الملك عبدالله في رسالة لمواطنيه حول الأحداث الأخيرة: “الفتنة وئدت”
أكد بيان الملك عبدالله الثاني أن ولي العهد السابق الأمير حمزة "اليوم مع عائلته في قصره وتحت رعايتي"

أ ف ب – وجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأربعاء رسالة الى الأردنيين بعد خمسة أيام على أزمة غير مسبوقة شغلت الأردن الذي يحيي بعد أيام مئويته الأولى، مؤكدا ان “الفتنة وئدت”.
واتهمت الحكومة الأردنية الأحد ولي العهد السابق الأمير حمزة (41 عاما) وأشخاصا آخرين من الحلقة المحيطة به بالتورط في مخطط “لزعزعة أمن الأردن واستقراره”. ووُضع في الإقامة الجبرية.
لكن الملك عبد الله الثاني أكد في رسالته التي بثها التلفزيون الرسمي أن “الأمير حمزة اليوم مع عائلته في قصره وتحت رعايتي”.
واضاف أن الأمير حمزة التزم “أمام الأسرة أن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصا لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى”.
وقال الملك: “أتحدث إليكم اليوم، وأنتم الأهل والعشيرة، وموضع الثقة المطلقة، ومنبع العزيمة، لأطمئنكم أن الفتنة وئدت، وأن أردننا الأبي آمن مستقر”.
واكد أن “تحدي الأيام الماضية لم يكن هو الأصعب أو الأخطر على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاما، ذلك أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه”، من دون أن يوضح ما إذا كان يعني بالخارج، أطرافا من خارج العائلة المالكة أم أطرافا من خارج البلاد.
وأشار العاهل الأردني الى أن “لا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز”.
وإضافة الى اتهام الحكومة للأمير حمزة تم توقيف 16 شخصا، بينهم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد الذي شغل سابقا منصب مبعوث العاهل الأردني إلى السعودية.
وأوضح الملك في رسالته الأربعاء أن “الجوانب الأخرى قيد التحقيق، وفقا للقانون، إلى حين استكماله، ليتم التعامل مع نتائجه، في سياق مؤسسات دولتنا الراسخة، وبما يضمن العدل والشفافية”.
مخلص للملك
وأكد ولي عهد الأردن السابق الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله، في رسالة وقعها يوم الإثنين بحضور عدد من أفراد العائلة المالكة الذين سعوا لحل الأزمة، أنه سيبقى “مخلصا” للملك عبد الله الثاني.
وقال الأمير حمزة، بحسب بيان للديوان الملكي نشر مساء الإثنين، في رسالته “أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، مؤكدا أنني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيا لإرثهم، سائرا على دربهم، مخلصا لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك”.
وجاء ذلك بعد تكليف العاهل الاردني عمه الأمير حسن بن طلال بالتعامل مع الأمير حمزة.
والأمير حسن (74 عاما) هو شقيق ملك الأردن الراحل حسين وعم الملك عبدالله، وقد شغل منصب ولي العهد لنحو 34 عاما.

وقرر القضاء يوم الثلاثاء حظر النشر تفاصيل القضية.
وأوضح نائب عام عمَان حسن عبداللات يوم الأربعاء أنَ “حظر النَشر يشمل كل ما يتعلق بمجريات التحقيق وسريته وسلامته والأدلة المتعلقة به وأطرافه وكل ما يتصل بذلك”.
وأشار في بيان الى أن “الحظر يستثنى منه ما يعبر عن الآراء وحرية الرَأي والتَعبير ضمن إطار القانون”، كما يستثي “التَصريحات الصَادرة عن الجهات الرَسمية بهذا الخصوص”.
ونددت منظمة “مراسلون بلا حدود” على صفحتها على موقع “فيسبوك” بقرار “حظر النشر الذي فرضه النائب العام بخصوص قضية الأمير حمزة”.
وأكدت أن “ذلك يعد إنتهاكا جديدا لحق المواطنين في الحصول على معلومات”.
وغابت أخبار المخطط الذي أُعلن أنه استهدف الملكية الأردنية عن وسائل الإعلام الأردنية الأربعاء بعد قرار حظر النشر المتعلق بالقضية.
وتحدثت السلطات قبل أيام عن مخطط لزعزعة “أمن واستقرار” الأردن، وتصدرت تصريحات المسؤولين الأردنيين عناوين الصحف على مدى ثلاثة أيام.
وقال رئيس تحرير صحيفة “الدستور” شبه الحكومية مصطفى الريالات لوكالة فرانس برس: “نحمد الله ونشكره على أن الأمور رجعت إلى نصابها، والأردنيون جميعا يشعرون بالراحة وكأن شيئا لم يحدث”.

ونشر أردنيون يوم الإثنين صورا للعاهل الأردني الملك عبدالله وللأمير حمزة على موقع “فيسبوك”، معبرين عن فرحهم بحل الأزمة.
وقال مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض: “ما جرى هو حل عائلي باتجاه احترام محددات الدستور”.
واضاف: “ما تم هو حل عائلي للخلاف داخل العائلة المالكة، لكنه ليس حل للأزمة السياسية في البلد”.
والأمير حمزة هو الابن الأكبر للملك الراحل حسين من زوجته الأميركية الملكة نور، وهو قريب من الناس وشيوخ العشائر.
وسمى الملك عبد الله الأمير حمزة وليا للعهد عام 1999 بناء على رغبة والده الراحل عندما كان نجله الأمير حسين في الخامسة، لكنه نحاه عن المنصب عام 2004 ليسمي عام 2009 نجله حسين وليا للعهد.
ويؤكد عوض أن “الأزمة لم تنته، الأزمة ستبقى واستمرار العمل في المستقبل بالطريقة السابقة نفسها في إدارة شؤون البلاد غالبا لن ينجح”.

وأضاف: “يجب أن تكون هناك طرق أخرى بالتحول الى مزيد من الإصلاحات الديمقراطية”.
ووفقا لوكالة الانباء الرسمية (بترا) تلقى العاهل الاردني يوم الاربعاء اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي جو بايدن اعرب الأخير خلاله عن “تضامن الولايات المتحدة الأميركية التام مع الأردن، بقيادة جلالته، وتأييدها لإجراءات وقرارات المملكة للحفاظ على أمنها واستقرارها”.
وذكرت الوكالة أيضا أن الملك عبدالله استقبل في عمان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي أكدت “دعم الإتحاد الأوروبي التام للأردن بقيادة جلالة الملك، في الحفاظ على أمنه واستقراره”.
تعليقات على هذا المقال