عائلات القتيلات من جنديات المراقبة يزورون القاعدة التي تعرضت للهجوم في 7 اكتوبر
أثناء قيامه بجولة في أنقاض مركز القيادة في قاعدة ناحل عوز التابعة للجيش الإسرائيلي، قال أحد الآباء إن الجيش "تخلى" عن الجنديات بسبب الافتقار إلى البروتوكولات الأمنية وإجراءات السلامة
قامت مجموعة من أقارب جنديات المراقبة في الجيش الإسرائيلي وجنود آخرين الذين قُتلوا في 7 أكتوبر عندما اجتاح مسلحون من حماس قاعدة ناحل عوز، بزيارة القاعدة ومركز القيادة المحترق يوم الثلاثاء، وانتقد احدهم عدم اتباع الحد الأدنى من بروتوكولات الأمن والسلامة التي كان من الممكن أن تسمح للكثيرين بالبقاء على قيد الحياة.
وقد نظم الجيش الجولة في القاعدة التي أصبحت الآن مهجورة بالقرب من حدود غزة، مع ظهور الصور الأولى لمركز القيادة المدمر، حيث قُتلت 15 جندية شابة.
وقال إيال إيشيل، والد جندية المراقبة روني إيشل، التي اعتُبرت مفقودة لمدة شهر بعد الهجوم قبل إعلان مقتلها: “ربما أراد الجيش أن يكون لديه القليل من التواصل مع العائلات”.
وفي حديث مع هيئة البث الإسرائيلية “كان”، قال إيشل إنه زار القاعدة في السابق بعد خمسة أيام من الهجوم، “عندما كانت لا تزال هناك مركبات عسكرية على الطريق مليئة بالرصاص، ولا يزال يتم إزالة الجثث”، وتم للتو إزالة المتفجرات التي تركها المسلحون كأفخاخ.
وأضاف: “بدت القاعدة مثل معسكر اعتقال نازي”.
الهجوم على قاعدة ناحل عوز، التي تقع على بعد أقل من كيلومتر واحد من حدود غزة، جاء في بداية الهجوم الدامي الذي نفذته حماس، حيث اقتحم ما يقارب من 3000 مسلح إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر تحت غطاء الآلاف من الصواريخ. وتسللوا إلى أكثر من 20 بلدة في جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز حوالي 240 آخرين.
وخلال الهجوم على القاعدة، قُتلت 15 جندية مراقبة إسرائيلية ، وتم أسر ست جنديات أخريات. في المجموع، قُتل 66 جنديا في الهجوم على القاعدة.
وفي زيارة لمركز القيادة المحترق يوم الثلاثاء مع أقارب ثكلى آخرين، قال إيشل لموقع “واينت” الإخباري: “هذا مشهد صعب علينا جميعا. كانت الفتيات هناك منذ الساعة 6:30 صباحا، ولم يأت أحد لإنقاذهن أو مساعدتهن لمدة ست ساعات. هذا شيء يتعذر فهمه”.
وأضاف ايشل: “لقد بكى الأهل. رأينا محطات عمل الفتيات. ما كان مرة مركز قيادة متطور، وكيف تم إحراقه بالكامل. أضئنا الشموع تخليدا لذكراهن”.
وقال ليئور غلاس، والد جندية المراقبة القتيلة يام غلاس، لموقع واينت: “شعرت بألم في معدتي. لقد احترقت ابنتي هناك. اليوم فقط رأينا بأعيننا كل ما سمعناه. إنه أمر مؤثر ومحزن”.
لكن إيشل أعرب عن غضبه أيضا.
وقال: “نحن ندرك أن غرفة الاتصالات كانت مغلقة. لو كانت مفتوحة، لدخلت فتياتنا العزيزات وأغلقن على أنفسهن هناك، وربما كن على قيد الحياة اليوم”.
وأضاف: “لم تكن هناك بروتوكولات في القاعدة [لسيناريو اختراقها]، ولم تكن هناك إجراءات أمنية أو أدوات لمنع الحرائق، ولا حتى رشاش مياه. ما هي الفرصة التي كانت لديهم للبقاء على قيد الحياة؟ لقد تم التخلي عن جنديات المراقبة”.
وكشف تحقيق للجيش الإسرائيلي في طبيعة وفاة جنديات المراقبة أن العديد منهن قُتلن بسبب غاز سام تسبب في الاختناق وفقدان الوعي في غضون دقائق قليلة من التعرض له، حسبما ذكرت القناة 12 في الأسبوع الماضي.
بحسب تقرير نشرته القناة 12، أشارت النتائج الرئيسية للتحقيق إلى أنه تم إلقاء مادة قابلة للاشتعال غير محددة ولكنها سامة على ما يبدو عبر مدخل المبنى، حيث اختبأ 22 شخصا، بينهم العديد من جنديات المراقبة، وحاولوا العثور على طريقة للخروج.
لكن عندما وصلوا إلى مخرج الطوارئ، أدرك الجنود أن الباب مشتعل، ولم يكن هناك مجال لفتحه أو حتى الاقتراب منه. وواصل الذين ظلوا قادرين على البحث عن مخرج ووصلوا في النهاية إلى الحمامات، حيث كانت هناك نافذة صغيرة تؤدي إلى الخارج.
صعد أحد الضباط إلى النافذة وحطمها، مما سمح له ولخمسة ضباط آخرين وجندية مراقبة بالهروب من الحريق السام.
وفي حديثه لأخبار القناة 12، قال إيشل أنه كان من الممكن إنقاذ حياة المزيد من الجنود لو كان هناك سلم هروب في الحمام.
تنتمي جنديات المراقبة لسلاح الاستخبارات القتالية ويعملن على طول حدود البلاد، وكذلك في جميع أنحاء الضفة الغربية.
ويلقب الكثيرون جنديات المراقبة بـ”عيون الجيش” لأنهن يقدمن معلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي للجنود في الميدان، 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع.
قبل ثلاثة أشهر على الأقل من الهجوم، أبلغت جنديات مراقبة في ناحل عوز عن وجود علامات تشير إلى حدوث تحركات غير عادية على حدود غزة المضطربة بالفعل، وفقا للناجيات من الهجوم اللاتي تحدثن إلى وسائل الإعلام في أكتوبر.
وشملت الأنشطة التي أبلغ عنها الجنديات معلومات عن قيام ناشطين في حماس بإجراء جلسات تدريبية عدة مرات في اليوم، وحفر الحفر ووضع المتفجرات على طول الحدود. ووفقا لروايات الجنديات، لم يتم اتخاذ أي إجراء من قبل كبار الضباط الذين تلقوا التقارير، وتم تجاهل المعلومات باعتبارها غير مهمة من قبل مسؤولي المخابرات.
وقالت جنديات لصحيفة “هآرتس” (باللغة العبرية) في الشهر الماضي إنهن يعتقدن أن التحيز الجنسي قد لعب دورا في حقيقة عدم الاستجابة لتحذيراتهن.