إسرائيل في حالة حرب - اليوم 405

بحث

عائلات الرهائن يسيرون نحو القدس قبل المظاهرة الأسبوعية لمطالبة نتنياهو بـ”التوقف عن عرقلة الاتفاق”

"نحن جميعا نؤيد تصفية الحسابات مع قتلة حماس، ولكن ليس على حساب أحبائنا"، قالت والدة رهينة بعد أن سمع المشاركون في المسيرة أنباء عن قصف القائد العسكري لحماس

متظاهرون يسيرون نحو القدس، لماطلبة الحكومة بإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، 13 يوليو، 2024. (Yair Palti / Pro-Democracy Movement)
متظاهرون يسيرون نحو القدس، لماطلبة الحكومة بإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، 13 يوليو، 2024. (Yair Palti / Pro-Democracy Movement)

انضم آلاف من الأنصار إلى عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة في المرحلة الأخيرة من مسيرة تستمر أربعة أيام من تل أبيب إلى القدس، مطالبين باتفاق مع حماس لتأمين إطلاق سراح أحبائهم، في حين تستمر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

انطلقت المسيرة من معاليه هاحميشاه خارج العاصمة، وكان من المقرر أن تنتهي بمظاهرة مسائية خارج مقر إقامة رئيس الوزراء، بالتزامن مع مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء البلاد.

وقالت عيناف زانجاوكر، التي اختطف نجلها ماتان (24 عاما) من منزله في كيبوتس نير عوز في السابع من أكتوبر “نرى المزيد والمزيد من التقارير التي تفيد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل عرقلة الصفقة [لإطلاق سراح الرهائن]. إنه يضيف مطالب قد تكلف ماتان حياته، ويضيف مطالب قد تكلف أرواح رهائن آخرين”.

وسمعت صيحات “العار!” من بين الحشود عندما ذكرت زانجاوكر اسم رئيس الوزراء.

وأضافت “لن نسمح لك يا بنيامين نتنياهو، نطالبك بالتوقف عن عرقلة الاتفاق، ونطالبك بالتوقيع على الاتفاق، ضع كل الاعتبارات الشخصية أو السياسية جانبا وأعد الرهائن إلى ديارهم”.

وخلال المسيرة، وردت أنباء عن استهداف الجيش الإسرائيلي لمحمد ضيف قائد الجناح العسكري لحماس، ورافع سلامة قائد لواء خان يونس التابع لحماس، في غارة جوية في جنوب قطاع غزة. وقد أثار هذا التقرير حالة من عدم اليقين بين أقارب الرهائن والقلق بشأن التأثير الذي قد تخلفه الهجمات على المفاوضات.

وقالت زانجاوكر للقناة 12 بعد الغارة “نحن جميعا نؤيد تصفية الحسابات مع قتلة حماس، ولكن ليس على حساب أحبائنا وفرصنا في إعادتهم إلى ديارهم”.

متظاهرون يسيرون فوق جسر حيمد في طريقهم إلى القدس، لماطلبة الحكومة بإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، 13 يوليو، 2024. (Pro-Democracy Movement/Gaby Danziger)

“إذا تم القضاء على [قائد الجناح العسكري لحماس] محمد ضيف بينما هناك صفقة رهائن مطروحة على الطاولة، ولا يقول نتنياهو الآن إنه على استعداد لقبول الصفقة، حتى على حساب إنهاء الحرب، فهذا يعني أنه قد تخلى عن ماتان وعن بقية الرهائن”.

وأضافت “نتنياهو، لا تدفن الرهائن، أخبر الجمهور الآن أنك تدعم الصفقة المطروحة على الطاولة”.

ومن المتوقع تنظيم مظاهرة حاشدة في شارع بيجين في تل أبيب، أمام مقر الجيش الإسرائيلي في المساء.

وكثف أقارب الرهائن احتجاجاتهم، قائلين إن استئناف المفاوضات غير المباشرة مؤخرا قد يكون الفرصة الأخيرة لإعادة الرهائن إلى ديارهم أحياء.

ولكن التقارير التي تفيد بأن نتنياهو شدد الآن من مطالبه، ساعيا على ما يبدو لاستغلال ضعف حماس ورغبتها الشديدة بوقف إطلاق النار، أثارت غضب العائلات.

وقال منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين في بيان يوم الجمعة “نشعر بالفزع والصدمة إزاء هذا السلوك غير المسؤول الذي من المرجح أن يؤدي إلى إهدار فرصة قد لا تعود أبدًا. حتى أن يعود الجميع إلى رشدهم ويعملون معًا، قد لا يكون هناك أحد يمكن إعادته”.

“كل دقيقة هي دهر بالنسبة لنا وكل ثانية هي جحيم بالنسبة لهم. نناشد رئيس الوزراء: نحن ندعم صفقة نتنياهو. والآن جاء دورك لدعم الصفقة التي وضعتها على الطاولة”.

عائلات الرهائن وأنصارهم يسيرون نحو القدس للمطالبة بالإفراج عنهم، في اليوم الثالث من مسيرة مدتها أربعة أيام من تل أبيب، في شورش، 12 يوليو، 2024. (Sha_b_p@/Pro-Democracy Protest Movement)

وقد فشلت المحادثات التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار منذ الهدنة التي استمرت أسبوعاً في نوفمبر والتي شهدت قيام حماس بإطلاق سراح 105 أشخاص اختطفتهم خلال هجومها في السابع من أكتوبر. ولكن هناك تفاؤل جديد بشأن المحادثات بعد أن تخلت حماس عن مطلبها بأن يتضمن الإطار التزاما مقدما من إسرائيل بإنهاء الحرب خلال المرحلة الأولى ــ على الرغم من أن الحركة تطالب وفقا للتقارير بالتزام مماثل من الوسطاء.

ولكن نتنياهو بدا في الأيام الأخيرة وكأنه يغير مواقفه السابقة، حيث طالب بآلية تنفيذ لمنع مسلحي حماس من العودة إلى شمال غزة، ودعا إلى احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على طول الحدود بين غزة ومصر.

وقال مسؤول مشارك في المحادثات لقناة 12 الإخبارية إن إسرائيل تواجه “لحظة الحقيقة بالنسبة للرهائن”، مشيرا إلى أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوعين.

وأضاف المسؤول أن “إصرار رئيس الوزراء على بناء آلية لمنع تحرك المسلحين [إلى شمال غزة] من شأنه أن يعطل المحادثات لأسابيع وبعد ذلك قد لا يكون هناك من يمكن إعادته”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست في القدس، 24 يونيو 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وبحسب موقع “والا” الإخباري، أثار نتنياهو هذه القضية خلال اجتماع مع فريق التفاوض مساء الخميس. وأبلغ المفاوضون نتنياهو بحسب التقارير بأنهم يعارضون الشرط الجديد وأنه غير قابل للتطبيق، لكن ورد إن رئيس الوزراء أصر عليه.

ونقل الموقع عن مسؤول كبير قوله “هذا المطلب لم يكن جزءا من الاقتراح الإسرائيلي المقدم في 27 مايو”، في إشارة إلى المسودة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن بعد أربعة أيام، والتي تشكل حاليا أساس المحادثات.

وقال المسؤول: “ليس من الواضح لماذا يطرح نتنياهو هذا الطلب الآن. الأجهزة الأمنية تعرف كيف تتعامل مع عودة الإرهابيين المسلحين إلى شمال غزة”.

وفي تقرير آخر، قال مسؤولون مشاركون في المفاوضات لهيئة البث العام “كان” إن نتنياهو أصبح الآن يتحكم في كل تفاصيل المحادثات، ويدير المفاوضات بمفرده عمليًا. ونقلت الإذاعة العامة عن المسؤولين قولهم إن نتنياهو “يدير كل ذرة” من المفاوضات ويستثمر المزيد من الوقت في التعامل معها.

وذكرت القناة 12 أيضًا أن المسؤولين يعتقدون أن نتنياهو يحاول تأخير الاتفاق لأنه من المرجح أن يخسر ائتلافه بسببه، مع تعهد الأحزاب اليمينية المتطرفة بالانسحاب إذا تم التوصل إليه.

في غضون ذلك، قال مسؤول في حركة حماس يوم الجمعة إن الحركة لا تزال تصر على الحصول على ضمانات مكتوبة من الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد إطلاق سراح المجموعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

الأنقاض في مجمع مباني وكالة الأونروا في حي الصناعة غرب مدينة غزة في 12 يوليو 2024، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة. (Omar Al-Qattaa / AFP)

وفي حين اتفق الجانبان على إطار عام للاتفاق، تظل نقطة الخلاف الرئيسية هي طلب حماس بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم لإطلاق النار، في حين قال نتنياهو إن أي اتفاق “يجب أن يسمح لإسرائيل بالعودة إلى القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب”.

وقال أحمد عبد الهادي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لبنان في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، إن حماس أظهرت “مرونة” في بعض النقاط لكنها تستمر في الإصرار على أن “المفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار يجب أن تستمر حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”، خلافا لصياغة الاقتراح الحالي، والتي تنص على استمرار وقف إطلاق النار طالما استمرت المفاوضات.

تتجمع مجموعات الاحتجاج أسبوعيًا منذ أوائل عام 2023، عندما قدمت الحكومة خطة لإضعاف نظام القضاء. وتوقفت المظاهرات لبضعة أسابيع بعد غزو حماس في 7 أكتوبر، قبل أن تعود بكامل قوتها للدعوة إلى انتخابات جديدة، مدعية أن الحكومة لديها واجب أخلاقي لاستعادة ثقة الجمهور بعد فشلها في تجنب أكبر مذبحة في تاريخ البلاد.

وفي الأشهر الأخيرة، جرت المظاهرة المركزية المناهضة للحكومة في تل أبيب بالتزامن مع مظاهرة منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين للمطالبة بالإفراج عن أحبائهم. وخلال الحرب، ضاعفت مجموعات الاحتجاج معارضتها للتشريع الذي يعفي طلاب المعاهد الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية، والذي يصفه المنتقدون بأنه استيلاء على السلطة من قبل شركاء نتنياهو الحريديم في الائتلاف.

ولا يزال 116 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر في غزة، وقد أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 42 منهم.

ويعتقد أيضا أن حماس تحتجز جثث جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014، بالإضافة إلى مدنيين اثنين، يفترض أنهما على قيد الحياة، دخلا القطاع بإرادتهما في عامي 2014 و2015 على التوالي.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن