عائلات الرهائن في مسيرة لمدة 4 أيام من موقع مجزة مهرجان سوبر نوفا إلى القدس
ذوو المحتجزين في غزة يتحدثون عن أقارهم في موقع الهجوم على المهرجان الموسيقي قبل انطلاقهم إلى سديروت مع دعوات لإعادة الرهائن
انطلقت عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة لدى حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في مسيرة تستمر لمدة أربعة أيام من كيبوتس رعيم إلى القدس صباح الأربعاء، تحت شعار “متحدون من أجل تحرير المخطوفين”.
قبل الانطلاق في الرحلة، التي نظمها منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين، تجمع المشاركون في المسيرة في كيبوتس رعيم، في حقل تحيط به أشجار الكينا حيث قتل مسلحو حماس حوالي 360 شخصا في مهرجان سوبر نوفا الموسيقي صباح يوم 7 أكتوبر.
وقدم المتحدث باسم المنتدى، حاييم روبنشتاين، تعازيه لعائلتي الجندييّن اللذيّن أُعلن عن مقتلهما في غزة في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وتطرق إلى أهمية نقطة انطلاق المسيرة، مذكّرا الحاضرين بما حدث عندما “وجد الشباب الذين أرادوا الاحتفال والحب أنفسهم في كابوس لا يمكن لأحد أن يتخيله”.
بالعودة إلى المكان الذي انقلبت فيها حياته رأس على عقب، قال الناجي من سوبر نوفا، نيف كوهين، للحشد أنه لن يكون قادرا على البدء في إعادة تأهيل نفسه حتى يعود الأصدقاء الذي حضر معهم المهرجان الموسيقي إلى جانبه. اثنان من أصدقائه – أفيتار دافيد وغاي غلبواع دلال – تم اختطافهما كرهائن، اثنان آخران – رون تسرفاتي وعيدان حرماتي – قُتلا في ذلك اليوم.
وقال كوهين: “ما زلت هنا واقفا. لكن روحي تُركت خلفي، في مكان ما بين هذه الأشجار حيث اختبأت لساعات كثيرة”.
وأضاف: “انضممت إلى المسيرة لأنني أعرف أن شعب إسرائيل يدرك قوة الوحدة في الأوقات الصعبة. أنا أناشد جميع صناع القرار – أنا متأكد من أنكم ستتبعون كل الوسائل السياسية لإعادة أصدقائي وجميع الرهائن”.
وقال كوهين أنه كان جنديا مقاتلا في الجيش ويقدّر بشدة جميع الذين قاتلوا خلال الأشهر الأربعة والنصف الماضية، مضيفا أن الوقت قد حان الآن لعودة الرهائن إلى ديارهم.
وتحدثت شارون ألوني كونيو، التي تم إطلاق سراحها من الأسر في غزة مع طفلتيها اللتين تبلغان من العمر 3 سنوات خلال هدنة استمرت أسبوعا في شهر نوفمبر ولا يزال زوجها دافيد كونيو محتجزا كرهينة، عن مسيرة مشابهة نُظمت قبل إطلاق سراحها.
وقال: “لم أتمكن من المشاركة في المسيرة في المرة السابقة. هذه المرة أنا أشارك في المسيرة من أجل زوجي ومن أجل جميع الرهائن، في هذا النضال المهم”.
انطلق موكب المتظاهرين، الذي سيصل إلى القدس يوم السبت، في المحطة الأولى من رحلتهم على الطريق 232، الذي تحول من شريان حيوي للبلدات المزدهرة في جنوب إسرائيل إلى طريق الموت في 7 أكتوبر.
ويتضمن جدول يوم الأربعاء سير المتظاهرين من كيبوتس رعيم إلى حدود غزة وصولا إلى مدينة سديروت، حيث كان من المقرر أن يقيموا مراسم تضامنية في مركز الشرطة في الساعة 4:30 عصرا.
اجتاح مسلحو حماس مركز الشرطة في سديروت في 7 أكتوبر وتحصنوا داخله وقتلوا 35 شرطيا ومواطنا. وتحول الموقع إلى محور اشتباكات مسلحة عنيفة قبل صدور أوامر بهدم المبنى وقتل المسلحين الموجودين بداخله.
العديد من الشرطة الذين قُتلوا هناك كانوا من بين المستجيبين الأوائل في البلدات الحدودية في بداية هجوم السابع من أكتوبر.
بعد المراسم في سديروت، ستسير المجموعة باتجاه كريات غات، حيث ستقضي الليل هناك. صباح الخميس، ستمضي المسيرة قدما إلى بيت غوفرين، قبل أن تستمر إلى بيت شيمش، حيث سيتم إقامة مراسم في المساء.
صباح الجمعة، ستنظم المجموعة “مسيرة نقالة” تضامنا مع الجنود المحتجزين بين المختطفين في غزة. وسيتم تنظيم مراسم بعد ذلك في موقع التراث الوطني “شاعر هغاي” تكريما لهؤلاء الجنود.
بعد قضاء الليل في كيبوتس تسورا، سيبدأ المشاركون المرحلة الأخيرة من المسيرة صباح السبت، وسيتوجهون إلى القدس في الوقت المناسب للمشاركة في مسيرة في “ساحة باريس” بالمدينة مساء السبت.
المسيرة هي الطريقة الوحيدة للتأكيد على أهمية إعادة الرهائن إلى الوطن، كما قال ديكل ليفشيتس للحاضرين في رعيم. ولا يزال جده عوديد ليفشيتس محتجزا كرهينة في غزة، وتم إطلاق سراح جدته يوخيفيد ليفشيتس في أكتوبر.
وقال ليفشيتس: “نحن عائلة كبيرة في إسرائيل، وننتظر رؤية 134 شخصا من هذه العائلة. هذا من أجلنا جميعا الذين نعيش هنا ونريد الشيء الأكثر وضوحا، وهو أن تدعمنا دولتنا. جدي، كن قويا، أمتك قادمة من أجلك”.
ويُعتقد أن 130 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة بعد إطلاق سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 31 من الرهائن على الأقل.
تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل هذه الهدنة، وأنقذت القوات ثلاثة من المختطفين، كما تم استعادة جثة 11 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ. وتم إدراج شخص آخر، وهي بيلها ينون، في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيرها مجهولا.
كما تحتجز حماس رفات الجندييّن الإسرائيلييّن أورون شاؤول وهدار غولدين منذ 2014، بالإضافة إلى مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في 2014 و 2015.
فيما يتعلق بعدم تصديقهم بأن الرهائن لم يعودوا بعد 145 يوما من 7 أكتوبر، تحدث رونين وأورنا نيوترا للحشود في رعيم عن ابنهما، عومر نيوترا. وُلد نيوترا ونشأ في لونغ آيلاند بولاية نيويورك، وكان يخدم كقائد دبابة بالقرب من حدود غزة صباح يوم 7 أكتوبر عندما اختطفه مسلحو حماس خلال اجتياحهم للأراضي الإسرائيلية.
وقالت والدته أورنا للحشد: “لم تعد لدينا كلمات، ولا مزيد من القوة، وأنا أريد أن أختفي حتى نحقق انفراجة، حتى يتصلوا بنا ويقولوا لنا أن ألماستكم، عومر نيوترا، في أيدينا”.
وأضافت: “أتفهم أنه لا يوجد مكان للهروب من هذا الكابوس ولا يمكننا مقارنة هذا بكابوسكم الذي لا أستطيع حتى أن أتخيله. سألتقط نفسي مرارا، سأسافر إلى نهاية العالم، سأتحدث باسمك، يا ولدي الجميل الصامت”.