إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

عائلة ناشطة أمريكية قُتلت برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تطالب بتحقيق مستقل

ناشط إسرائيلي يقول إنه شاهد قوات الجيش تطلق النار على المتظاهرين، ثم رأى الشابة (26 عاما) تنزف حتى الموت؛ سناتور أمريكي يقول إنه إذا لم تسعى إسرائيل إلى تحقيق العدالة، فيجب على واشنطن أن تفعل ذلك

تظهر هذه الصورة العائلية غير المؤرخة التي قدمتها حركة التضامن الدولية في 6 سبتمبر، 2024، أيسينور إزغي إيغي من سياتل. (Courtesy of the Eygi family/International Solidarity Movement via AP)
تظهر هذه الصورة العائلية غير المؤرخة التي قدمتها حركة التضامن الدولية في 6 سبتمبر، 2024، أيسينور إزغي إيغي من سياتل. (Courtesy of the Eygi family/International Solidarity Movement via AP)

دعت عائلة شابة أمريكية قُتلت برصاص قوات الجيش الإسرائيلي خلال احتجاج بالقرب من نابلس في شمال الضفة الغربية يوم السبت إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتلها.

كانت آيسنور إزغي إيغي (26 عاما)، وهي أمريكية من أصول تركية، ناشطة في حركة التضامن الدولية (ISM) وقُتلت بالرصاص في قرية بيتا يوم الجمعة.

وقالت عائلة إيغي في بيان “لقد انتُزع وجودها في حياتنا بلا داع وبشكل غير قانوني وعنيف من قبل الجيش الإسرائيلي”.

وجاء في البيان “آيسنور، مواطنة أمريكية، وقفت من أجل العدالة بشكل سلمي عندما قُتلت برصاصة يظهر مقطع فيديو أنها جاءت من قناص في الجيش الإسرائيلي”.

وأضافت العائلة “ندعو الرئيس [جو] بايدن، ونائبة الرئيس [كامالا] هاريس، ووزير الخارجية [أنتوني] بلينكن إلى إصدار أمر بإجراء تحقيق مستقل في مقتل مواطنة أمريكية بشكل غير قانوني وضمان المساءلة الكاملة للأطراف المذنبة”.

وقالت عائلة إيغي إن ابنتها دعت دائما إلى “إنهاء العنف ضد الشعب الفلسطيني”.

جثمان الناشطة التركية الأمربكية آيسنور إزغي إيغي (26 عاما) يرقد في مشرحة مستشفى في نابلس بالضفة الغربية، في 7 سبتمبر، 2024. (Jaafar Ashtiyeh / AFP)

وقال الجيش يوم الجمعة إنه يحقق في الأمر. ووفقا للجيش، خلال العمليات بالقرب من بيتا، فتحت القوات النار على “محرض رئيسي” كان يرشق القوات بالحجارة و”شكل تهديدا”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة “تركز بشدة” على تحديد ما حدث وأننا “سنستخلص الاستنتاجات والتداعيات اللازمة من ذلك”.

وقال السناتور الأمريكي كريس فان هولن إن إيغي هي ثالث مواطن أمريكي يُقتل في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر، عندما أشعل هجوم حماس في جنوب إسرائيل الحرب في غزة وتجدد العنف في الضفة الغربية.

وقال فان هولن، وهو ديمقراطي مثل بايدن وهاريس وعضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن “إدارة بايدن لم تبذل ما يكفي من الجهد لتحقيق العدالة والمساءلة من أجلهم”، مضيفا “إذا لم تسعى حكومة نتنياهو إلى تحقيق العدالة للأمريكيين، فيجب على وزارة العدل الأمريكية أن تفعل ذلك”.

وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقتل إيغي، وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن تركيا “ستواصل العمل في كل منصة لوقف سياسة الاحتلال والإبادة الجماعية الإسرائيلية”.

ورفضت حركة التضامن الدولية يوم السبت مزاعم إلقاء نشطائها الحجارة على القوات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “كاذبة” وقالت إن المظاهرة كانت سلمية.

وقالت الحركة في بيان لها: “كانت آيسنور على بعد أكثر من 200 متر من المكان الذي كان فيه الجنود الإسرائيليون، ولم تكن هناك أي مواجهات على الإطلاق في الدقائق التي سبقت إطلاق النار عليها”.

وقال جوناثان بولاك، وهو إسرائيلي شارك في احتجاج يوم الجمعة، إن إطلاق النار وقع بعد وقت قصير من إقامة عشرات الفلسطينيين والناشطين الدوليين صلاة جماعية على سفح تل خارج بيتا يطل على مستوطنة إفياتار الإسرائيلية.

تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو لوكالة أسوشييتد برس جثمان آيسينور إزغي إيغي أثناء نقله عبر مستشفى رفيديا الجراحي، حيث تم نقلها بعد أن قال شهود عيان إنها قُتلت برصاص جنود إسرائيليين، في 6 سبتمبر، 2024، في مدينة نابلس بالضفة الغربية. (AP Photo/Aref Tufaha)

وروى بولاك إن الجنود حاصروا الصلاة وسرعان ما اندلعت اشتباكات، حيث ألقى الفلسطينيون الحجارة وأطلق الجنود الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية.

وقال إن المحتجين والنشطاء تراجعوا وهدأت الاشتباكات. ثم شاهد جنديين على سطح منزل قريب يوجهان سلاحا في اتجاه المجموعة ويطلقان النار.

وأضاف أنه رأى إيغي “ملقاة على الأرض بجوار شجرة زيتون وهي تنزف حتى الموت”.

في جامعة واشنطن، حيث تخرجت إيغي مؤخرا بدرجة في علم النفس، تذكرت آريا فاني، أستاذة اللغات والثقافات الشرق أوسطية، نشاط إيغي في وقت سابق من العام في معسكر مؤيد للفلسطينيين ومناهض لإسرائيل وقالت إنها كانت شخصا يتمتع بموهبة الاستماع للآخرين.

وقالت فاني إنها حاولت إقناع إيغي بعدم الذهاب إلى الضفة الغربية لكن الشابة قالت لها “أنها بحاجة إلى أن تكون شاهدة من أجل إنسانيتها”.

وقالت جولييت ماجد، وهي صديقة لإيغي، لصحيفة “نيويورك تايمز” إن الناشطة كانت “منظمة مذهلة” لأنشطة الاحتجاج في الحرم الجامعي، بما في ذلك المعسكر المناهض لإسرائيل في الربيع.

وأضافت ماجد أن “هناك شعور عميق بخسارتها”، مضيفة أن إيغي “كانت تذكرنا دائما بأن هذه هي الرواية الفلسطينية”.

وقال سيف شرباتي (20 عاما) وهو فلسطيني أمريكي ولد في سياتل ونشأ في الضفة الغربية، لنيويورك تايمز إنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة مع إيغي، التي التقى بها في الجامعة.

وقال شرباتي إن إيغي كانت منزعجة من العقبات التي يواجهها الفلسطينيون في الضفة الغربية، مثل الحواجز، وأنها مُنعت من زيارة المسجد الأقصى في القدس.

وأضاف “لقد تحدثنا لمدة ساعتين عن الوضع، وعما رأته. لقد قالت إن كل ما تريده هو نشر الرسالة بأن هذا يجب أن يتوقف”.

وقالت رئيسة جامعة واشنطن، آنا ماري كوش، في بيان إن إيغي “ساعدت في الترحيب بالطلاب الجدد” كمرشدة للأقران، وحثت على وقف إطلاق النار لحل الحرب الجارية.

وأظهرت لقطات لوكالة “فرانس برس” يوم السبت، جثمان إيغي ملفوفا بقطعة قماش زرقاء، ومحفوظة في ثلاجة الموتى بجوار جثمان بانا أمجد بكر، وهي فتاة قُتلت في اليوم السابق في حادث منفصل في الضفة الغربية.

وقال فؤاد نافعة مدير مستشفى رفيديا في نابلس لوكالة رويترز إن إيغي وصلت إلى المستشفى “في حالة حرجة جدا مصابة بالرأس”.

وأضاف “حاولنا إجراء عملية إنعاش لها ولكن مع كل أسف تم الإعلان عن وفاتها”.

أفراد من قوات الأمن الفلسطينية يحمل جثمان الفتاة بانا أمجد بكر البالغة من العمر 13 عاما أثناء جنازتها في نابلس بعد يوم من إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتلها برصاص القوات الإسرائيلية في بلدة قريوت بالقرب من بيتا في الضفة الغربية، 7 سبتمبر، 2024. (JAAFAR ASHTIYEH / AFP)

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن بكر (13 عاما) قُتلت “برصاص الاحتلال” في بلدة قريوت قرب بيتا.

وقال فلسطينيون إنها قُتلت بالرصاص عندما اقتحم مستوطنون متطرفون قرية بالقرب من نابلس واشتبكوا مع القرويين.

يوم السبت، اتهم محافظ نابلس غسان دغلس القوات الإسرائيلية بقتل إيغي وبكر.

وقال “قتلتا بنفس الرصاصات… نفس الرصاصات”، في إشارة إلى القوات الإسرائيلية.

وتابع قائلا “نطالب المجتمع الدولي بوقف الحرب المجنونة على فلسطين. الرصاص لا يفرق بين ناشط وطفل فلسطيني”.

وقد تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية في العام الأخير، في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.

ومنذ ذلك التاريخ، اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 5000 فلسطيني في أرجاء الضفة الغربية، بما في ذلك أكثر من 2000 من المنتمين إلى حماس.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 670 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال تلك الفترة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن الغالبية العظمى منهم كانوا مسلحين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار، أو محتجين قُتلوا في اشتباكات مع القوات أو منفذي هجمات.

خلال نفس الفترة، قُتل 29 شخصا، بما في ذلك أفراد من القوات الإسرائيلية، في هجمات وقعت في إسرائيل والضفة الغربية. كما قُتل ستة أفراد آخرين من القوات الإسرائيلية في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية.

اقرأ المزيد عن