طبيب إسرائيلي يصف عملية إنقاذ فتاة تركية علقت تحت الأنقاض لأكثر من يومين
يشارك طبيب الأطفال إيتاي بازل في أول وفد له إلى منطقة منكوبة مع إيحود هتسلاه: "التدريب شيء وأن تكون جزءا من هذا هو شيء آخر" كما يقول

مرعش، تركيا – عندما انهارت شقتها في الطابق الرابع فجر يوم الاثنين، علقت الفتاة البالغة من العمر 15 عاما بالداخل، وعلقت ساقها تحت ألواح خرسانية، لكنها كانت على قيد الحياة.
بقيت عالقة تحت أنقاض منزلها في مرعش جنوب تركيا لمدة يومين ونصف، حتى تمكن فريق إنقاذ إسرائيلي من الوصول إليها وسحبها من تحت الأنقاض بعد جهود استمرت أكثر من 12 ساعة.
وساعد الدكتور إيتاي بازل، وهو طبيب أطفال من منطقة القدس، في تنظيم عملية الانتشال النهائية للفتاة، سواء من داخل النفق الذي تم حفره للوصول إليها ومن خارجه، بالتنسيق مع المسعفين وعمال الإنقاذ حتى تتمكن الفتاة من الحصول على الرعاية الطبية بمجرد خروجها. ونسق أحد المسعفين التابعين للجيش الإسرائيلي عملية الإخلاء خلال الـ 12 ساعة الأولى، لكن الفرق أرادت حضور طبيب للمرحلة الأخيرة من الجهود.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
وقال بازل لـ”تايمز أوف إسرائيل”، متحدثا من قاعدة معسكر خارج مرعش: “عملية انتشال [الفتاة] كانت صعبة للغاية. المنطقة كانت منطقة يصعب الوصول إليها. حفروا حفرة للعبور من تحتها والوصول إلى الفتاة، ولم يكونوا متأكدين بالضبط ما هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، وكيفية تحرير الفتاة من تحت المواد التي دُفنت تحتها. ولهذا تم استدعائي لتقديم المساعدة. اقترحت أن نحفر من تحتها وأن نحررها قليلا، عندها سيكون بإمكاننا تحريكها”.
مرعش هي واحدة من أكثر المدن تضررا من الزلزالين اللذين ضربا جنوب تركيا وشمال سوريا فجر الاثنين. وتعرض وسط المدينة للدمار بشكل خاص، حيث سويت المباني تقريبا بالأرض وتضررت بشكل خطير.
المبنى الذي كانت الفتاة فيه كان أحد مبنيين من ثمانية طوابق سقطا في الهزات. وفي المبنيين الآخرين في الشارع، اللذين يقعا مقابل مركز تجاري كبير، كانت هناك تصدعات ضخمة.

وقال بازل: “كانت في الطابق الرابع. لقد كانت امرأة شجاعة جدا، شجاعة للغاية. لقد ساعدتنا. قالت لنا متى نفعل ماذا؛ كانت تقول، ’لا تفعلوا ذلك بعد. انتظروا انتظروا. ومن ثم، ثلاثة، اثنان، واحد، الآن، الآن، الآن’. وكانت تشجع الفريق على عدم التوقف ومواصلة عملية انتشالها. لقد كانت شجاعة بشكل مثير للدهشة. وبعد فترة طويلة، تمكنوا من تحريرها وانتشالها”.
وتابع قائلا: “لقد بذل الفريق الطبي لقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي كل ما في وسعه لإبقائها دافئة، وألا تصاب بالجفاف، وهو أمر مهم للغاية في الإصابات الناجمة عن السحق، لأنها سُحقت تحت مواد ضخمة. كانت تحمل ثقل العديد من الطوابق وهي تتكئ على وركها، على فخذها. كانت إصابة ساقها اليسرى شديدة”.

عندما خرجت الفتاة من تحت الأنقاض على مزلجة خاصة تُستخدم في عمليات الإنقاذ، تم لفها ببطانيات “مايلر” الحرارية للمساعدة في مكافحة انخفاض درجة حرارة جسمها، وتم تحميلها على الفور في سيارة إسعاف كانت في الانتظار ونقلها إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج.
فقدت الفتاة ساقها اليسرى، التي سُحقت في الانهيار، وأصيبت بجروح والتهابات أخرى – لكنها بقيت على قيد الحياة.
وقال بازل: “ذهبت مع أحد المسعفين لدينا ويُدعى يوسي عمار، إلى المستشفى في سيارة الإسعاف، وأخذناها إلى وحدة الصدمات حيث عولجت. لقد ظلت حالتها مستقرة طوال فترة انتشالها. كما تم علاجها في سيارة الإسعاف، وتم نقلها في المستشفى إلى غرفة العمليات. عندما غادرنا، كانت لا تزال مستقرة. و حتى صباح اليوم، تلقت العلاج وبقيت حالتها مستقرة”.
هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها بازل في وفد إلى منطقة منكوبة. وهو من سكان بلدة مفاسيرت تسيون في ضواحي القدس، ويعمل كطبيب أطفال في صندوق المرضى “مكابي” وفي مستشفى “هداسا” في القدس. قبل بضع سنوات. بدأ العمل التطوعي مع منظمة الاستجابة للطوارئ “إيحود هتسلاه”، في الغالب استجابة لحالات الطوارئ في بلدته. بالإضافة إلى ذلك، يخدم بازل كجندي احتياط في وحدة البحث والإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي.
عندما قالوا في “إيحود هتسلاه” أنهم يبحثون عن أشخاص للسفر إلى تركيا للمساعدة في عمليات الإغاثة في أعقاب الزلزال، ترك كل شيء وقرر الذهاب، كما يقول.
وقال: “لقد تطوعت للمجيء إلى هنا. تركت عائلتي في الديار. لقد فوت حفلة رقص لابنتي. لقد جئنا جميعا إلى هنا للمساعدة في هذه الكارثة المروعة. هناك دمار لا يصدق”.

ويضيف بازل أنه لا يوجد هناك أي شيء كان يمكن أن يعده للدمار الذي رآه في مرعش.
“أنا طبيب أطفال، وقد أتممت فترة تدريبي في مستشفى هداسا هار هتسوفيم. وهناك الكثير من المرضى الذين أصيبوا بجروح خطيرة – لكن رؤية الكثير من الإصابات في وقت واحد، إنه أمر مرهق. إنها كارثة ضخمة تتجاوز ما تخيلته قبل مجيئي إلى هنا. كما أنني تدربت في قيادة الجبهة الداخلية كطبيب في فريق انقاذ. لذلك لدي التدريب، لكن التدريب شيء، وكوني جزءا من هذا هو شيء مختلف تماما. أنا أتعلم الكثير هنا وسأنقل هذه المعرفة إلى الأشخاص الذين أعمل معهم في الديار لإعدادهم لأي شيء قد يحدث في الديار”.
وقال إن وفده يواصل عمليات البحث والإنقاذ، حيث لا تزال هناك فرصة للعثور على أحياء تحت الأنقاض.
“أينما نرى أن لدينا فرصة جيدة للمساعدة، نذهب ونبذل جهدا هناك”.

طوال يوم الأربعاء، ركز فريق “إيحود هتسلاه” على مبنى واحد – متاخم للموقع الذي أُنقذت فيه الفتاة البالغة من العمر 15 عاما – حيث كان رجلا عالقا تحت الأنقاض.
بعد يوم كامل من أعمال الحفر، أصبح من الواضح أن الأمر سيستغرق الكثير من العمل لإخراج الرجل، لذلك سلموا الموقع إلى قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي. وبعد عدة ساعات من العمل، في الساعات الأولى من صباح الخميس، انتشل فريق الإنقاذ التابع للجيش الإسرائيلي الرجل البالغ من العمر 65 عاما حيا.
وقال بازل: “بعد يوم كامل، وصلوا إلى الشخص الذي كان هناك، وهم ما زالوا في الموقع، ويواصلون عمليات انتشال الضحايا لأن هناك مؤشرات على وجود المزيد من الأحياء في نفس المبنى”.
وأضاف: “العمل الذي تقوم به جميع الفرق هنا مذهل. الجميع يفعل كل ما في وسعه 100% من الوقت. ليس من المستغرب أن نرى أن الجميع يبذلون قصارى جهدهم، ولكن ما يجعلك تشعر بالرضا حقا هو أن تعرف أن شيئا جيدا يمكن أن يأتي بعد 20 أو 30 ساعة من العمل”.