طبيب إسرائيلي يقول إن الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم “مروا بجحيم”
البروفسور إيتاي بيساح من المركز الطبي "شيبا" يتحدث عن اللحظة التي يدرك فيها الرهائن من الأشخاص الذين ليسوا في الغرفة لاستقبالهم، ويقول إن الكثيرين منهم لم يدركوا حجم هجوم 7 أكتوبر
تحدث طبيب إسرائيلي قدم العلاج للرهائن المفرج عنهم من قطاع غزة خلال الأسبوع الأخيرة مع القناة 12 يوم الجمعة عن تجربة فريقه في علاج المخطوفين، الذين قال إنهم “مروا بجحيم”.
وقال البروفسور إيتاي بيساح، مدير مستشفى “سفرا” للأطفال في المركز الطبي “شيبا” إن القسم الذين يديره في شيبا بمدينة رمات غان قدم الرعاية لـ 29 من أصل 105 مدنيين تم الافراج عنهم من غزة في هدنة مؤقتة توسطت فيها قطر مع الحركة الحاكمة للقطاع. وتراوحت أعمار الرهائن الـ 29 المفرج عنهم من ثلاث سنوات إلى 82 سنة، ومن بينهم كان هناك 12 طفلا.
وقال بيساح: “لقد كان هذا الأسبوع الأكثر ترويعا في حياتي، وبالتأكيد في حياتي المهنية”.
وقال البروفيسور إن الرهائن وصلوا إلى المستشفى في ظروف بدنية متفاوتة.
“لقد كانوا منهكين ومستنزفين. بروح قوية ولكن بجسد ضعيف. بعضهم أصيب بجروح ناجمة عن اختطافهم عانوا منها طوال فترة أسرهم”، كما روى للقناة.
وقال بيساح إن العلاج النفسي والعاطفي له الأولوية القصوى. بدأت وزارة الصحة ووزارة الرفاه والضمان الاجتماعي في إعداد بروتوكولات الصحة الطبية والنفسية لعلاج الرهائن المفرج عنهم اعتبارا من 7 أكتوبر.
وقال إن “الرعاية الطبية، على الرغم من أهميتها، يتم إهمالها إلى حد ما في البداية. عندما يعود الرهينة – واستعدينا لذلك لأسابيع وقمنا بتطوير بروتوكول علاج – نقوم بإجراء فحص سريع للتأكد من عدم وجود حاجة إلى علاج عاجل ثم نركز على الرعاية العاطفية والنفسية”، مضيفا أن الفريق المنسق خصيصا يحرص على عدم إرباك أو إثارة المرضى أثناء تعافيهم.
تم استقبال الرهائن وعائلاتهم في مناطق منفصلة ومخصصة لهم بالمستشفيات للحفاظ على خصوصيتهم. كما تم إجراء جميع التقييمات الطبية في هذه المنطقة بعيدا عن المرضى والعاملين الآخرين.
في حين أنه رفض الخوض في التفاصيل، وذلك لحماية خصوصية مرضاه، قال بيساح إنه سمع الكثير من القصص المروعة.
وقال: “معظمهم لا يتوقف عن الحديث، ويريدون المشاركة… في البداية كانت أشياء بسيطة، ما أكلناه، وما شربناه، وببطء تبدأ التفاصيل في الظهور في القصص عندما يتحدثون مع عائلاتهم”.
تبين للعديد من الرهائن الذين تم اختطافهم من البلدات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة والتي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر، أن أحبائهم قد قُتلوا أو اختُطفوا بمجرد عودتهم إلى إسرائيل.
وتحدث بيساح، الذي بدا عليه التأثر بشكل واضح، عن اللحظة التي نظر فيها الرهائن المفرج عنهم في أرجاء الغرفة وأدركوا من ليس هناك.
وقال “هذا أمر استعدينا له أيضا”.
وبالمثل، قال إن بعض الرهائن لم يكونوا على علم بحجم هجمات 7 أكتوبر، التي اقتحم فيها حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، وقاموا بقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 رهينة من كافة الأعمار.
وقال: “بعضهم لم يكن حتى يعلم أن هناك شيئا ما يحدث في إسرائيل. عرفوا فقط أن شيئا ما يحدث معهم”.
وأضاف أن أكثر اللحظات المؤثرة هي عندما يتم لم شمل الأطفال مع أمهاتهم، خاصة هيلا روتيم (13 عاما)، التي تم إطلاق سراحها قبل يومين من إطلاق سراح والدتها رعيا (54 عاما)، ويردن رومان غات (35 عاما)، التي تم فصلها عن زوجها ووالدتها وابنتهما البالغة من العمر ثلاث سنوات عندما اختطفها مسلحو حماس من كيبوتس بئيري.
يعمل بيساح وطاقم المستشفى النسائي بمعظمه الذي يقدم العلاج للرهائن على مدار الساعة منذ يوم الجمعة الماضي عندما تم إطلاق سراح أول مجموعة من الرهائن، وقال إنه في الواقع كان ينبغي إجراء مقابلة مع امرأة بدلا منه، نظرا لأن معظم المشاركين في علاج الرهائن كانوا من النساء.
وقال: “إنه عمل مهم وهادف، ونحن نخرج منه أقوى. نستمد الإلهام من الرهائن المحررين”، وأعرب عن اعجابه بالنساء المسنات اللواتي “أصرن على السير، حتى يراهن أقاربهن واقفين على أقدامهن”.
وروى بيساح “سمعت الرهائن يقولون أمورا مثل ’لم أبك لخمسين يوما. لا تبك الآن. لأننا أقوياء’”، مضيفا “كيف يمكنني أن أنهار عندما يكون هؤلاء هم الأشخاص الذين أتشرف بتقديم العلاج لهم؟”.
وقال بيساح إن الرهائن المفرج عنهم الذين قدم لهم العلاج وُضعوا في ظروف مختلفة: “بعضهم حصل على الطعام، وآخرون لم يروا ضوء النهار. كان لدى البعض مساحة للتحرك، والبعض الآخر لم تكن لديه مساحة”.
وتابع قائلا: “جميعهم عانوا من إساءة نفسية يصعب تصورها… أعتقد أن البلاد بأكملها مرت بصدمة. أعتقد أننا جميعا ضحايا الإرهاب النفسي”.
وتعتقد إسرائيل أن ما لا يقل عن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، أكثر من 100 منهم من الرجال، من المدنيين والجنود، بالإضافة إلى ما يقارب من 17 امرأة وطفلين، بما في ذلك الرهينة الأصغر سنا – كفير بيباس – الذي يبلغ من العمر 10 أشهر.