء من العمل عليه لعرضه في الولايات المتحدة: “سوبرنوفا: مذبحة المهرجان الموسيقي”.
وقال درور لـ”تايمز أوف إسرائيل”: “كان الأمر صعبا حقا. أعتقد أنه أصعب فيلم صنعته، ولقد صنعت بعضا منها خلال مسيرتي. هذا الفيلم كان قاسيا حقا، وصعبا جدا من الناحية العاطفية”.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
ينقل فيلم “سوبرنوفا”، الذي تبلغ مدة عرضه أقل من ساعة، مشاعر الرعب الناجمة عن الهجمات التي وقعت في الحفل، والتي جاءت في الوقت الذي شن فيه الآلاف من المسلحين بقيادة حماس هجوما واسعا على جنوب إسرائيل، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص، واختطاف 253 آخرين. أدى الهجوم الذي وقع في المهرجان إلى مقتل 360 شخصا واحتجاز أكثر من 40 آخرين كرهائن.
تم عرض فيلم “سوبر نوفا”، الذي ضم موسيقى ترانس وتكنو التي ميزت مهرجان الطبيعة الراقص، في 21 فبراير في مهرجان “جودي ليفيز كروغ بوكا راتون” للسينما اليهودية بحضور درور، وتم عرضه أيضا في اليوم ذاته في العاصمة واشنطن، بحضور مساعد المخرج يوسي بلوخ. الآن سينتقل الفيلم إلى فيلادلفيا ونيويورك.
وقال درور: “لقد حظي الفيلم بالاهتمام في أوروبا. هنا، بدأنا للتو في توزيعه في الولايات المتحدة. حتى الآن، كانت العروض القليلة التي أجريناها قوية للغاية. لقد تأثر الناس حقا بالفيلم”.
وتابع: “شعرت أنه من واجبي أن أروي قصتهم، وأن أظهر للعالم ما حدث، وأن أبرزه، لإظهار الحقيقة، خاصة عندما يكون هناك الكثير من أصوات الإنكار”.

يروي الفيلم القصة من خلال التركيز على ستة من رواد المهرجان الذين نجوا من الهجوم، وجميعهم في سن المراهقة وفي العشرينات من عمرهم – بالإضافة إلى رجليّن بالغيّن: أب تم اختطاف ابنه وابنته في ذلك اليوم وتم إطلاق سراحهما في النهاية؛ وشرطي كان له الفضل في إنقاذ 150 شخصا.
من بين رواد المهرجان كانت ميخال أوحانا، وهي طبيبة بيطرية تبلغ من العمر 27 عاما، التي قالت إنها اختبأت من المسلحين تحت دبابة، وتم اختطاف أصدقائها وتعذيب صديقاتها.
وتستذكر أوحانا في الفيلم: “قلت لنفسي: ’سأبقى على قيد الحياة، ولن أموت هنا‘. كنت أقول ’شماع يسرائيل”، في إشارة إلى صلاة “شماع” في اليهودية، والتي تُقال أيضا في أوقات الخطر.

اختبأت الصديقتان المقربتان غالي عمار وعميت عمار، وكلاهما طالبتان، من الهجوم في مرحاض متنقل.
وقالت عميت أمام الكاميرا: “كانت رائحة المكان كريهة. لم أتمكن من الحراك. لقد أطلقوا النار على مستوى الرأس. اختبأنا على الأرض، وصلينا بأقصى ما نستطيع ألا يقوموا بفتح المرحاض”.
وبينما يروي الفيلم الحالة التي تكشفت خلال المهرجان السنوي الذي أقيم في جنوب إسرائيل، فإنه يفعل ذلك من خلال دمج لقطات من مصادر متعددة، بما في ذلك TikTok، ومقاطع فيديو خاصة للأشخاص الذين تم إجراء مقابلات معهم، ومقاطع فيديو لحماس تم العثور عليها على كاميرات GoPro التي استخدمها المسلحون. إحدى هذه اللقطات تظهر المسلحين وهم يطلقون النار على سيارة.
يتم إعادة عرض محادثة هاتفية مؤلمة بين الأب إيلان ريغيف وابنته مايا ريغيف، التي كانت في المهرجان مع شقيقها إيتاي ريغيف. “أبي، لقد أطلقوا النار عليَ!” تقول مايا. يقرر إيلان قيادة سيارته والتوجه جنوبا لمحاولة إنقاذ ولديه. اختطف المسلحون الشقيقين وتم إطلاق سراحهما في أواخر
نوفمبر في إطار صفقة الرهائن.
إسرائيلي آخر توجه إلى موقع المهرجان عندما علم بالهجوم هو الرقيب أول حنانيا بنيامين من أوفاكيم.
ويقول بنيامين في الفيلم: “كانت هناك سيارات مهجورة – الكثير منها على اليمين، والكثير منها على اليسار، وقد اشتعلت فيها النيران. الطريق كان مسدودا”. وبمجرد وصوله إلى مكان الحادث، “رأيت مذبحة. لقد كنت في منطقة مذبحة”، على حد قوله.

لم يشارك إيلان ريغيف وبنيامين في الفيلم في البداية. وكان درور قد أنهى تقريبا الجزء الأولي عندما أضاف روايتهما للأحداث.
وقال درور: “إن وجهة نظر [بنيامين] في هذا الفيلم هي نظرة 360 درجة للقصة من وجهة نظر الضحية، ولقد استخدمنا الكثير من المواد التي حصلنا عليها من الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات وقاموا بتصويرها بأنفسهم خلال الحدث”.

في نقاط مختلفة من الفيلم، يثير أولئك الذين يتحدثون للكاميرا أسئلة حول مسائل تتعلق بالتخطيط للمهرجان ورد فعل السلطات بمجرد بدء الهجوم في الساعة 6:30 صباحا، في أعقاب وابل من الصواريخ التي ظن البعض خطأ أنها ألعاب نارية أو مؤثرات خاصة.
يشار إلى أن المهرجان أقيم على بعد كيلومترات قليلة فقط من قطاع غزة، وأن طريقا واحدا فقط يربط الموقع بالطريق السريع الرئيسي. خلال الهجوم، أفادت تقارير أنه تم إغلاق الخط في وجه أحد رواد المهرجان الذي اتصل بالجيش، بعد حصوله على رد مقتضب: “جدا مخرجا، أنت في منطقة حرب”.
يُظهر أبطال الفيلم تأثير ذلك اليوم على حياتهم. إيلان ريغيف يضع ملصقات تحمل صور نجله وابنته وكُتب عليها “أعيدوهم إلى الوطن الآن”. بعد شهرين تقريبا، تحققت أمنيته عندما تم إطلاق سراح مايا، ثم إيتاي بعد عدة أيام.
بالنسبة لأوحانا، عندما تسمع صفارات الإنذار منذرة بقدوم صواريخ وتتوجه إلى الملجأ، تخشى من أن يقوم مسلح باختطافها أثناء وجودها في الداخل.
وتقول غالي عمار بعد إنقاذها: “لقد تم وضعنا في الأساس في ساحة معركة. طلبوا منا عدم النظر”، وتضيف هي وعميت عمار: “لا يمكنك النظر بعيدا”.
وقال درور عن تجربته في صنع الفيلم: “بكيت كثيرا.تواجه الكثير من الشر، والكثير من السلبية التي تم إلقاؤها على هؤلاء الشباب الأبرياء حقا الذين كانوا يبحثون فقط عن… السلام والحب والموسيقى والحرية. إنه أمر مفجع. أولادي هم في نفس العمر. ما زلت أشعر أن هذه هي مهمتي، أن أظهر للعالم ما حدث”.