محمود عباس يدعو حماس إلى انجاز صفقة تبادل مع إسرائيل بأسرع وقت لمنع وقوع “نكبة” أخرى
رئيس السلطة الفلسطينية يدعو الولايات المتحدة والدول العربية إلى "إنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة"، بينما تحذر منظمة الصحة العالمية من أن عملية الجيش الإسرائيلي في رفح قد تسبب بـ"كارثة لا يمكن تصورها"
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء حركة حماس إلى أن تنجز “بسرعة” صفقة تبادل في قطاع غزة، لتجنب “كارثة أخرى”، بينما تتواصل المفاوضات للتوصّل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ونقلت وكالة “وفا” الفلسطينية عن محمود عباس قوله: “نطالب حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة الأسرى، لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها، ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا”.
وقال مصدر في حماس لوكالة “فرانس برس” إن وفدا توجه إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء وسطاء مصريين وقطريين بعد أن أجرى مفاوضون إسرائيليون محادثات معهم هناك الثلاثاء.
وطالب عباس “الإدارة الأميركية والأشقاء العرب، بالعمل بجدية على إنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة، وذلك لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات هذه الحرب المدمرة”.
ويُعتقد أن 130 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجومها في 7 أكتوبر ما زالوا محتجزين في غزة – ليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، في حين تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات الإسرائيلية ثلاث رهائن، من بينهم اثنان هذا الأسبوع، وتمت استعادة جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
وأعرب عباس عن أمله في أن يؤدي التوصل إلى اتفاق إلى إنقاذ مدينة رفح في غزة من الهجوم الإسرائيلي، الذي حذرت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء من أنه سيتسبب في “كارثة لا يمكن تصورها” وسيدفع النظام الصحي في القطاع إلى حافة الانهيار.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، ريتشارد بيبركورن: “إن الأنشطة العسكرية في هذه المنطقة، هذه المنطقة المكتظة بالسكان، ستكون بالطبع كارثة لا يمكن تصورها… وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال”.
ويتكدس أكثر من مليون فلسطيني في رفح عند الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يعيش الكثيرون في مخيمات وملاجئ مؤقتة بعد فرارهم من العمليات الإسرائيلية في أماكن أخرى في غزة.
يقول الجيش الإسرائيلي إنه يريد طرد المسلحين من مخابئهم في رفح وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك بعد هجوم حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر – حيث قتل مسلحو الحركة حوالي 1200 شخص، واختطفوا 253 آخرين – لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن خطة مقترحة لإخلاء المدنيين.
وقالت الأمم المتحدة إن الهجوم الإسرائيلي هناك قد “يؤدي إلى مذبحة”.
وقال بيبركورن “سيؤدي ذلك أيضا إلى زيادة العبء على نظام صحي مثقل بالأعباء بالكامل، ويزيد من عبء الصدمات وسيدفع النظام الصحي على شفا الانهيار”.
وأضاف إنه تمت الموافقة على 40٪ فقط من بعثات منظمة الصحة العالمية إلى شمال غزة منذ نوفمبر، وأن هذا الرقم انخفض بشكل ملحوظ منذ يناير.
ونفت إسرائيل في السابق منع دخول المساعدات.
وقال بيبركورن: “حتى عندما لا يكون هناك وقف لإطلاق النار، يجب أن تكون هناك ممرات إنسانية حتى تتمكن منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة من القيام بعملهما”.