محمود عباس: اليهود الأشكناز ليسوا ساميين، هتلر قتلهم بسبب “وظيفتهم الاجتماعية”
مكررا أكاذيب معادية للسامية كان أشار إليها سابقا، الزعيم الفلسطيني يدعي أن معاداة السامية الأوروبية ليست نتيجة "العداء" تجاه اليهود ولكن لدورهم كـ"مرابين"

في خطاب ألقاه مؤخرا، كرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عددا من الأكاذيب المعادية للسامية التي أطلقها على مر السنين، بما في ذلك الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة حول أصول اليهود الأشكناز وأن الدكتاتور النازي أدولف هتلر أمر بقتل اليهود بسبب “دورهم الاجتماعي” كمرابين، وليس بسبب العداء لليهودية.
وفي حديثه الشهر الماضي في المجلس الثوري لحركة فتح، طرح عباس النظرية التي لا أساس لها من الصحة والتي تقول إن اليهود الأشكناز لا ينحدرون من بني إسرائيل القدماء، بل من شعب تركي قديم يُعرف باسم الخزر، الذين اعتنقوا اليهودية بشكل جماعي، وفقا لنظرية مشكوك فيها.
وقال عباس في مقطع فيديو نشره معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (ميمري) مع ترجمة بالإنجليزية: “الحقيقة التي يجب أن نوضحها للعالم هي أن يهود أوروبا ليسوا ساميين ولا علاقة لهم بالسامية… إذا عندما نسمع عنهم يقولون سامية ولا سامية، على الأقل اليهود الأشكناز ليسوا ساميين”.
وكان عباس قد ادعى علنا في السابق أن اليهود الأشكناز هم من نسل الخزر، بما في ذلك في خطاب ألقاه عام 2018 زعم فيه أن “السلوك الاجتماعي” لليهود تسبب في الهولوكوست، وهو تأكيد آخر كرره في خطابه الأخير.
وقال عباس الشهر الماضي: “عندما قالوا إن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود، وأن أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود. لا. شُرحت بالضبط على أنه حاربوا هؤلاء بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم. وكتب أكثر من كاتب.. حتى كار ماركس قال إن هذا الكلام غير صحيح، وقال بالضبط إن العداء هو ليس لليهودية كدين وإنما لليهودية بصفتها الاجتماعية”.
“يحارب [الأوربيون] هؤلاء الناس بسبب وظيفتهم الاجتماعية [التي] تتعلق بالربا والأموال وغيرها وغيرها وغيرها”.

ثم بدا أن عباس يكرر أسطورة الطعنة في الظهر التي اعتمدها هتلر بعد الحرب العالمية الأولى، حيث ألقى باللوم على اليهود وغيرهم في خسارة ألمانيا في الصراع.
وقال: “هتلر كان في الحرب العالمية الأولى شاويش، كل الناس بتعرف. وقال إن اليهود.. يعني حارب اليهود لأنهم كانوا يعملون على أساس الربا والمال. يعني يخربون، من وجهة نظره، ولذلك هو يكرههم. فنحن نريد أن نوضح هذه النقطة فقط: إنه السامية واللاسامية لا توجد هنا”.
وأضاف: “أما اليهود الشرقيون فهم ساميون”، في إشارة إلى اليهود من الشرق الأوسط الأكبر.
كما أطلق عباس هجوما لاذعا جديدا ضد وعد بلفور، الوثيقة التي أصدرتها الحكومة البريطانية عام 1917 والتي تعلن دعمها لـ”وطن قومي” للشعب اليهودي في أرض إسرائيل، واتهم أمريكا بأنها كانت طرفا فيه في ذلك الوقت.
وزعم قائلا: “من هو الذي اخترع لنا هذه الدولة [اليهودية]؟ هي بريطانيا وأمريكا، وليس بريطانيا وحدها”، مضيفا “أقول هذا لنعرف من الذي يجب أن نتوجه إليه لنتهمه بأنه هو عدونا، وهو الذي أذانا، وهو الذي أخذ منا وطننا، وأعطاه للإسرائيليين أو اليهود”.
يوم الأربعاء، هاجم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان عباس بعد نشر الترجمة لتصريحات رئيس السلطة الفلسطينية.
وكتب أردان على X (تويتر سابقا): “هذا هو الوجهة الحقيقي لـ’القيادة’ الفلسطينية. تماما كما يلوم عباس اليهود على الهولوكوست، هو يلوم اليهود أيضا على كل مشاكل الشرق الأوسط. بينما يقوم بنشر هذه اللاسامية الخالصة يدفع أيضا الأموال للإرهابيين مقابل قتل الإسرائيليين ويشيد علنا بالإرهاب الفلسطيني”.
وأضاف إردان “يجب على العالم أن يستيقظ ويحاسب عباس وسلطته الفلسطينية على الكراهية التي ينشرونها وما يسببه من سفك للدماء. يجب ألا يكون هناك أي تسامح مع التحريض والإرهاب الفلسطيني”.
لدى عباس تاريخ في إطلاق ادعاءات معادية للسامية وتعليقات مثيرة للجدل حول الهولوكوست، بما في ذلك قوله في شهر مايو إن إسرائيل “تكذب مثل” وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز. وفي العام الماضي في ألمانيا، اتهم إسرائيل بارتكاب “50 هولوكوست” في مؤتمر صحفي مع المستشار أولاف شولتس. وردت إسرائيل وألمانيا والولايات المتحدة على البيان بالتعبير عن الصدمة والغضب.