عباس يحض الأوروبيين على لعب دور أكبر في عملية السلام والإعتراف بالدولة الفلسطينية
رئيس السلطة الفلسطينية يقول إن فشل الدول الأوروبية في الإعتراف بالدولة الفلسطينية هو خيانة لقيمها، ويؤكد على أن مثل هذه الخطوة لا تشكل خطرا على المفاوضات

حض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدول الأوروبية يوم الأحد على لعب دور أكبر في التوسط في العملية السلمية والإعتراف ب”دولة فلسطين”، مدعيا أن عدم القيام بذلك يُعتبر خيانة للقيم الأوروبية.
وقال عباس في خطاب قصير في قمة تستمر ليومين للقادة العرب والأوروبيين في مدينة شرم الشيخ المصرية: “ألم يحن الوقت للدول الأوربية التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين أن تقوم بذلك؟ خاصة في ظل إيمانكم جميعا بحل الدولتين؟”
وأضاف: “إلا أن عدم اعترافكم الآن بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره في دولته الخاصة به، هي خطوة تتنافى مع قيمكم ومبادئكم الأوروبية”.
وفي حين أن عددا من الدول الأوربية اعترفت بفلسطين، إلا أن غالبية الدول، بما في ذلك فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا وإيطاليا، لم تفعل ذلك.

ولطالما قالت إسرائيل إن الإعتراف بفلسطين قبل التوصل الى اتفاق سلام سيصعب من المواقف التفاوضية للفلسطينيين، ويزيد من صعوبة التوصل الى تسوية.
وأكد عباس على أن اعتراف الدول الأوروبية بفلسطين لن يكون “بديلا” للمفاوضات، أو خطوة ضد إسرائيل، وقال إنه من شأن الخطوة تشجيع الفلسطينيين على الحفاظ على الأمل في السلام.
ودعا عباس أيضا الأوروبيين إلى لعب دور أكبر في المفاوضات وكرر دعوته إلى عقد مؤتمر سلام دولي لا يخضع لرعاية الولايات المتحدة.
ويقاطع الفلسطينيون إدارة ترامب منذ أن اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017 وقامت بنقل سفارتها إلى المدينة. وازداد تدهور العلاقات بين الطرفين بعد أن قامت واشنطن باقتطاع ملايين الدولارات من المساعدات للفلسطينيين.
وقال عباس إن الموقف الأمريكي يشجع إسرائيل على التصرف فوق القانون، مضيفا أن ذلك يعني بأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تلعب “وحدها” دور الوسيط.
وقد قال عباس مرارا إنه سيرفض خطة ترامب للسلام التي طال انتظارها ومن المتوقع كشف النقاب عنها بعد الإنتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل.
بدلا من ذلك، كرر دعمه لمبادرة السلام العربية، المعروفة أيضا بالمبادرة السعودية، التي أعلنت جامعة الدول العربية عن دعمها لها في عام 2002 في بيروت.

وقال يوم الأحد إن “تطبيق مبادرة السلام العربية كما وردت في العام 2002 هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام”.
وتدعو مبادرة السلام العربية إسرائيل إلى الموافقة على حل الدولتين على حدود 1967 وحل “عادل” لم يتم تحديده لقضية اللاجئين، مقابل قيام الدول العربية بتطبيع العلاقات معها والإعلان عن انتهاء الصراع العربي-الإسرائيلي.
وقد أشار رئيس الورزاء بينيامين نتنياهو إلى أنه غير معني بالعمل في إطار مبادرة السلام العربية، مصرحا أنه يود تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية حتى من دون تحقيق تقدم في محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية.
إلا أن مسؤولا سعوديا كبيرا سابقا قال مؤخرا إن السعودية ترى في حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني شرطا مسبقا لتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية.
وقال وزير المخابرات الأسبق وسفير السعودية لدى الولايات المتحدة وبريطانيا سابقا، الأمير تركي بن فيصل آل سعود، في مقابلة أجرتها معه أخبار القناة 13 الإسرائيلية في وقت سابق من شهر فبراير، “من وجهة النظر الإسرائيلية، فأن السيد نتنياهو يرغب في أن تكون هناك علاقة، وبعدها سيكون بإمكاننا حل القضية الفلسطينية. من وجهة نظر سعودية، العكس هو الصحيح”.