عائلات الرهائن تتوجه إلى القدس للمشاركة في مظاهرة بعد مسيرة استمرت 4 أيام؛ ومتظاهرون يطالبون بإجراء انتخابات
من المتوقع أن تزداد أعداد الحشود مع وصول المسيرة التي تطالب بالتوصل إلى صفقة إلى العاصمة؛ مظاهرات مناهضة للحكومة ستُنظم بعد أسبوع من استخدام خيالة الشرطة وخراطيم مياه ضد المحتجين
من المقرر أن تصل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة لدى حماس إلى القدس للمشاركة في مظاهرة في ختام مسيرة استمرت أربعة أيام إلى المدينة، بينما يستعد المتظاهرون المناهضون للحكومة للتظاهر في تل أبيب وفي جميع أنحاء البلاد، بعد أسبوع من مشاهد الفوضى التي شهدتها احتجاجات مماثلة عندما استخدمت الشرطة شرطة الخيالة وخراطيم المياه على الحشد.
وانطلقت عائلات وأصدقاء الرهائن في مسيرة استمرت لأربعة أيام من كيبوتس رعيم إلى القدس صباح الأربعاء، تحت شعار “متحدون لتحرير الرهائن”.
يوم الجمعة، نظمت العائلات – التي انضم إليها الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس – “مسيرة نقالة” لتكريم الجنود الأسرى في غزة.
وقال المنظمون إن نحو 10 آلاف شخص انضموا إلى تلك المرحلة من المسيرة على مدار اليوم.
ومن المتوقع أن تزداد أعداد الحشود مع وصول المسيرة إلى القدس السبت.
بعد قضاء ليلة الجمعة في كيبوتس تسورا، كان من المقرر أن يبدأ المشاركون المرحلة الأخيرة من المسيرة، متجهين إلى الطريق رقم 1 وصولا إلى القدس في الوقت المناسب للمشاركة في مسيرة في “ساحة باريس” بالمدينة مساء السبت.
وستقيم المجموعة تجمعا في ميفاسيريت تسيون، حيث سيلقي فرناندو مرمان، أحد الرهينتين اللتين تم إنقاذهما الشهر الماضي في عملية معقدة في رفح بغزة، خطابا.
وتقول عائلات الرهائن إن الوقت ينفد بالنسبة لأقاربهم المحتجزين في غزة بعد اختطافهم في 7 أكتوبر عندما قتل مسلحو حماس حوالي 1200 شخص في جنوب إسرائيل.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال في بداية هذا الأسبوع إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الاثنين لوقف القتال بين إسرائيل وحماس لمدة ستة أسابيع، لكنه تراجع بشكل مطرد عن الجدول الزمني بينما يواصل الوسطاء، بما فيهم الولايات المتحدة ومصر وقطر، الجهود للخروج باتفاق.
مساء الخميس، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تشاؤمه من إمكانية التوصل إلى اتفاق، واتهم حماس بمواصلة وضع العقبات أمام إسرائيل بدلا من بذل جهود حسنة النية للتوصل إلى تسوية. وفقا لتقرير دون مصدر نشرته أخبار القناة 12 هذا الأسبوع، اتهم بعض المسؤولين نتنياهو بمحاولة نسف صفقة الرهائن الناشئة من أجل استرضاء العناصر اليمينية المتطرفة في حكومته.
وقالت إسرائيل وحماس، اللتان كان لكل منهما وفد في قطر هذا الأسبوع لصياغة تفاصيل هدنة محتملة مدتها 40 يوما، أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بينهما، ويقول الوسطاء القطريون أنه لم يتم تحقيق انفراجة.
بحسب تقرير لموقع “أكسيوس” يوم الجمعة، أشار إسرائيل إلى أنها لن تشارك في مزيد من المحادثات حتى تتلقى قائمة بأسماء الرهائن الأحياء الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.
ويُعتقد أن 130 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة بعد إطلاق سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 31 من الرهائن على الأقل.
تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل هذه الهدنة، وأنقذت القوات ثلاثة من المختطفين، كما تم استعادة جثة 11 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ. وتم إدراج شخص آخر، وهي بيلها ينون، في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيرها مجهولا.
كما تحتجز حماس رفات الجندييّن الإسرائيلييّن أورون شاؤول وهدار غولدين منذ 2014، بالإضافة إلى مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في 2014 و 2015.
الدعوة إلى إجراء انتخابات بعد أحداث عنف
في غضون ذلك، في الوقت نفسه تقريبا من مساء يوم السبت الذي ينظم فيه ذوو الرهائن مظاهرتهم، من المقرر أن يحتشد محتجون مناهضون للحكومة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في شارع كابلان في تل أبيب، الذي كان محور الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل التي طرحتها الحكومة في العام الماضي.
ستنطلق المسيرة من ساحة هابيما في تل أبيب في الساعة 6:30 مساء، قبل أن تبدأ المظاهرة الرئيسية في الساعة السابعة مساء تحت شعار: “إسرائيل بحاجة إلى إنتخابات، انزلوا إلى الشوارع”.
كما سيتم تنظيم مظاهرات في مدن وبلدات في جميع أنحاء البلاد، وسيحتشد المحتجون أيضا على الجسور في أرجاء البلاد.
وسيكون من بين المتحدثين في التجمع الرئيسي في تل أبيب: هداس إيلون كارمي، التي كان شقيقها تال إيلون قائدا لفريق الأمن في كيبوتس كفار عزة وقُتل دفاعا عن الكيبوتس في 7 أكتوبر؛ نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي سابقا يائير غولان، الذي أعلن ترشحه لرئاسة حزب “العمل” في الانتخابات التمهيدية لقيادة الحزب؛ أور ستاينبرغ، وهو جندي احتياط أصيب بجروح خطيرة خلال القتال في غزة؛ وموران ميشل، التي أصيبت في مظاهرة يوم السبت بالأسبوع الماضي.
وسط مشاهد من الفوضى في الأسبوع الماضي، تم استخدام خيالة الشرطة وخراطيم المياه ضد المحتجين في تل أبيب.
في إحدى الحوادث التي صورتها الكاميرا، بالإمكان رؤية عنصر من خيالة الشرطة وهو يضرب متظاهرا على رأسه بلجام الحصان، مما تسبب في سقوط الرجل على الأرض.
وتم اعتقال 21 شخصا خلال المظاهرة، حسبما أعلنت الشرطة. كما أصيب عدد من المتظاهرين واحتاجوا إلى رعاية طبية.
وبينما جابت المظاهرة الشوارع، امتزجت مع المشاركين في مظاهرة موازية أقيمت من أجل الرهائن المحتجزين لدى الفصائل المسلحة في قطاع غزة. في مشاهد أثارت حفيظة الجمهور، تعرض بعض ذوي الرهائن لخراطيم المياه وسط الفوضى.
وقالت الشرطة إن المتظاهرين تجاهلوا تحذيرات الشرطيين، وأغلقوا الشوارع واشتبكوا مع عناصرها “على الرغم من جهود التفاوض المتكررة”.
الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين كانت من بين الأعنف التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
وأثارت تكتيكات الشرطة العنيفة انتقادات شديدة خلال المظاهرات المناهضة للإصلاح القضائي التي هزت البلاد طوال معظم عام 2023.
وألقى نشطاء باللائمة على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي ضغط على الشرطة مرارا للتعامل بقوة مع المتظاهرين.
توقفت المظاهرات ضد خطة الإئتلاف الحكومي المثيرة للجدل لإصلاح القضاء مع اندلاع الحرب، لكن الاحتجاجات تصاعدت في الأسابيع الأخيرة مع مطالبة النشطاء المناهضين للحكومة بشكل متزايد بإجراء انتخابات جديدة بسبب الإخفاقات التي مكنت حماس من تنفيذ هجومها المدمر.
وازدادت الدعوات لإجراء انتخابات وسط الاستياء من تعامل الحكومة مع الحرب، حيث أظهرت استطلاعات رأي متكررة أن نتنياهو سيخسر الأغلبية في الكنيست إذا تم إجراء انتخابات اليوم. وادعى نتنياهو يوم الخميس أن أعداء إسرائيل يريدون إجراء انتخابات في خضم الحرب لأن العملية ستكون مثيرة للانقسام للغاية، وألمح إلى أن أي سياسي يسعى للإطاحة بحكومته من الخارج أو من الداخل يقف بالتالي إلى جانب العدو.
وقد واجه نتنياهو انتقادات بسبب رفضه تحمل المسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر، في حين أن جميع القادة العسكريين والمدنيين الآخرين الذين كان لهم يد في الأحداث قد فعلوا ذلك تقريبا. ومن المتوقع أيضا أن يستقيل العديد من كبار المسؤولين بمجرد انتهاء الحرب، في حين أشار نتنياهو إلى أنه ليس لديه مثل هذه النية.
كما يرفض رئيس الوزراء الدعوات لإجراء تحقيق في الإخفاقات التي مكنت هجوم حماس ما دامت الحرب مستمرة.