طواقم دبابات إسرائيلية نسائية قضت على الآلاف من مسلحي حماس في 7 أكتوبر
القناة 12 أجرت مقابلات مع مجندات من سرية نسائية بالكامل ضمن كتيبة مختلطة اللاتي قلن إنه لم يكن هناك مجال للخوف أو للتردد، وقاتلن المسلحين لمدة 17 ساعة
عندما استيقظت مجموعة من الشابات الإسرائيليات في الساعة 6:30 صباحا يوم 7 أكتوبر، لم يكن لديهن أي فكرة عن أنهن سيكونن أول طاقم مدرعات في إسرائيل، وربما في العالم، يشاركن في معركة نشطة.
في مقابلة أجرتها معهن القناة 12 هذا الأسبوع، تحدثت المجندات المقاتلات عن السير على طول الطرق الرئيسية للوصول إلى بعض البلدات العشرين في جنوب إسرائيل التي تعرضت لهجوم واسع النطاق في ذلك الصباح، ومطاردتهن للمسلحين، وقيامهن بتأمين الثغرات على الحدود مع قطاع غزة.
وقالت إحدى الضابطات في الوحدة، وتُدعى هاغر، للقناة 12: “يأتي [قائدي] إلى غرفتنا في الساعة 6:30 صباحا، ويوقظني ويخبرنا أن هناك تسللا لإرهابيين. لم ندرك حقا ضخامة الحدث”.
الجنديات جزء من سرية مكونة من قائدات دبابات نسائية بالكامل، والتي أصبحت دائمة في الجيش الإسرائيلي في عام 2022 بعد برنامج تجريبي استمر لعامين عامين. وعادة ما تعمل الفرقة، المكونة من كتيبة مشاة خفيفة مختلطة الجنسين من لواء “كراكال”، على طول الحدود المصرية – وليس في الحروب أو القتال خلف خطوط العدو.
وفي صباح يوم 7 أكتوبر، غادرت الجنديات قاعدتهن في نيتسانا، على الحدود المصرية، واتجهن شمالا بأسرع ما يمكن، في دبابات وعربة همفي مدرعة. في واحد من عدد من القرارات الشاذة للغاية التي اضطر قادة الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذها في ذلك اليوم، مُنحت الدبابات الموافقة على القيادة على الطرق المدنية – بسرعات أعلى بكثير من الموصى بها.
في البداية، اكتشفت الجنديات خروقات على طول الحدود مع غزة، بالإضافة عشرات المسلحين. وتركن دبابة هناك لحماية الحدود ومنع المزيد من سكان غزة من التسلل إلى إسرائيل، وتوجهن إلى كيبوتس حوليت، بينما أرسلت أيضا دبابة لمحاربة مسلحي حماس في كيبوتس صوفا.
#EPIC #BREAKTHROUGH These are the female tank warriors who saved an entire community on Oct 7.
Israel is the first country that incorporate women as warriors in tanks. via Keshet 12 News pic.twitter.com/9HgmQowGkv
— Niv Calderon (@nivcalderon) November 26, 2023
وتحدثت قائدة آخر من طاقم المدرعات، وتدعى كارني، عن الدمار الذي شهدته الجنديات عند الاقتراب من كيبوتس حوليت: “أدركنا أننا في حالة حرب”.
وقالت ضابطة أخرى في الوحدة، في تقرير القناة 12: “قالوا لي أن هناك إرهابيين بين جميع الأشجار من حولي، لذا بدأنا في إطلاق النار. بدأنا بإطلاق قذائف قابلة لاختراق التحصينات على الإرهابيين الذين كانوا على مسافة قريبة، وقذائف هاون على أولئك الذين كانوا على مسافة أبعد”.
وأضافت: “كان بإمكاني رؤية الإصابات، رأيت [مسلحي حماس] يسقطون”.
وقالت هيلا، وهي أيضا قائدة، للقناة 12 أنه لم يتم تدريب أي منهن على نظام الأسلحة المثبت على مركبة الهمفي المدرعة، مضيفة: “في غضون 10 دقائق، أصبحنا جميعا خبيرات في كيفية تشغيلها، وكيفية إطلاق النار، وكيفية الضغط على المكابح”.
وقالت ميخال: “اقتربنا من الحدود ورأينا جثثا محترقة للإرهابيين المختبئين بين الأشجار. كنا لا نزال نطلق النار أثناء سيرنا للتأكد من وصولنا إلى الجميع”.
ووصفت قائدة أخرى، وهي أيضا تدعى ميخال، تجربتها في أحد الخروقات الحدودية في الطرف الجنوبي من قطاع غزة: “بينما واصلنا طريقنا أدركنا أن هؤلاء الإرهابيين الخمسين – كانت تلك مجرد البداية. ثم بدأنا في الحصول على تقارير شهود عيان من كيبوتس حوليت، لذلك تركنا دبابة على الحدود، وأخبرت [المشغلة] أن لديها الإذن بإطلاق النار متى تشاء، ثم انطلقنا إلى حوليت”.
وقالت: “لقد رأينا إرهابيين في كل مكان، وقلت للسائقة – ادهسيهم… وصلنا إلى هناك وكانت البوابة مغلقة، وخرج جندي مصدوما وهو يصرخ ’إرهابيون، إرهابيون!’… لذلك قمنا باختراق البوابة”.
وعندما سئلن عن المرة الأولى التي أطلقن فيها النار على المسلحين، ردت الجنديات بهدوء.
وقالت قائدة تُدعى تمار للقناة 12: “اعتقد أن هذا تماما ما تدربنا عليه. كنا مستعدات حقا لكل شيء”، مضيفا “لقد فعلنا فقط ما تعرف أدمغتنا وأيدينا كيفية فعله”.
وأضافت “في اللحظة نفسها أنت لا تفكرين ’هل أنا أنقذ هذا الشخص أم ذلك المنزل؟’ وتدركين أن هناك إرهابي ويجب أن أقتله قبل أن يصل إلى إحدى البلدات الحدودية”.
قائد اللواء “باران” المعين حديثا، العقيد شيمر رافيف، قال إنه يشعر بفخر كبير بطواقمه المدرعة، التي قاتلت المسلحين لمدة 17 ساعة متواصلة في ذلك اليوم.
وقال رافيف للقناة 12: “عندما وصلت الدبابات، قامت بفض المعارك. بمجرد استيلائها على هذين الموقعين… أدرك الإرهابيون أن بإمكانهم الفرار أو الموت. والفتيات في تلك الدبابات، المحاربات، مع ثلاث دبابات في تلك المرحلة من الهجوم، قاتلن بطريقة مثيرة للإعجاب. لقد عملن بطريق لم يتدربن عليها ظاهريا. لقد أطلقت المجندات النار داخل البلدات الإسرائيلية، وسافرن على الطرق الرئيسية، وأعتقد أنه بفضل أعمالهن في تلك المنطقة، منعنا الهجوم من التحرك جنوبا”.
لكن المجندات لم يسارعن إلى قبول الإشادات على معركتهن “التاريخية”.
وقالت هيلا: “وماذا في ذلك؟ هل عرف الإرهابي وجود فتيات في الدبابات؟ لا. هل تظن أنهم رأوا شعر ميخال يظهر من تحت الخوذة؟ لا. فتية، فتيات – ما أهمية ذلك؟”
ووافقتها تمار الرأي: “لا تنفكون تقولون ’بطلات’ وتاريخية’… لا أشعر بأنني بطلة. أشعر بأنني جندية كُلفت بمهمة، وأنا قمت بأداء مهمتي. أعتقد أن أي شخص كان سيفعل ذلك”.
وأضافت هيلا “لم تكن هذه معركة مع بشر. لم تكن انسانية هنا، وهدفي هو حماية الناس. هدفهم كان قتل الناس”.
من جانبها، قالت هاغر إنه ليس هناك وقت للخوف: “عند التفكير في المدنيين المحاصرين في منازلهم والأشخاص الذين يحتاجون إلينا، تدركين أنه لم يكن هناك مجال للخوف”.
كثيرا ما يزعم منتقدو ادماج المراة في المؤسسة العسكرية إن ادماج المجندات هو تجربة اجتماعية خطيرة ذات عواقب محتملة على الأمن القومي، في حين يشيد المدافعون عن الخطوة باعتبارها إجراء مطلوبا منذ فترة طويلة، ولقد تم تنفيذه بالفعل في العديد من الدول الغربية.
ويشير المنتقدون إلى أنه تم تخفيض بعض المتطلبات المتعلقة بالمجندات المقاتلات – وهو ما يقولون إنه علامة على التضحية بالفعالية – وأن النساء العسكريات يعانين من إصابات الإجهاد بمعدل أعلى.
ويصر الجيش على أنه يسمح لعدد أكبر من النساء بالخدمة في مواقع قتالية لاعتبارات عملية، وليس بسبب أجندة اجتماعية، قائلا إن هذه الاعتبارات تتطلب كل القوى العاملة والنساء المتاحات له.
بالنسبة لرافيف فإن المعركة هي دليلة على أن المجندات المقاتلات موجودات في الجيش الإسرائيلي ليبقين.