إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

عائلات الرهائن تحذر من “فرصة القرن الضائعة” بعد بث حماس مقطع فيديو جديد للرهائن

وسط تظاهرات، منتدى عائلات المختطفين يدين الإصرار المدمر على مواصلة الحرب؛ في أحدث تسجيل، الرهينة يوسف-حاييم يقول إن إلكانا بوحبوط حاول إيذاء نفسه ويرفض الأكل والشرب

  • متظاهرون يحملون لافتات عليها صور الرهائن خلال مظاهرة أسبوعية مناهضة للحكومة في ميدان هبيما في تل أبيب، 10 مايو 2025. (Paulina Patimer/Pro-Democracy Protest Movement)
    متظاهرون يحملون لافتات عليها صور الرهائن خلال مظاهرة أسبوعية مناهضة للحكومة في ميدان هبيما في تل أبيب، 10 مايو 2025. (Paulina Patimer/Pro-Democracy Protest Movement)
  • الرهينتان المحتجزان لدى حركة حماس، يوسف-حاييم أوحانا وإلكانا بوحبوط، في مقطع فيديو دعائي لحماس نشرته الحركة في 10 مايو 2025. (Screenshot)
    الرهينتان المحتجزان لدى حركة حماس، يوسف-حاييم أوحانا وإلكانا بوحبوط، في مقطع فيديو دعائي لحماس نشرته الحركة في 10 مايو 2025. (Screenshot)
  • متظاهرون يحتجون ضد الحكومة ويطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة خارج مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، 10 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)
    متظاهرون يحتجون ضد الحكومة ويطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة خارج مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، 10 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)
  • حيروت نمرود، والدة الجندي الإسرائيلي المختطف تمير نمرود، تتحدث في ساحة المختطفين في تل أبيب، في 10 مايو 2025.  (Paulina Patimer/Hostages and Missing Families Forum)
    حيروت نمرود، والدة الجندي الإسرائيلي المختطف تمير نمرود، تتحدث في ساحة المختطفين في تل أبيب، في 10 مايو 2025. (Paulina Patimer/Hostages and Missing Families Forum)

تظاهر آلاف الاسرائيليين في تل أبيب ومختلف أنحاء البلاد ليلة السبت، مطالبين بإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، في الوقت الذي حذر فيه منتدى عائلات المختطفين والمفقودين من أن ”إسرائيل تواجه ’فرصة القرن الضائعة‘“ لعدم تمكنها من التوصل إلى اتفاق إقليمي واسع النطاق لإنهاء الحرب.

وجاءت الاحتجاجات بعد ساعات من نشر الجناح العسكري لحركة حماس تسجيلا يظهر الرهينتين إلكانا بوحبوط ويوسف-حاييم أوحانا، وهو ما دأبت الحركة على فعله في محاولة لزيادة الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية.

وقد سمحت عائلتا الرهينتين لوسائل الإعلام ببث مقطع الفيديو، الذي من شبه المؤكد أنه تم تحت إملاء خاطفيهما.

في مقطع الفيديو، يجلس أوحانا على الأرض بجانب بوحبوط، المستلقي تحت بطانية. ويقول أوحانا إن “الحالة الطبية والنفسية [لبوحبوط] صعبة للغاية”

ويقول: “لقد فقدنا عالمنا وأملنا. كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ حياتنا في خطر داهم. كل دقيقة هنا حاسمة!“

كما قال إن بوحبوط يرفض الأكل والشرب، وأنه هو أيضا قرر التوقف عن الأكل، ”لأن مصير صديقي هو مصيري، ومصيرنا بين أيديكم“.

”بلد بأكمله يريد أن ينتهي هذا الكابوس. من الآن فصاعدا، كل قطرة دم تُسفك، وكل تدهور إضافي تروه بأم أعينكم، هو مسؤوليتكم. الأمر بيد صانعي القرار وحدهم“.

”كيف تنامون في الليل؟“

في بيان صدر قبل مظاهرات السبت، قال منتدى عائلات المختطفين والمفقودين إن ”الحكومة يجب أن تعتمد اتفاقا إقليميا واسعا من شأنه إحداث تغيير في الشرق الأوسط وإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن البالغ عددهم 59″.

وقال المنتدى: ”ستضيع هذه الفرصة التاريخية بسبب إصرار [الحكومة] على مواصلة الحرب والتخلي عن الرهائن“، مضيفا ”إن الحكومة تتصرف ضد سياسات [الرئيس الأمريكي دونالد] ترامب وبشكل يتعارض تماما مع رغبات الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي“.

شهدت الأيام الأخيرة تقارير تفيد بأن إسرائيل قد تُستبعد من اتفاق دفاعي كبير بين واشنطن والسعودية، حيث يبدو أنها رفضت تقديم التنازلات التي طالب بها السعوديون من أجل التطبيع، بما في ذلك إحراز تقدم ملموس نحو إقامة دولة فلسطينية.

وقالت مصادر لوكالة “رويترز” يوم الخميس إن الولايات المتحدة لم تعد تطالب السعودية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل كشرط لإحراز تقدم في محادثات التعاون النووي المدني.

وكُشف هذا الأسبوع أن إسرائيل تخشى على حياة الرهينة الإسرائيلي تمير نمرودي واثنين من الرهائن الأجانب، حيث لم تظهر أي علامات على وجودهم على قيد الحياة منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.

متحدثة أمام مظاهرة في ساحة المختطفين في تل أبيب، قالت والدة تمير، حيروت نمرودي، ”هذا الأسبوع كان صعبا للغاية وعصيبا على عائلتنا“، التي وجدت نفسها في ”خطاب أرقام تُلقى في الهواء بتهور لا يطاق“. وانتقدت ”اللامبالاة غير المفهومة“ التي صدرت بها التعليقات حول ابنها (كانت سارة نتنياهو أول من أفشت أن إسرائيل تخشى الآن أن أقل من 24 من الرهائن الـ 59 في غزة ما زالوا على قيد الحياة).

وطالبت ”أعضاء الكنيست والشخصيات الإعلامية بتوخي الحذر قبل التحدث عن أحبائنا“، مضيفة ”هناك وضع واحد فقط، وهو وضع المختطفين. هناك 59 روحا بريئة تنطبق عليها هذه التسمية، ويجب أن يعود كل واحد منهم إلى الوطن الآن. أعيدوا المختطفين، وأنهوا الحرب“.

حيروت نمرود، والدة الجندي الإسرائيلي المختطف تمير نمرود، تتحدث في ساحة المختطفين في تل أبيب، في 10 مايو 2025. (Paulina Patimer/Hostages and Missing Families Forum)

وقالت: ”منذ 7 أكتوبر، لا يوجد أي تأكيد بشأن حالة تمير أو مصيره – ومن هذا، ومن هذا وحده، ينشأ القلق الشديد على حياته. لا توجد أي معلومات جديدة عنه. كل يوم مليء بالقلق. كل يوم هو صراع. كل يوم هو محاولة للتشبث ب’ربما’”.

وتابعت ”نحن جميعا، جميع العائلات، في حالة استنفار شديدة لدرجة أن كل كلمة، كل جملة تقال في وسائل الإعلام أو في المحادثات الخاصة عن أحبائنا، تهزنا وتخرجنا من هدوئنا المصطنع. وهذا يجعل من الصعب علينا العمل في هذا الواقع المجنون بالفعل”.

وأبرز متحدثون آخرون في المظاهرة في ساحة المختطفين استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن حوالي 70% من الجمهور يؤيدون إنهاء القتال في غزة كجزء من اتفاق لإعادة الرهائن.

جاءت هذه التعليقات بعد أن قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش – الذي يعارض اتفاق الهدنة مقابل إطلاق الرهائن، والذي يفشل باستمرار في تجاوز نسبة الحسم في الاستطلاعات الأخيرة – لعائلات الرهائن إنه يمثل غالبية الشعب.

واستشهد إيلان دلال، الذي يوجد ابنه غاي غيلبواع-دلال بين الرهائن الأحياء، بنسبة التأييد حسب استطلاعات الرأي والتي تبلغ 70%، قائلا: ”وفقا لكل استطلاع، فإن الأمة قد اختارت بالفعل. لقد اختارت المختطفين“.

وفي مظاهرة منفصلة في ميدان هبيما في تل أبيب، المعروف بجذب حشود أكثر انتقادا للحكومة، انتقد رافي بن شتريت، والد الرقيب شمعون ألروي بن شتريت، الذي قُتل خلال الهجوم على قاعدة للجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لقوله هذا الأسبوع إنه “ينام بضمير مرتاح”.

وقال شتريت: ”هذا الأسبوع، سمعت أكثر قادة إسرائيل فشلا يقول إنه ينام بضمير مرتاح. زعيم وقعت في عهده أكبر مذبحة لليهود منذ الهولوكوست. إنه ينام بضمير مرتاح. نحن ما يقارب من 2000 عائلة استنفدت دموعها، ولا نستطيع أن نغمض عينا”.

رافي بن شيتريت، الذي قُتل ابنه في 7 أكتوبر، يتحدث في مراسم للأسر الثكلى لإحياء ذكرى مرور عام على مقتل أحبائهم، 7 أكتوبر، 2024. (Bereaved Families Memorial Ceremony)

وتابع “الرجل الذي مول حماس، والذي يتقاضى موظفو مكتبه رواتبهم من نفس الدولة التي ضخت مليارات الدولارات إلى حماس، ينام بضمير مرتاح“، في إشارة إلى المزاعم قيد التحقيق بأن مساعدين لرئيس الوزراء تلقوا أموالا من قطر للضغط لصالح الدولة الداعمة لحماس. ”ماذا يمكن أن يقال أكثر مما قيل بالفعل؟ في الواقع، لم يبق لنا سوى الصمت، ولم يعد لنا صوت“.

في نفس الاحتجاج، كان شاي موزيس، الذي اختُطف والداه مرغليت وغادي موزيس في هجوم حماس وتم إطلاق سراحهما لاحقا في صفقتي رهائن منفصلتين، أكثر عدوانية، قائلا إن ”العدو الحقيقي لإسرائيل ليس حماس، بل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يدمر إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية“.

التظاهرة في ميدان هبيما كانت أصغر من المعتاد، وجذبت بضع مئات فقط. وانتشرت الأعلام الإسرائيلية بين الحشود، التي رددت هتافات من بينها “الأمة كلها تعرف أن بيبي محتال” – في إشارة إلى كنية رئيس الوزراء.

بدأت المظاهرة بدقيقة صمت على أرواح خمسة جنود إسرائيليين قُتلوا في المعارك في غزة هذا الأسبوع.

ياعيل أدار، والدة الرهينة القتيل تمير أدار، تخاطب المتظاهرين في شارع بيغن، في تل أبيب، في 10 مايو 2025. (Vardit Alon-Korpel/Pro-Democracy Protest Movement)

في مظاهرة أخرى مناهضة للحكومة في شارع بيغن في تل أبيب، قالت ياعيل أدار، التي اختُطفت جثة ابنها تمير إلى غزة بعد أن قُتل أثناء الدفاع عن كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس، إن الحكومة ”ترسل أولادنا للموت باسم شهوة السلطة“.

وانتقدت نتنياهو لفشله في إعادة جثمان ابنها، الذي كان جزءا من فرقة الدفاع المدني في نير عوز، والتي قاتلت لساعات قبل وصول الجيش الإسرائيلي.

وتساءلت: ”كيف أصبح الشخص الذي خرج أولا شفافا؟ كيف لا يقاتل البلد من أجل شخص قاتل من أجله؟“

وحثت أدار نتنياهو على أن يحذو حذو مناحيم بيغن، الذي شغل هو الآخر منصب رئيس الوزراء أثناء رئاسته لحزب “الليكود”، وأن يستقيل على الفور. استقال بيغن في عام 1983 وسط ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الأولى، التي شنها في العام السابق.

وقالت أدار: “هذا ما يسمى تحمل المسؤولية”.

بعد خطابها، وبينما كان الحشد الذي يضم حوالي 1500 شخص يتفرق، أشعل حوالي 100 ناشط، يحمل الكثير منهم مشاعل، نارا على الطريق أمام مدخل مقر قيادة الجيش الإسرائيلي. ورددوا هتافات: “كفى قتلا وحزنا، الرهائن فوق كل شيء”.

وفي احتجاج في كيبوتس نير عوز على حدود غزة، قالت سيلفيا كونيو، والدة الرهينتين دافيد وأريئيل كونيو: ”هناك متسع من الوقت لمحاربة حماس. ستكون هناك المزيد من العمليات والمزيد من الصراعات. لكن حياة أريئيل ودافيد لن نتمكن من استعادتها إذا انتظرنا طويلا. ليس لديّ رفاهية الانتظار. وهما لا يستطيعان الانتظار أكثر من ذلك“.

ووجهت سؤالا للحكومة قائلة: ”أين أنتم؟ أين الدولة؟ أين الإنسانية؟ كيف تنامون ليلا وولداي والرهائن الآخرون مدفونون أحياء تحت الأرض؟“

في المظاهرة في هبيما، قالت الإعلامية لينوي بار غيفن، التي تكون في كثير من الأحيان عريفة لهذه التجمعات، إن المظاهرة دعت إلى إنهاء القتال في غزة، وإعادة الرهائن الـ 59 المتبقين في صفقة واحدة، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في كارثة 7 أكتوبر، ووقف خطة الإصلاح القضائي التي تدفع بها الحكومة، وإجراء انتخابات جديدة.

وسألت أعضاء إئتلاف نتنياهو “ما الذي تخشونه؟”

متظاهرون يحتجون ضد الحكومة وللمطالبة بإطلاق سراح الأشخاص المحتجزين كرهائن في قطاع غزة خارج مقر جيش الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب، 10 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

“بلد يستحق العيش من أجله”

وقالت شيريل حوغيغ، وهي من سكان سديروت والتي نجت من هجوم حماس وبرزت بعد أن انتشرت انتقاداتها اللاذعة لنتنياهو على نطاق واسع، إن الهدف من المظاهرة هو جعل إسرائيل ”بلدا يستحق العيش فيه، وليس الموت من أجله“.

وفي كلمة لها أمام الحشد، انتقدت غال الكلعي، الناشط الاجتماعي الذي خدم مئات الأيام في الاحتياط منذ بدء الحرب، قرار الحكومة استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لشن هجوم آخر على غزة، في حرب قال إنها أصبحت عقيمة.

وقال: ”ليس من أجل المختطفين، وليس من أجل تفكيك حماس – هذه الحرب هي حرب لحماية الائتلاف. لم يعد هناك جيش دفاع إسرائيلي، بل جيش للدفاع عن الإئتلاف فقط“.

وتابع ”هذه ليست قيادة، هذه منظمة إجرامية تمجد الموت. لماذا نعود إلى الحرب؟“

وردا على دعوات الحضور للجنود برفض الخدمة، قال: “لن نرفض”، لكنه حث الحضور على أخذ إجازات مرضية من العمل وإغلاق الاقتصاد بشكل فعال حتى تفهم الحكومة الرسالة.

متظاهرون يحتجون ضد الحكومة ويطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة خارج مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، 10 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

في غضون ذلك، وكما هو الحال كل يوم سبت منذ عدة أسابيع، وقف حوالي 200 ناشط يساري في صمت في شارع كابلان في تل أبيب، خارج المدخل الجنوبي لمقر قيادة الجيش الإسرائيلي، حاملين شموعا وصور أطفال قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة منذ أن جددت إسرائيل الأعمال العدائية هناك في 18 مارس.

وحملت كل صورة اسم الطفل وتاريخ ومكان وفاته.

ويشكل هذا الاحتجاج الصامت تناقضا صارخا مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة الأكثر صخبا التي جرت في الوقت نفسه في ميدان هبيما وشارع بيغن، على طرفي شارع كابلان.

نشطاء يحملون شموعاً وصور أطفال قتلى من غزة، خارج مدخل شارع كابلان المؤدي إلى مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، 10 مايو 2025. (Noam Lehmann/The Times of Israel)

وسط جمود طويل في المفاوضات مع حماس من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، قال مسؤولون إسرائيليون لم تسمهم القناة 12 مساء السبت إن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة وأن المحادثات قد تتقدم على خلفية زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط – وإن لم تكن إلى إسرائيل – التي تبدأ يوم الاثنين، فضلا عن تهديد القدس بتصعيد القتال في غزة.

وقال المسؤولون، وفقا للتقرير: ”هذان يومان مهمان. إذا كان هناك تغيير في موقف حماس، فسنراه قبل الزيارة مباشرة، أو حتى أثناءها“.

اقرأ المزيد عن