عائلات الرهائن وناجون من المحرقة النازية يتعهدون “أبدا لن تتكرر” خلال إحياء ذكرى الكارثة والبطولة
"الألم هو ألم، لا يهم إذا واجهته في بولندا أو الآن، في 7 أكتوبر"، تقول الناجية من المحرقة حانا غوفريت والدموع تملأ عينيها لحشد ضم الآلاف في ساحة المختطفين بتل أبيب
احتشد قرابة 2000 شخص في ساحة المختطفين في تل أبيب لحضور تجمع “زيكارون بصالون” (ذاكرة في غرفة المعيشة) مساء الأحد للاستماع إلى أفراد من عائلات الرهائن وناجين من المحرقة يشاركون قصصهم عشية يوم ذكرى المحرقة النازية.
على الرغم من أن تقليد “زيكارون بصالون” يجرى عادة في تجمعات صغيرة وحميمة يستمع فيها الإسرائيليون إلى الناجين وهم يدلون بشهاداتهم في منازل خاصة، إلا أن منتدى عائلات الرهائن والمفقودين جمع حشدا كبيرا من الناس في الساحة الخارجية ليلة الأحد.
وقالت الناجية من المحرقة حانا غوفريت، التي هاجرت إلى إسرائيل في عام 1949: “الألم هو ألم، لا يهم إذا واجهته في بولندا أو الآن، في 7 أكتوبر”.
بدأت غوفريت شهادتها بنبرة متفائلة، وقالت للجمهور إنها ترفض تسميتها بـ”ناجية” وتفضل بدلا من ذلك وصف نفسها بأنها منتصرة.
وقالت: “لقد حظيت بشرف الهجرة إلى دولة إسرائيل، لبناء حياتي، وإحياء حياتي، وإنشاء منزل في إسرائيل، وأنا المنتصرة”. بدأت الممرضة البالغة من العمر 88 عاما بمشاركة قصتها مع الشباب الناجين من أحداث 7 أكتوبر.
وعرض المنظمون مقطع فيديو على شاشة وُضعت فوق المشاركين في حلقة النقاش، تظهر فيها غوفريت مع أطفال صغار تم إجلائهم من كيبوتس ميفالسيم، إحدى البلدات التي تعرضت لهجمات 7 أكتوبر، وتعدهم بأن “هناك حياة بعد هذا”.
وغنت غوفريت، التي كتبت مذكرات عن طفولتها بعنوان “أردت أن أطير مثل الفراشة”، أمام الجمهور كلمات أغنية مستوحاة من كتاب الأطفال، من تأليف الفنانين الموسيقيين إليانا تيدهار ولي بيران.
وقال عومري شتيفي، شقيق عيدان شتيفي الذي اختطفته حماس خلال هجوم حفل “سوبر نوفا” الموسيقي، إن الناجين من المحرقة من كلا الجانبين من عائلته سيكونون فخورين برؤيته هناك الآن، لكنهم بالتأكيد “يتقلبون في قبورهم بسبب الوضع الصعب الذي نمر به”.
ووصف حياته وحياة عائلته بأنها “كابوس مستمر” منذ أن اختطفت حماس شقيقه إلى قطاع غزة، وقارن الوضع بالقصص التي كانت جدته ترويها له عن طفولتها في ظل حكم النازيين.
وقال شتيفي: “روت إنه في أحد الأيام، جاء جنود [نازيون] إلى منزلهم وحاولوا اختطاف شقيقها، لكن والدها تصدى لهم ومنع ذلك. ولكن لم يكن هناك أحد في 7 أكتوبر لإنقاذ عيدان”.
وعلى الرغم من أن هذا لم يكن محور الحدث، إلا أن المشاركين تحدثوا بلغة مبطنة حول الحاجة إلى التوصل إلى اتفاق مع حماس لتأمين إطلاق سراح الرهائن، مع تأكيد شتيفي على أن محنة الرهائن ليست قضية سياسية أو حتى إنسانية، بل هي قضية أخلاقية.
وأضاف الأخ الأكبر لعيدان شتيفي: “لكي ننتصر علينا أن نتخلى عن العمل [العسكري] العادل لصالح العمل الأخلاقي”، وأن “القائد الحقيقي” يجب أن يختار القيام بالأمر الأخلاقي – العمل على إعادة الرهائن المتبقين إلى الوطن”.
تسيبي أوهيل، جدة ألون أوهيل البالغ من العمر 22 عاما، والذي تم اختطافه أيضا من مهرجان سوبر نوفا، اتفقت مع شتيفي عندما سألها الحاخام بيني لاو، الذي أدار حلقة النقاش، حول عبارة “أبدا مرة أخرى” المكتوبة على الشاشة فوق رؤوس المتحدثين.
وقالت أوهيل، التي نجا والداها من المحرقة: “لقد ولدت في برلين، وفي عام 1949، صعدت على متن سفينة ’الاستقلال’ مع عائلتي إلى إسرائيل. طوال الوقت، كان والداي يقولان لي، والآن قلت لأولادي ’أبدا مرة أخرى’ – وهذه هي الطريقة التي ربيتهم عليها”.
وتابعت أوهيل: “منذ سبعة أشهر وأنا أفكر في حدوث معجزة، لكن المعجزة لم تحدث”.
وقرب نهاية الحدث، عرض المنظمون للجمهور مقطع فيديو أصدره منتدى العائلات، يظهر الناجين من المحرقة في رسالة إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
وقالت باتيا رابابورت، إحدى الناجيات من غيتو وارسو، في مقطع الفيديو، وهي واحدة من العديد من الناجين الذين أدلوا بأقوال مصورة أبكت العديد من الحاضرين في الجمهور خلال هذا الحدث المؤثر: “عليكم أن تظلوا بشرا”.