إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

عائلات مختطفين وقتلى هجوم 7 أكتوبر تكشف عن وثائق سرية لحماس وترفع دعوى قضائية ضد إيران في محكمة أميركية

تشمل الوثائق قائمة مفصلة بالمدفوعات التي قدمتها إيران لقادة حماس على مدى عدة سنوات، ومناقشات حول اتفاقية الدفاع المشترك بين الحركة الفلسطينية وطهران ووكلاءها

إيرانيون يسيرون أمام لوحة إعلانية ضخمة تحمل صورة زعيم حماس المقتول يحيى السنوار في ساحة فلسطين في طهران، في 19 أكتوبر، 2024. (AFP)
إيرانيون يسيرون أمام لوحة إعلانية ضخمة تحمل صورة زعيم حماس المقتول يحيى السنوار في ساحة فلسطين في طهران، في 19 أكتوبر، 2024. (AFP)

رفعت عائلات قتلى ومختطفين أميركيين في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر بقيادة حماس العام الماضي دعوى قضائية يوم الأحد في محكمة اتحادية أميركية ضد إيران ومجموعة من الجماعات المرتبطة بها، مقدمين ما يقولون أنه دليل جديد على تورط طهران في الهجوم، بحسب محام يمثل العديد من المدعين.

وتعتمد الدعوى، التي اطلعت عليها “تايمز أوف إسرائيل”، حسب ما يقول المحامون الذين يمثلون المدعين، وثائق سرية كشف عنها المحامي غاري أوسن تظهر أن الحرس الثوري الإيراني قام بتحويل ملايين الدولارات إلى حماس.

وتشمل الشكوى أيضا وثيقة من اجتماع عُقد في عام 2022 بين كبار أعضاء حماس، يحيى السنوار وخليل الحية وآخرين، يحدد الخطوط العريضة لاتفاقية دفاع مشترك بين حماس والجماعات الأخرى المدعومة من إيران في حالة اندلاع الحرب. وتتضمن الورقة قرارا بمطالبة إيران بإرسال 7 ملايين دولار شهريا لحماس “للتعبئة والإعداد” لـ”المواجهات” مع إسرائيل.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد تم طلب الرسوم الشهرية البالغة 7 ملايين دولار للتحضير لهجوم 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه نحو 1200 شخص وتم احتجاز 251 آخرين كرهائن بينما اجتاح الآلاف من المسلحين بقيادة حماس بلدات في جنوب إسرائيل تحت غطاء إطلاق صواريخ مكثف في جميع أنحاء البلاد.

بالإضافة إلى الحرس الثوري الإيراني، فإن الدعوى القضائية تشمل أيضا حماس وحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

العديد من الأشخاص الذين رفعت عائلاتهم الدعوى قُتلوا أو اختُطفوا في 7 أكتوبر، إلا أن المدعين الآخرين يشملون أفرادا من سكان جنوب إسرائيل الذين عانوا نفسيا أثناء الهجمات أو بعدها. كما تم ذكر أسماء عائلات العديد من الجنود الذين قُتلوا في القتال.

صورة وزعها مكتب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تظهره (إلى اليمين) أثناء اجتماعه مع زعيما حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية (وسط الصورة) وحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة في طهران في 30 يوليو 2024. (Khamenei.Ir/AFP)

ومن بين عائلات الأشخاص الـ 37 في الدعوى، يحيئل ليتر، الذي من المقرر أن يصبح سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة. قُتل نجل ليتر، موشيه ليتر، في معركة في غزة في أواخر نوفمبر 2023. ومن بين القتلى الآخرين المذكورين في الدعوى إيتاي حين (19 عاما)، الذي قتلته حماس واختطفته في 7 أكتوبر ولا يزال جثمانه محتجزا في غزة؛ روعي فايسر، الذي قُتل أثناء قتاله مسلحي حماس عند معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)؛ جوديه فاينشتاين وغادي حغاي، اللذان قُتلا بالرصاص خلال اقتحام حماس لكيبوتس نير عوز، وتم اختطاف جثتيهما إلى غزة.

وذكر المحامون الذين يمثلون المدعين أن الوثائق المدرجة في الدعوى تهدف إلى تقديم تفاصيل محددة بشأن “جهود حماس لتعميق علاقاتها مع حزب الله وتنسيق الأنشطة مع” إيران والحرس الثوري الإيراني.

في إحدى الوثائق، يقترح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على السنوار أن تعزز الجماعة علاقاتها مع إيران وحزب الله من خلال إصلاح علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا – وهو ما فعلته في نهاية المطاف في أكتوبر 2022.

ملصق يحمل صورة الجندي الإسرائيلي القتيل إيتاي حين، الذي يتم احتجاز جثته في غزة، معلق في منشأة تمثل نفقا في قطاع غزة، في تل أبيب، 8 مايو، 2024. (AP Photo/Maya Alleruzzo)

ويرى هنية، في الوثيقة نفسها، أنه ينبغي على حماس استثمار جهودها في “تعزيز العلاقات مع روسيا وتشكيل علاقات قوية مع الجزائر، مع الحفاظ في الوقت نفسه على علاقاتنا الحالية مع تركيا وقطر ومصر”.

وحصل المحامون أيضا على ملخص للإيجاز الذي قدمه مروان عيسى، الرجل الثالث في حماس، والذي قدم فيه تحديثات حول التقدم المحرز في تعزيز علاقات حماس مع إيران ووكلائها، وضمان تقديم المساعدة للجماعة في حالة شنت هجوم على إسرائيل.

وجاء في الوثيقة “لقد خلصنا إلى ضرور ارسال رسالة واضحة إلى السيد حسن نصر الله مفادها أنه إذا واجهت إيران أو المقاومة في لبنان حربا في المستقبل، فإننا، حركة حماس والقسام، على أهبة الاستعداد للمشاركة، بكامل القوة، في تلك المعارك”.

“بالإضافة إلى ذلك، في الرسالة ذاتها، إذا اندلعت مواجهة بيننا وبين الاحتلال [الإسرائيلي] حول مستقبل القدس والأقصى، وإذا نتجت مواجهة مفتوحة… فالمطلوب هو تدخل محور المقاومة، وعلى رأسه [حزب الله] والفصائل الأخرى [في العراق واليمن وسوريا]”، كما كُتب في الوثيقة.

وكتب عيسى، “الأمر متروك للجمهورية [الإسلامية] لتقرر ما إذا كانت ستشارك، ولم نضع ذلك كشرط لها، لكن من الأهمية بمكان أن يلعب [حزب الله] دورا نشطا”.

الدمار الذي خلفه مسلحو حماس في 7 أكتوبر في كيبوتس بئيري، 19 ديسمبر، 2023. (Moshe Shai/FLASH90)

وكما كان عيسى يأمل، جاء حزب الله لمساعدة حماس في الثامن من أكتوبر 2023، عندما بدأ بهجماته شبه اليومية، والفتاكة أحيانا، على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان، والتي نجم عنها إخلاء نحو 60 ألف إسرائيلي ونزوحهم المستمر من الشمال.

كما شارك المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن، وشنوا هجمات على كل من إسرائيل والشحن البحري العالمي اسنادا لحماس. كما أطلقت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق مسيرات على إسرائيل في إظهار الدعم لحماس.

تتضمن الدعوى أيضا وثيقة تتعمق في دور إيران الواسع في تمويل عمليات حماس، بما في ذلك تقرير قصير جمعه عيسى يشرح بالتفصيل جميع التحويلات النقدية التي دفعتها إيران لقائدي الحركة السنوار وهنية بين عامي 2014 و2020. ولقد تم اغتيال قادة الحركة الثلاثة منذ ذلك الحين.

بحسب الوثيقة فإن المبالغ السنوية التي تلقاها زعيما الحركة تراوحت بين 12 مليون و 48 مليون دولار.

رجل يتفحص شقته المتضررة التي أصيبت بصاروخ أطلقه حزب الله من لبنان، في كريات يام، 8 أكتوبر، 2024. (AP Photo/Ariel Schalit)

وتسعى الدعوى المرفوعة في واشنطن العاصمة إلى الحصول على تعويضات مالية غير محددة للعائلات بموجب قانون الحصانات السيادية الأجنبية وقانون مكافحة الإرهاب الأمريكي.

وهذه الدعوى ليست الأولى التي يتم رفعها ضد إيران خلال العام المنصرم من قبل ضحايا هجمات 7 أكتوبر.

في فبراير 2024، رفع 67 مدعيا دعوى قضائية أمام محكمة المقاطعة في مقاطعة كولومبيا يطالبون فيها بتعويضات بقيمة مليار دولار من إيران، والتي قالوا إنها تتحمل “المسؤولية المباشرة” عن الهجوم الدامي.

واتهمت دعوى قضائية أخرى، تم رفعها أمام محكمة اتحادية في نيويورك، إيران وسوريا وكوريا الشمالية بتزويد العناصر المسلحة بالمال والأسلحة والمعرفة اللازمة لتنفيذ الهجوم.

اقرأ المزيد عن