عدد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في الهجوم البري على غزة سقطوا نتيجة نيران صديقة
قال الجيش إنه عثر على معمل لصنع الصواريخ وأسلحة ومدخل نفق داخل مسجد في حي الزيتون بمدينة غزة، حيث تخوض القوات معارك عنيفة ضد حماس
شهد الجيش الإسرائيلي عددا من حوادث ما يسمى بـ”النيران الصديقة” خلال القتال في قطاع غزة، بعضها أدى إلى نتائج مميتة، حسبما علمت تايمز أوف إسرائيل، بينما خاضت القوات الإسرائيلية يوم الاثنين معارك مكثفة أثناء تقدمها في الحملة العسكرية في القطاع الذي تحكمه حماس.
ويعمل في الوقت الحالي الآلاف من قوات المشاة والدبابات والقوات الأخرى في الأحياء المزدحمة بمدينة غزة، أثناء الهجوم البري الإسرائيلي ضد حماس.
وقال الجيش إنه يقوم باستمرار بتقييم المعارك الجارية، بما في ذلك حوادث النيران الصديقة، واستخلاص العبر منها بسرعة.
وقُتل 66 جنديا في غزة منذ بدء التوغل البري في 27 أكتوبر، والذي أعقب ثلاثة أسابيع من القصف الجوي في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، عندما اقتحم المسلحون الفلسطينيون الحدود إلى جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واختطفوا حوالي 240.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس ردا على ذلك، وشنت هجوما يهدف إلى الإطاحة بالحركة الحاكمة في غزة وإطلاق سراح الرهائن. وتركزت العملية البرية على شمال غزة، ومن المتوقع أن تتوسع إلى جنوب القطاع في المراحل المقبلة من الحرب.
وتوغلت القوات البرية الإسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع في حي الزيتون في مدينة غزة وبلدة جباليا، وكلاهما معاقل لحركة حماس.
وقال الجيش يوم الاثنين إن القوات من اللواء المدرع 188 عثرت على معمل لتصنيع الصواريخ تابع لحماس وأسلحة ومدخل نفق داخل مسجد في الزيتون، إضافة إلى عبوات ناسفة وطائرة مسيّرة.
وقال المتحدث باسم الجيش الأدميرال دانييل هغاري خلال مؤتمر صحفي: “أريدكم أن تفهموا: تم استخدام مسجد في منطقة الزيتون كمختبر لصنع الأسلحة”.
“دخلت القوات المسجد، وأجرت عمليات مسح، وتأكدت من عدم وجود أفخاخ. دخلوا المسجد ووجدوا فتحة نفق… ودرجًا”.
وقال هغاري إن القوات عثرت في الطابق السفلي على “ورشة لصنع الصواريخ”.
“إرهابيون يصنعون الصواريخ في مسجد. استخدام الإسلام ورموز الإسلام لخلق الإرهاب”.
وقال هغاري إن الجيش الإسرائيلي سيواصل الكشف عن استخدام حماس للمواقع المدنية.
كما فصّل الجيش عمليات الفرقة 36 في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، والتي اشتبكت خلالها القوات مع مئات من نشطاء حماس، وعثرت على أسلحة وبنية تحتية عسكرية في مواقع مدنية.
وقال الجيش إن قوات المشاة والدبابات والمهندسين القتاليين من الفرقة 36 يعملون على هزيمة كتيبة الزيتون التابعة لحماس، والتي تعمل في الحي الذي يحمل نفس الاسم.
وتأتي العمليات في الزيتون بعد أن أكملت الفرقة 36 السيطرة على مخيم الشاطئ وحي صبرا في مدينة غزة.
????The IDF details the operations of the 36th Division in the Gaza Strip over the past few days, during which troops battled hundreds of Hamas operatives and located weapons and infrastructure in civilian sites. (1/7) pic.twitter.com/PXFJqqEhHg
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 20, 2023
ويعتقد الجيش أن القوات قتلت المئات من المسلحين في الزيتون حتى الآن. ويدور قتال عنيف، إذ تعمل حماس ضمن خلايا تضم ما بين خمسة إلى عشرة مسلحين في المنطقة، بحسب تقديرات عسكرية.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن القتال في الزيتون سيستمر 72 ساعة أخرى على الأقل، وعندما ينتهي، سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل على هدم جميع البنية التحتية التابعة لحماس في الحي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن القوات، بقيادة لواء المشاة “جولاني”، اشتبكت في عدة معارك مسلحة مع عناصر حماس في الزيتون، بما في ذلك نشطاء متحصنون في منازل سكنية ومستشفيات ومدارس ومواقع مدنية أخرى.
وقال قائد الفرقة 36 الجنرال دادو بار خليفة إن قواته “تواجه باستمرار العدو المختبئ خلف الأطفال والنساء وخلف البنية التحتية المدنية الحساسة”.
وقال الجيش الإسرائيلي: “واجهت القوات عشرات الإرهابيين منذ بداية القتال في الحي، واشتبكت معهم من مسافة قريبة، وقضت حتى الآن على العديد منهم”.
The IDF believes the fighting in Zeitoun will last at least another 72 hours, and when it ends, the IDF will continue to work to demolish all of the terror group’s infrastructure in the neighborhood. (4/7) pic.twitter.com/O9rkmeDXpM
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 20, 2023
وقال إن قوات اللواء المدرع 188 استولت على عدد من مواقع حماس في الزيتون، بما في ذلك مكاتب قائد لواء مدينة غزة التابع لحماس.
وقال الجيش الإسرائيلي: “قامت القوات بتفتيش المنطقة، وعثرت على العديد من الأسلحة، وفي نهاية عمليات التفتيش، دمرت مكتب قائد اللواء”.
وعثرت قوات لواء “بيسلاماخ” (مدرسة المشاة المهنيين وقادة الفرق في الجيش الإسرائيلي) على ودمرت مجمع للجهاد الإسلامي في الزيتون، حيث تم العثور على عدد من الصواريخ الثقيلة وبعيدة المدى.
The 36th Division troops also directed several airstrikes in Zeitoun against Hamas operatives, as well as located a rocket-making lab, weapons, explosive devices, a drone, and a tunnel inside a mosque in the neighborhood. (7/7) pic.twitter.com/pEHa09ZAYr
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 20, 2023
واستدعت قوات الفرقة 36 عدة غارات جوية في منطقة الزيتون ضد نشطاء حماس.
قتال بالقرب من المستشفى الإندونيسي
واستمر القتال العنيف أيضًا يوم الاثنين حول العديد من مستشفيات غزة، حيث تدعي إسرائيل إن حماس زرعت بنية تحتية عسكرية.
وتؤكد إسرائيل أن حماس تستخدم المستشفيات في قطاع غزة كقاعدة لأنشطتها العسكرية. وقد دعمت الولايات المتحدة هذه التأكيدات بأدلة مستقلة منذ بداية الحرب، التي تعهدت فيها إسرائيل بالقضاء على حماس في القطاع الساحلي.
وأعلنت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس إجلاء 200 مريض من المستشفى الإندونيسي في جباليا بمساعدة الصليب الأحمر، بعد أن زعمت أن 12 شخصا قتلوا هناك في غارة إسرائيلية خلال الليل. ونفت إسرائيل قصف المستشفى، قائلة إن قواتها ردت بإطلاق النار على المسلحين الذين استهدفوها من داخل المجمع الطبي.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة لوكالة فرانس برس إنه تم إجلاء 200 شخص من المستشفى الإندونيسي ونقلهم بحوافل إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس الجنوبية، حيث شاهد مراسل فرانس برس حافلتين تصلان برفقة الصليب الأحمر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الجيش إن لديه وثائق استخباراتية تظهر وجود شبكة أنفاق تحت المستشفى الإندونيسي، بالإضافة إلى صور جوية تظهر قاذفات صواريخ على بعد عشرات الأمتار من المجمع الطبي.
كما واصل الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين عملياته داخل مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، حيث كشف عن أسلحة وأنفاق إلى جانب لقطات كاميرا من داخل المستشفى تظهر إحضار بعض الرهائن إلى هناك.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يسعون إلى عرض أدلة على إساءة استخدام حماس لمستشفى الشفاء أمام العالم، لدعم تأكيداتهم بأن الحركة تستخدم المدنيين والبنية التحتية المدنية كدروع، وبالتالي حشد الدعم للعملية الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة في غزة أن 13 ألف شخص قتلوا في القطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، من بينهم ما لا يقل عن 5500 طفل و3500 امرأة. ولا يمكن التحقق من الأرقام بشكل مستقل، لأنها لا تفرق بين المدنيين ونشطاء حماس، ولا تميز بين القتلى في الغارات الجوية الإسرائيلية والقتلى نتيجة سقوط صواريخ فلسطينية طائشة.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير