إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

الأمين العام للأمم المتحدة ينتقد اصطفاف الشاحنات وبطء دخول المساعدات عند حدود غزة

خلال زيارته لمعبر رفح بين مصر ورفح، غوتيريس ينتقد "الكابوس الذي لا ينتهي" لسكان غزة ويقول إنه "تم محو أجيال بأكملها‘؛ وزير الخارجية كاتس: الأمم المتحدة هي “لوبي معاد للسامية ومعاد لإسرائيل... يشجع الإرهاب”

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (وسط الصورة)، يزور معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، السبت، 23 مارس، 2024. (AP Photo/Amr Nabil)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (وسط الصورة)، يزور معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، السبت، 23 مارس، 2024. (AP Photo/Amr Nabil)

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال زيارة لمعبر رفح يوم السبت، الطابور الطويل من شاحنات الإغاثة المتوقفة على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة حيث يواجه الناس المجاعة بأنه “عار أخلاقي”.

وقال غوتيريش، الذي دعا أيضا إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إن الوقت قد حان لكي تقدم إسرائيل “التزاما صارما” بالوصول غير المقيد إلى السلع الإنسانية في جميع أنحاء غزة.

وفي حديث مع الصحفيين أمام بوابة معبر رفح، نقطة دخول المساعدات، قال غوتيريش إن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع مصر “لتبسيط” تدفق المساعدات إلى غزة.

وأضاف: “هنا من هذا المعبر، نرى ما يحدث من أسى وقسوة. هناك صف طويل من شاحنات الإغاثة المتوقفة على أحد جانبي البوابات، وظل المجاعة الطويل على الجانب الآخر. هذا أكثر من مأساة. إنه عار أخلاقي”.

وتابع قائلا: “الفلسطينيون في غزة – الأطفال والنساء والرجال – ما زالوا عالقين في كابوس لا ينتهي. إنني أحمل أصوات الغالبية العظمى من العالم الذين رأوا ما فيه الكفاية”، مستنكرا “تدمير مجتمعات، وهدم منازل، ومحو عائلات وأجيال بأكملها”.

وأكد مجددا أن “لا شيء يبرر الهجمات المروعة التي شنتها حماس” ضد إسرائيل، والتي أشعلت فتيل الحرب في 7 أكتوبر عندما شن آلاف المسلحين الفلسطينيين هجوما منسقا على بلدات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين كرهائن.

وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس، وشنت حملة عسكرية واسعة في غزة، بهدف تدمير الحركة وإعادة الرهائن. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 32 ألف فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب. العدد الذي لم يتسن التحقق منه لا يفرق بين المقاتلين والمدنيين ويُعتقد أنه يشمل الفلسطينيين الذين قُتلوا بسبب صواريخ طائشة أطلقتها الفصائل الفلسطينية وما لا يقل عن 13 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. كما تقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل أراضيها في 7 أكتوبر.

وقال غوتيريش يوم السبت: “لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

شاحنات الهلال الأحمر المصري المحملة بالمساعدات تصطف خارج معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة في 23 مارس 2024. (Photo by Khaled Desouki/AFP)

في رد غاضب بعد وقت قليل من إدلاء غوتيريش بتصريحاته، قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس إن الأمم المتحدة تحت قيادة غوتيرتيش تحولت إلى “هيئة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل” واتهمها بـ”تشجيع” الإرهاب.

وقال كاتس إن غوتيريش “وقف اليوم على الجانب المصري من معبر رفح وألقى باللوم على إسرائيل في الوضع الإنساني في غزة، دون أن يدين بأي شكل من الأشكال إرهابيي حماس-داعش الذين ينهبون المساعدات الإنسانية، ودون إدانة الأونروا التي تتعاون مع المخربين – و دون الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الإسرائيليين”.

من الأرشيف: وزير الخارجية إسرائيل كاتس يحمل صور لرهائن الذين تم اختطافهم خلال هجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر في إسرائيل، لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل، 22 يناير، 2024. (Israeli Ministry of Foreign Affairs)

أظهرت لقطات مصورة من غزة مسلحين، يُعتقد أنهم أعضاء في حركة حماس، وهم يسرقون شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من مصر. كما تقول إسرائيل منذ فترة طويلة إن حماس تخزن الإمدادات وتمنعها من الوصول إلى المدنيين اليائسين بشكل متزايد.

كما قدمت إسرائيل أدلة على مزاعم بأن أكثر من عشرة موظفين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شاركوا بشكل فعلي في الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وأن العديد من موظفيها الآخرين تربطهم علاقات مباشرة مع الفصائل المسلحة.

وكتب كاتس على منصة X إن الأمم المتحدة تحت قيادة غوتيريش “أصبحت هيئة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل تأؤي الإرهاب وتشجعه”.

وتأتي زيارة غوتيريس في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطا عالمية لتسهيل وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتحول تسليم المساعدات إلى نقطة خلاف في الحرب المدمرة المستمرة منذ خمسة أشهر. وألقت إسرائيل، التي تقوم بفحص جميع الشاحنات التي تدخل غزة من معبري كيرم شالوم (كرم أبو سالم) ورفح، باللوم على الأمم المتحدة لعدم تسليم المساعدات بالسرعة الكافية بعد السماح لها بالدخول، ولأنها تسببت في انخفاض عام في عمليات ايصال المساعدات خلال الشهر الماضي.

وقالت الأمم المتحدة إن توزيع المساعدات داخل غزة أصبح أكثر صعوبة، حيث تواجه قوافل المساعدات في كثير من الأحيان لصوصا مسلحين ومدنيين يائسين.

وبدأت الولايات المتحدة بإسقاط وجبات غذائية من الجو على شمال غزة، بالتنسيق مع مصر والأردن، كما بدأت الأمم المتحدة في استخدام طريق عسكري جديد لزيادة تدفق المساعدات.

الشاحنات تنتظر

قبل توقفه على الحدود، حيث التقى بالعاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة، وصل غوتيريش إلى العريش في شمال سيناء في مصر، حيث يتم تسليم وتخزين الكثير من مساعدات الإغاثة الدولية لغزة.

وقال محافظ شمال سيناء، محمد شوشة، خلال استقباله، إن نحو 7000 شاحنة تنتظر في شمال سيناء لتوصيل المساعدات إلى غزة، لكن إجراءات التفتيش التي تطالب بها إسرائيل أعاقت تدفق الإغاثة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس (وسط الصورة) يسير على المدرج محاطًا بقائد الجيش الثاني المصري في سيناء محمد عبد الرحمن (على يسار الصورة) ووزير الصحة المصري خالد عبد الغفار (على يمين الصورة)، عند وصوله إلى مطار العريش المصري، بالقرب من القاهرة. حدود رفح مع قطاع غزة، 23 مارس، 2024. (Khaled Desouki/AFP)

مع تلاشي الآمال في التوصل إلى هدنة في غزة خلال شهر رمضان وتزايد الوضع الإنساني في غزة سوءا، سعت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى استخدام عمليات الإسقاط الجوي والسفن لتوصيل المساعدات.

لكن العاملين في المجال الإنساني يقولون إن حوالي خُمس الكمية المطلوبة من الإمدادات فقط هي التي دخلت غزة، وأن الطريقة الوحيدة لتلبية الاحتياجات هي تسريع الإمدادات عن طريق البر.

انتشار الجوع

ونشرت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات) التابعة لوزارة الدفاع والتي تدير الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، يوم السبت صورة لما قالت إنها مساعدات “تراكمت” على الجانب الآخر من الحدود وكانت في انتظار توزيعها من قبل الأمم المتحدة ووكالة الأونروا التابعة لها.

وكتبت كوغات على منصة X “هذا يعادل مئات من شاحنات المساعدات – التي لا يتم توزيعها على المدنيين في غزة. ما زلنا ملتزمين بنقل المساعدات إلى غزة”.

ولقد أبقت إسرائيل، التي تعهدت بتدمير حماس وتخشى من قيام الحركة الفلسطينية بالإستيلاء على المساعدات، جميع معابرها البرية إلى القطاع مغلقة باستثناء واحد، حيث فتحت معبر كيرم شالوم القريب من رفح في أواخر ديسمبر وتنفي اتهامات مصر ووكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بأنها أخرت تسليم المساعدات الإنسانية، قائلة إنه لا يوجد حد لكمية المساعدات التي يمكن أن تدخل القطاع.

وتلقي إسرائيل باللوم في تدهور الوضع الإنساني على فشل وكالات الإغاثة في توزيع الإمدادات، وعلى حماس والجماعات المسلحة التي تنهب الشاحنات التي تدخل قطاع غزة.

وحذرت منظمة عالمية تهتم برصد الإمدادات الغذائية هذا الأسبوع من أن المجاعة وشيكة في شمال غزة ويمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من القطاع إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وقال غوتيريش: “لقد حان الوقت لالتزام إسرائيل الصارم بالوصول الكامل وغير المقيد للسلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة”.

مضيفا “لقد حان الوقت لإغراق غزة بالمساعدات المنقذة للحياة. الخيار واضح: إما زيادة القوات أو المجاعة”.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، السبت، 23 مارس، 2024. (AP Photo/Amr Nabil)

ويقوم غوتيريس، الذي قام بزيارة سابقة إلى الحدود المصرية مع غزة بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، بزيارة مصر والأردن في إطار “رحلة تضامن” سنوية للدول الإسلامية خلال شهر رمضان.

وأثناء وجوده في العاصمة المصرية القاهرة، من المقرر أن يشارك في مائدة إفطار مع لاجئين من السودان، حيث أدت الحرب بين الفصائل العسكرية المتنافسة هناك إلى نزوح ما يقرب من 8.5 مليون شخص، ودفعت أجزاء من السكان إلى الجوع الشديد، وأدت إلى موجات من جرائم القتل على أساس عرقي في دارفور.

متحدثا من مطار العريش في مصر، قال غوتيريش أيضا إن هناك إجماعا دوليا واضحا على أن أي هجوم بري على مدينة رفح بجنوب غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

فلسطينيون يقيّمون حجم الدمار في منزل أصيب بغارة إسرائيلية في شمال رفح في جنوب قطاع غزة، 23 مارس، 2024. (Said Khatib/AFP)

ولقد أشارت إسرائيل إلى نيتها إطلاق عملية عسكرية في المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، على الحدود مع مصر، على الرغم من المناشدات الدولية ضد مثل هذا الهجوم. ولقد لجأ غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى منطقة رفح هربا من القتال.

ولقد تسبب العملية الوشيكة بتوتر العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي حذرت اسرائيل مرارا من الهجوم البري.

اقرأ المزيد عن