إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

طرد تونبرغ و3 ناشطين آخرين من إسرائيل؛ واحتجاز 8 لرفضهم الترحيل

تقرير: كاتس أراد تصوير الناشطين وهم يشاهدون فيلم عن فظائع 7 أكتوبر لكن تم منعه؛ ترامب يرفض ادعاء الخطف: "إسرائيل لديها ما يكفي من المشاكل دون أن تخطف تونبرغ"

غريتا تونبرغ على متن طائرة تغادر إسرائيل، 10 يونيو 2025 (Foreign Ministry via X)
غريتا تونبرغ على متن طائرة تغادر إسرائيل، 10 يونيو 2025 (Foreign Ministry via X)

تم اقتياد غريتا تونبرغ وثلاثة نشطاء آخرين مؤيدين للفلسطينيين ومعادين لإسرائيل إلى مطار بن غوريون يوم الثلاثاء لترحيلهم، وذلك بعد يوم من اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينتهم “مادلين” لمنعها من الإبحار إلى غزة.

ونشرت وزارة الخارجية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لتونبرغ وهي على متن رحلة مغادرة البلاد.

واحتُجز ثمانية نشطاء آخرين، من بينهم عضو في البرلمان الأوروبي بحسب ما ورد، بعد أن رفضوا توقيع أوراق الموافقة على مغادرة البلاد.

وتم جلب النشطاء إلى إسرائيل بعد أن صعدت قوات الجيش الإسرائيلي إلى السفينة الاحتجاجية لدى اقترابها من غزة صباح الإثنين، في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع الساحلي الذي يشهد حربًا مستمرة. وقد تم اعتراض القافلة بعد عدة تحذيرات وجهت إلى النشطاء بعدم محاولة الإبحار إلى ساحل غزة.

واعتقل الجنود الأشخاص الـ12 الذين كانوا على متن السفينة، بمن فيهم الناشطة السويدية تونبرغ، وتم نقل السفينة التي ترفع العلم البريطاني إلى ميناء أشدود.

وقال وزير الداخلية موشيه أربيل في بيان إنه أصدر أمرًا يمنع دخول أي من النشطاء إلى إسرائيل، وأنه يجب إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية. وأضاف أن إسرائيل “لن تسمح بالمساس بسيادتها من خلال أساطيل احتجاجية استفزازية على حدودها”.

نشطاء على متن سفينة “مادلين” يرفعون أيديهم في لقطة من فيديو تم تصويره في 9 يونيو 2025. (screen capture: Al Jazeera/YouTube)

وقالت وزارة الخارجية في بيان: “من المتوقع أن يغادر بعض ركاب ‘يخت السيلفي’ خلال الساعات القليلة المقبلة. أولئك الذين يرفضون توقيع وثائق الترحيل ومغادرة إسرائيل سيُعرضون أمام سلطة قضائية، وفقًا للقانون الإسرائيلي، لتفويض ترحيلهم”.

وذكرت الوزارة أن ممثلين قنصليين من دول النشطاء التقوا بهم في المطار.

وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الخارجية أن تونبرغ غادرت البلاد وستسافر إلى السويد عبر فرنسا.

وتجدر الإشارة إلى أن الناشطة البيئية تونبرغ قد امتنعت لسنوات عن ركوب الطائرات بسبب قلقها بشأن بصمتها الكربونية.

وقال مركز ”عدالة – المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل”، إن النشطاء على متن “مادلين” طلبوا الاستعانة بخدماتها.

وفي بيان صدر منتصف النهار، أكدت المنظمة أن أربعة من النشطاء قد غادروا أو على وشك مغادرة البلاد.

وأضاف البيان: “لا يزال الثمانية الآخرون محتجزين وسيطعنون في قرار ترحيلهم أمام محكمة إسرائيلية”.

وقال المتحدث باسم “عدالة” معتصم زيدان لصحيفة “إكسبريسن” السويدية إن محامين التقوا بالنشطاء.

ونقل زيدان عن تونبرغ قولها لمحاميها: “سأنفع القضية أكثر إن كنت خارج إسرائيل، بدلاً من البقاء هنا قسرًا لعدة أسابيع”. وأضافت: “إذا اخترنا البقاء هنا ضد إرادة السلطات الإسرائيلية وتم اعتقالنا لعدة أسابيع، فذلك سيضر بقضيتنا”.

سفينة “مادلين” التي حاول نشطاء مؤيدون للفلسطينيين ومعادون لإسرائيل استخدامها لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة، تحت حراسة القوات البحرية الإسرائيلية أثناء دخولها ميناء أشدود في جنوب إسرائيل بعد اعتراضها من قبل القوات الإسرائيلية، 9 يونيو 2025. (AP Photo/Leo Correa)

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية يوم الإثنين إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب السماح للمواطنين الفرنسيين الستة الذين كانوا على متن القارب “بالعودة إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن”.

ومن بين الرافضين توقيع أوراق الترحيل النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، وفقًا لتقارير إعلامية عبرية.

وفي فبراير، كانت حسن واحدة من اثنين من أعضاء البرلمان الأوروبي الذين مُنعوا من دخول إسرائيل بسبب دعمهم لمقاطعة إسرائيل. وكانت قد سعت للمشاركة في وفد من النواب الأوروبيين لزيارة القدس ورام الله.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو يوم الثلاثاء إن أحد المواطنين الفرنسيين وقع على استمارة الترحيل الإسرائيلية وسيعود إلى بلده. ولم يذكر اسم الناشط الذي وافق على المغادرة طوعًا.

وأضاف أن المواطنين الفرنسيين الخمسة الآخرين الذين كانوا على متن القارب رفضوا التوقيع، وسيمثلون أمام قاضٍ خلال الأيام القادمة.

المحامية الفرنسية-الفلسطينية والنائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن (يسارًا) تحمل علمًا فلسطينيًا جاب فرنسا، خلال تجمع لدعم الفلسطينيين والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، في ساحة الأمة، باريس، 8 سبتمبر 2024. (Thomas SAMSON / AFP)

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن المسؤولين القنصليين اتصلوا بأقارب المحتجزين خلال الليل، بعد زيارتهم في مركز احتجاز في الرملة، قرب المطار.

وقالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن من بين المحتجزين اثنين من الصحفيين، هما عمر فياض من قناة الجزيرة القطرية، ويانيس محمّدي الذي يعمل في موقع “بلاست” الإخباري الفرنسي، وأدانت اعتقالهم وطالبت بـ”إطلاق سراحهم الفوري”.

وقالت شبكة الجزيرة في بيان إنها “تدين بشدة التدخل الإسرائيلي”، وطالبت بإطلاق سراح مراسلها.

وقال محامٍ لم يُذكر اسمه يمثل أحد النشطاء لصحيفة “هآرتس” يوم الثلاثاء إنه تم احتجاز القارب في البحر لساعات طويلة و”كان يبحر في دوائر”.

وأضاف أن الإسرائيليين الذين صعدوا إلى “مادلين” بالكاد تحدثوا إلى النشطاء حتى وصلت السفينة إلى أشدود، لكنهم “كانوا مهذبين” بشكل عام.

واتهمت تونبرغ إسرائيل باختطافها في المياه الدولية.

وقالت في فيديو تم تسجيله قبل العملية البحرية الإسرائيلية: “أدعو جميع أصدقائي وعائلتي ورفاقي للضغط على الحكومة السويدية من أجل الإفراج عني وعن الآخرين في أسرع وقت ممكن”.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كثيرا ما دخل في مواجهات مع تونبرغ، فقد سخر من ادعاء الناشطة البيئية بأنها اختُطفت. وقال: “أعتقد أن إسرائيل لديها ما يكفي من المشاكل دون أن تختطف غريتا تونبرغ”. وأضاف: “إنها شابة غاضبة… أعتقد أنها بحاجة إلى حضور دورة لإدارة الغضب”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء صعوده إلى طائرة “إير فورس ون” قبيل مغادرته مطار موريس تاون البلدي في نيوجيرسي، متجهًا إلى كامب ديفيد، 8 يونيو 2025. (ANDREW CABALLERO-REYNOLDS / AFP)

وزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء يحبطون خطة كاتس

كشفت صحيفة “هآرتس” أيضًا عن تفاصيل خطة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لعرض فيلم على النشطاء يوثق فظائع 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل، خلال الهجوم المدمر الذي شنته حركة حماس وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.

ووفقًا لمصادر مطلعة على التطورات، كان كاتس يرغب في تصوير أو تسجيل النشطاء أثناء مشاهدتهم للفيلم، إلا أن وزارة الخارجية رفضت ذلك.

وفي نهاية المطاف، تدخل مكتب رئيس الوزراء، وجرى اتخاذ قرار بعدم توثيق عرض الفيلم.

وفيما بعد، قال كاتس إن النشطاء رفضوا مشاهدة الفيلم.

الفيديو المؤلم الذي تبلغ مدته 43 دقيقة وأنتجه مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يُظهر لقطات صادمة وغير خاضعة للرقابة لأشخاص يُقتلون وتُشوه جثثهم خلال هجوم حماس، والكثير منها مأخوذ من كاميرات الجسد الخاصة بالمسلحين.

وزير الدفاع يسرائيل كاتس في الكنيست بالقدس، 24 أبريل 2025. (Arie Leib Abrams/Flash90)

وجاءت القافلة البحرية في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة للسماح بإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة لتخفيف النقص الحاد في الغذاء والاحتياجات الأساسية.

وتمت بعثة النشطاء بتنظيم من “تحالف أسطول الحرية”، وهي مجموعة مؤيدة للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل، وكانت تحمل شحنة صغيرة من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأرز وحليب الأطفال. وقال أعضاؤها إن هدفهم كان لفت الانتباه الدولي إلى الأزمة الإنسانية في غزة، التي دمرتها شهور من الحرب.

وقد اعتبرت إسرائيل الأسطول “استعراض دعائي مؤيد لحماس”. وقالت وزارة الخارجية: “الكمية الضئيلة من المساعدات التي كانت على متن اليخت ولم تُستهلك من قبل ‘المشاهير’، سيتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية حقيقية”.

فلسطينيون يحملون مساعدات إنسانية من نقطة توزيع في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، 9 يونيو 2025. (Eyad BABA / AFP)

وتفرض إسرائيل حصارًا بحريًا على القطاع الساحلي منذ أن سيطرت حماس على غزة عام 2007، وتقول إن الهدف من الحصار هو منع وصول الأسلحة إلى الحركة.

وقد استمر الحصار خلال عدة صراعات، بما في ذلك الحرب الحالية التي بدأت عندما اجتاح أكثر من 5 آلاف من مقاتلي حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية تهدف إلى تدمير حماس، وإسقاط حكمها، وتحرير الرهائن.

ساهم لازار بيرمان في إعداد هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن