متظاهرون يطالبون بالإفراج عن جميع الرهائن في غزة بعد عودة ثلاثة أسرى هزيلي الجسد
متحدثون في الاحتجاجات الأسبوعية ينتقدون رئيس الوزراء لبقائه في الخارج خلال إطلاق سراح الرهان، ويحضون ترامب ومبعوثه على إنقاذ الرهائن من "الظروف الشبيهة بأوشفيتس" التي تحتجزهم فيها حماس

تجمع المتظاهرون في تل أبيب وفي جميع أنحاء البلاد مساء السبت، مطالبين الحكومة بمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار الحالي حتى مراحله الأخيرة لضمان إطلاق سراح كل من ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس في غزة. وجاءت المظاهرات بعد إطلاق سراح أور ليفي، وأوهاد بن عامي، وإيلي شرعبي في الصباح، الذين بدوا نحيفين وضعفاء لدى عودتهم.
وتظاهر نحو ألف شخص خارج مدخل مقر الجيش الإسرائيلي عند طريق “بيغن” في تل أبيب، متهمين الحكومة بالتخلي عن الرهائن حتى الموت المؤكد.
وتعززت الاحتجاجات في شارع بيغن، التي أقيمت على بعد مبنى واحد من ما يسمى بساحة المختطفين، بمشاركة نحو 300 متظاهر مناهض للحكومة، والذين ساروا من ساحة “هابيما”، حيث استمعوا إلى خطب من العديد من الشخصيات العامة بما في ذلك رئيس حزب “الديمقراطيين” يائير غولان.
واتهم المتظاهرون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة منع تقدم الاتفاق إلى مرحلته الثانية – مما قد يؤدي إلى ترك العشرات في الأسر – للحفاظ على حكومته.
وقرر رئيس الوزراء الموجود حاليا في واشنطن عدم البدء في المحادثات بشأن المرحلة الثانية يوم الاثنين، كما كان مقررا في اتفاق غزة، على أن يناقش الأمر أولا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت عيناف تسانغاوكر، التي يتم احتجاز ابنها ماتان تسانغاوكر في غزة منذ 7 أكتنوبر 2023، ومن غبر المتوقع أن يتم إطلاق سراحه في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، للحشد: “أنا أحبكم لكنني أغلي”.

وتابعت قائلة: “رئيس حكومتنا يسترخي في فندق في واشنطن بينما نشاهد نحن عرض هولوكوست من تلفزيون الواقع”، متهمة نتنياهو بالموافقة على صفقة مطولة تحديدا حتى يتمكن من التراجع عنها.
وأضافت: “بدلا من صفقة شاملة واحدة، أعطانا نتنياهو اتفاقا طويلا يمتد لشهور ومراحل”، مضيفة: “لسنا بحاجة إلى الانتظار أسبوعا بعد أسبوع لمشاهدة عرض تلفزيون الواقع المروع هذا. كان من الممكن إطلاق سراح الجميع بضربة واحدة”.
وتساءلت: “كيف مر قرابة 16 شهرا ولم يحصل فريق التفاوض على تفويض لمناقشة المرحلة الثانية؟”، مضيفة “لماذا احتاج إلى السفر إلى واشنطن لأقول للرئيس الأمريكي أن رئيس حكومتي يريد التخلي عن المختطفين؟”
“من لا يقلب الطاولة لضمان إبرام الاتفاق بالكامل – من يعرقل الاتفاق – سيُنسى”.
وصرخت باسم ابنها قائلة له “أنا أفعل كل شيء لإعادتك إلى المنزل على قيد الحياة”.
وأضافت موجهة حديثها إلى جميع الرهائن “إن أمة بأكملها تقاتل من أجلكم. ابقوا أقوياء”.

“كونوا على يقين، إنه الجحيم”
قالت يفعات كالدرون، التي تم إطلاق سراح قريبها عوفر كالدرون في الأسبوع الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، إن قريبها عانى الأمرين في غزة.
“كونوا على يقين، إنه الجحيم”.
وقالت إن بيان نتنياهو المصور بشأن إطلاق سراح الرهائن صباح يوم السبت، والذي تعهد فيه رئيس الوزراء بإسقاط حماس، يمثل مزيدا من المماطلة من جانب رئيس الوزراء – “إسقاط حماس على ظهور الرهائن”.
وحثت ترامب على النظر إلى وجوه ليفي وبن عامي وشرعبي الشاحبة، والضغط على نتنياهو لإعادة الرهائن الـ 73 الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر وما زالوا في غزة.
وقالت: “إذا استمر في المماطلة، فسنحصل على المزيد من الجثث، بدلا من الرهائن الأحياء”.

واعتقلت الشرطة شخصين على الأقل في احتجاج مناهض للحكومة ومؤيد لصفقة الرهائن في تل أبيب، وفقا لمجموعة قانونية تقدم خدمات تطوعية نيابة عن المحتجين المعتقلين.
وجاءت الاعتقالات في الوقت الذي كانت فيه الاحتجاجات تتجه نحو نهايتها، حيث تفرقت الغالبية العظمى من المحتجين بالفعل.
وظل بعضهم في الشارع بعد أن أمرتهم الشرطة بالابتعاد إلى الرصيف. وقال ضابط شرطة للمحتجين الغاضبين إن أحد المعتقلين استخدم القوة ضد شرطي.
وتجمع نحو عشرين متظاهرا حول السيارة التي كان المعتقلون محتجزين فيها وهم يرددون “العار”. وقام أحد الشرطيين بدفع بعضهم إلى الرصيف لإفساح الطريق للسيارة لتتجه شمالا إلى محطة تل أبيب القريبة.
“رفع من معنوياتي وأعطاني الأمل”
في احتجاج منفصل في ساحة المختطفين، تم عرض مقطع فيديو لكارينا أرييف، واحدة من خمس جنديات مراقبة تم إطلاق سراحهن من أسر حماس في الصفقة الجارية.
في المقطع، الذي شاهده مئات المتظاهرين، روت أرييف: “كانت هناك أوقات قلت فيها لنفسي – انتهى الأمر، لن تخرجي؛ ولكن بعد ذلك رأيتكم”.
وقالت: “لقد رأيت دعمكم الهائل ونضالكم وهذا ما أنقذني، وما رفع من معنوياتي وأعطاني الأمل لكي استمر”.
״אסור לנו לעצור, יש שם עוד חטופים שצריכים לחזור הביתה ואנחנו חייבים לעשות הכל בשביל שכולם יחזרו, אנחנו הקול שלהם, אנחנו התקווה שלהם – אני מחויבת להחזיר אותם גם הביתה״
שורדת השבי קרינה ארייב, ששוחררה לפני כשבועיים משבי החמאס, העבירה מסר מצולם שהוקרן כעת בעצרת המרכזית במשפחות… pic.twitter.com/patTqCXgio
— מטה המשפחות להחזרת החטופים והנעדרים (@BringThemHome23) February 8, 2025
وتابعت قائلة “أريد أن أقول لكم أنه لا ينبغي لنا أن نتوقف. الأمر لم ينته بعد”، مضيفة”لا يزال هناك مختطفين بحاجة إلى العودة إلى الوطن”.
وحيت الجنود الذين “ضحوا بحياتهم حتى نتمكن من الجلوس هنا”.
وقالت أرييف لأسرهم: “ليس لدي كلمات يمكن أن تقدم العزاء، لكنني أريدكم أن تعلموا أنني والأمة بأكملها لن ننساهم”.
كما شكرت أرييف “جميع أسر المختطفين، الذين، على الرغم من الألم الهائل والآراء المتباينة، أصبحوا عائلة واحدة كبيرة، ونورا كبيرا أشرق على الشعب بأكمله”.
وقالت: “لا تنسوا هذه الوحدة، لا تفقدوها – فهي ما أنقذنا وما سيعيد الجميع إلى الوطن”، مضيفة “وحتى عندما يعود آخر شخص، بعون الله، فلا تنسوها”.

وفي النهاية، شكرت أرييف ترامب وحضته على “مساعدتنا على التقدم من المرحلة الأولى إلى الثانية من الاتفاق”.
وقالت: “أؤمن حقا أن لديك القوة والعزيمة لانجاحه”، مضيفة “شعب إسرائيل حي”.
“اليهود يُترَكون ليموتوا في ظروف شبيهة بأوشفيتس”
في حديثها في ساحة المختطفين، اتهمت شارون ألوني كونيو، زوجة دافيد كونيو المحتجز في غزة والذي من المقرر إطلاق سراحه في المرحلة الثانية فقط، نتنياهو بالفشل في الالتزام بعبارة “لن يتكرر ذلك أبدا”، التي يستخدمها كثيرا في خطاباته عن الهولوكوست.
وقالت: “إن دولة إسرائيل تعرف جيدا كيف تقول ’لن يتكرر ذلك أبدا’ للدول الأخرى، ورئيس الوزراء يستخدم هذه العبارة في كل خطاباته في الولايات المتحدة، حيث هو الآن”.
وتساءلت: “ولكن ما معنى عبارة ’لن يتكرر ذلك أبدا’ إذا تُرك اليهود هنا في بلدنا، على بعد ساعة بالسيارة من تل أبيب، ليموتوا في ظروف شبيهة بأوشفيتس؟”.
موجهة حديثها للسياسيين الذين تحدثوا ضد المرحلة الثانية من الاتفاق، قالت “كيف تجرؤون؟”

وقالت كونيو: “’لن يتكرر ذلك أبدا’ تعني أنه لن يكون هناك المزيد من اليهود الذين يخرجون من الظل في هيئة هياكل عظمية. ’لن يتكرر ذلك أبدا’ يعني أنه لن يكون هناك المزيد من المماطلة التي تجعلنا ندفن المختطفين ولا نحتضنهم”.
“أدعو رئيس الوزراء: استيقظ! إنهم يموتون هناك!”.
وأضافت أن صور الرهائن العائدين والذين بدوا ضعفاء ونحيفين “ستظل في الذاكرة. لا أريد أن يعود حبيبي دافيد في كيس جثث”.
ولا يزال شقيق دافيد، أريئل، محتجزا في غزة أيضا، ولم يتم تحديد موعد إطلاق سراحه في المرحلة الأولى من الصفقة. وقد اختطف مع زوجته وابنتيه التوأم البالغتين من العمر ثلاث سنوات من منزلهما في كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر 2023. وتم إطلاق سراح ألوني كونيو والفتاتين في صفقة رهائن استمرت أسبوعا في نوفمبر من ذلك العام.

الزوجان غودلبرغ بولين يحثان على إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة
بينما أقيمت الاحتجاجات يوم السبت، ناشد والدا الرهينة المقتول هيرش غولدبرغ بولين ترامب أيضا بالإسراع بالإفراج عن الرهائن المتبقين.
في بيان مصور، قال جون بولين وريتشل غولدبرغ بولين إنهما شعرا بارتباط خاص بأور ليفي، الذي اختُطف من نفس الملجأ الذي اختُطف منه ابنهما في 7 أكتوبر 2023، أثناء فرارهما من المسلحين الذين داهموا حفل “سوبر نوفا” بالقرب من كيبوتس رعيم.
وقالت ريتشل غولدبرغ بولين أنه عندما تم إطلاق سراح ليفي من الأسر في غزة صباح السبت، كان أحد أول الأسئلة التي سألها هو ما إذا كان هيرش بخير، “لأنه افترض أن هيرش قد تم إطلاق سراحه منذ فترة طويلة، وكان على شقيقه أن يشرح له أن هيرش قُتل قبل خمسة أشهر”.
Rachel and Jon Goldberg-Polin have issued a new call to action, urging President Trump and his Middle East envoy Steve Witkoff to push for the release of all hostages held in Gaza "this week.”
"Our plea to you right now is, now that you've done the hard part of getting… pic.twitter.com/j4uwlVzXiS
— Kaitlan Collins (@kaitlancollins) February 8, 2025
وقالت بولين: “إن رؤية حالة هؤلاء الرهائن الثلاثة، والاستماع إلى أن أور لم يكن لديه أي فكرة عما حدث لهيرش، وأن إيلي لم يكن على علم بمصير زوجته وابنتيه، هو لكمة في أعماقنا جميعا تذكرنا بأننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد”.
وخاطبت ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وحثهتما على “عدم التفكير في المرحلة الأولى والمرحلة الثانية والمرحلة الثالثة والعديد من الأشهر. دعونا نفكر بشكل أكبر وأسرع. إطلاق سراح جميع الرهائن الـ 76 هذا الأسبوع. نهاية الحرب”.
وأضافت “من المستفيد من إطالة أمد الحرب؟ ليس شعب هذه المنطقة. دعونا ننجز الأمر الآن”.
في أغسطس، أعدم الخاطفون من حركة حماس غولدبرغ بولين وخمسة رهائن آخرين. وقام الجيش الإسرائيلي باستعادة رفات الرهائن الخمسة وإعادتها إلى إسرائيل.

بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم حوالي 3000 مسلح بقيادة حماس جنوب إسرائيل من قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 251 رهينة.
بعد حوالي خمسة عشر شهرا من القتال، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل في يناير 2025، والذي من شأنه أن يشهد قيام حماس بإطلاق سراح الرهائن، وقيام إسرائيل بالافراج عن الآلاف من السجناء الأمنيين الفلسطينيين، ووقف القتال في غزة، إلى جانب المفاوضات التي من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
لا يزال 73 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر في غزة حاليا، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 قتيلا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
حتى الآن، أطلقت حماس سراح 21 رهينة – مدنيين ومجندات ومواطنين تايلانديين – خلال وقف إطلاق النار الحالي. وأطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، وأُطلق سراح أربع رهائن قبل ذلك.
وأنقذت القوات ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 40 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مدنييّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جندي إسرائيلي قُتل في عام 2014. كما تم استعادة رفات جندي إسرائيلي آخر، قُتل هو أيضا في عام 2014، من غزة في يناير.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير