عباس ينادي الإتحاد الأوروبي للإعتراف سريعا بفلسطين زاعما أن ذلك يعزز السلام
قال الرئيس الفلسطيني ان رام الله ملتزمة بالاتفاقيات مع اسرائيل؛ أكد الاتحاد الاوروبي له ب’استمرار الدعم، المادي ايضا’

نادى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي للاعتراف بدولة فلسطين “سريعا”، مدعيا ان هذه الخطوة تحافظ على امال الفلسطينيين للسلام.
“وقال عباس الذي يزور بروكسل سعيا للحصول على دعم الاوروبيين بعد اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، “ان اوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعا”.
واضاف ان “الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول الى سلام”.
وتابع ان “ما يشجع الشعب الفلسطيني على المحافظة على الأمل، هو أن هناك سلاما قادما، وان الطريق ستكون مفتوحة لهذا السلام، ما يشجع الناس على التمسك بثقافة السلام”، بحسب تصريحات اوردتها وكالة الانباء الفلسطينية وفا.
وادعت الحكومة الإسرائيلية في الماضي ان الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين سوف يجعل الموقف الفلسطيني اكثر شدة ويصعب على تحقيق اتفاق سلام نهائي بين الطرفين.

ونادى عباس، الذي قدم ملاحظاته الى جانب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، الاتحاد الاوروبي لتولي دورا اكبر في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
“هناك المشاركة السياسية لأوروبا التي يجب، ونطالب دائما وأبدا ان تكون موجودة للمساهمة في حل قضية الشرق الأوسط بشكل عادل، حسب ما تحدثت السيدة موغريني على أساس الشرعية الدولية ومن خلال المفاوضات السلمية”، قال عباس.
وكان يتحدث عباس في بروكسل في وقت كان نائب الرئيس الامريكي مايك بنس يقدم خطاب امام الكنيست في القدس، حيث تعهد بنقل الولايات المتحدة سفارتها من تل ابيب الى القدس حتى نهاية العام المقبل.
وخطة نقل السفارة، بالإضافة اعتراف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالقدس كعاصمة اسرائيل في شهر ديسمبر، ادى الى اعلان القيادة الفلسطينية بأن واشنطن لا يمكن ان تكون وسيطا في عملية السلام، دورها التاريخي منذ اكثر من عقدين.
ويسعى عباس بدلا عن ذلك الان الى اطار دولي يتمكن عبره الفلسطينيين تحقيق الاستقلال. واللاعبين المركزيين في هذه الساحة الان، من وجهة نظره، هم الاتحاد الاوروبي، الامم المتحدة، روسيا والصين.
وقد الفلسطينيون انه يمكن للولايات المتحدة المشاركة في هذه العملية الدولية لقيام الدولة الفلسطينية.
“الطريق الوحيد للوصول للسلام هو المفاوضات بينننا وبين إسرائيل تحت الرعاية والمشاركة الدولية”، قال عباس.
من جهتها اكدت موغيريني عند استقبالها عباس “الالتزام الحازم للاتحاد الاوروبي بحل الدولتين” اسرائيل وفلسطين، “مع القدس عاصمة يتقاسمها” الطرفان.

“لقد استثمرنا الكثير في مشروع الدولة الفلسطينية، ونحن ننظر ايضا الى الامكانيات المتاحة لدينا لتعزيز الدعم من الاتحاد الاوروبي”، قالت.
واضافت موغيريني انه على الطرفين “الإظهار اكثر من قبل ارتباطهم مع المجتمع الدولي” للعمل من اجل السلام.
وخلال مقابلة مع وكالة فرانس برس يوم الاحد، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان اعتراف الاتحاد الاوروبي بدولة فلسطين هو “وسيلة للرد” على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويريد الاتحاد الاوروبي المساهمة في تحريك مفاوضات السلام لإنقاذ حل الدولتين، لكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية غير مطروح على الطاولة. وافادت مصادر فلسطينية ان بعض الدول قد تخطو هذه الخطوة قريبا كسلوفينيا.
وذكر دبلوماسيون، ان الاوروبيين قد يقترحون فكرة “اتفاق شراكة” بين الاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية كالاتفاق القائم مع اسرائيل.
وتؤيد فرنسا واسبانيا خصوصا الفكرة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عند وصوله الى الاجتماع “نريد الانتقال من اتفاق انتقالي الى اتفاق شراكة، وان نبدأ من الآن عملية في هذا الاتجاه”.
من جهته، قال وزير الخارجية الاسباني الفونسو داستيس “اعتقد انه علينا ان نطلب (من عباس) الرد باعتدال على القرارات (الاميركية) التي رفضناها بأنفسنا، والمساعدة بذلك قدر الامكان”.
وقال المالكي لفرانس برس انه في حين ان السلطة الفلسطينية “جادة جدا” حول اتفاقية الشراكة، فانها ايضا تتوقع الاعتراف بها رسميا كدولة.
واعلن عباس يوم الاثنين ايضا ان الفلسطينيين لا زالوا ملتزمين بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل.
ويبدو ذلك مناقضا لقرار صوت لصالحه في الاسبوع الماضي خلال جلسة اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بحسبه اتفاقيات اوسلو، التي تحكم العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين، “لم تعد قائمة”.
“ونحن أيضا ملتزمون بالاتفاقيات مع إسرائيل، إلا أننا نطالب إسرائيل بأن تؤدي دورها أيضا بالالتزام بما وقّع، إذ لا يجوز أن تكون الاتفاقيات ملتزَم بها فقط من طرف دون آخر”، قال عباس.
الاتحاد الاوروبي ملتزما بالدعم المالي للفلسطينيين
واحد اهداف زيارة عباس لبروكسل المركزية هو طلب تعزيز المساعدات المالية من الاتحاد الاوروبي في اعقاب تهديدات الولايات المتحدة، اكبر مانح للفلسطينيين، بوقف مساعداتها لرام الله.
أكدت موغيريني لعباس بان الاتحاد الاوروبي “سيستمر بالدعم، المالي ايضا”.
"Firm commitment of the EU to the two-state solution with Jerusalem as shared capital of the two states: the state of Israel and the state of Palestine. This is not the time to disengage" @FedericaMog welcomes Palestinian President Mahmoud Abbas in Brussels #FAC pic.twitter.com/muiPozH4XA
— European External Action Service – EEAS ???????? (@eu_eeas) January 22, 2018
وتأتي زيارة عباس اسبوع واحد قبل عقد لجنة المانحين المركزيين للفلسطينيين جلسة طارئة في عاصمة الاتحاد الاوروبي. وهذه المجموعة المؤلفة من 15 عضوا، والتي تسمى لجنة الاتصال المخصصة، تشمل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
واضافت موغيريني ان الاتحاد الاوروبي سوف يستمر بدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وعلقت الولايات المتحدة دفعات بقيمة 100 مليون دولار للوكالة في وقت سابق من الشهر. ومنذ ذلك الحين، قدمت السويد وبلجيكا سوية 81.5 مليون دولار.
ونفت وزارة الخارجية تعليق الاموال كعقاب لقطع السلطة الفلسطينية علاقاتها مع ادارة ترامب في اعقاب الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل، وقالت ناطقة باسم الوزارة ان تعليق الاموال مرتبط “الاصلاحات” الضرورية للأونروا.