مقتل إسرائيلي وإصابة 8 آخرين في هجوم طائرة مسيرة مفخخة في تل أبيب
الجيش يقول إن الدفاعات الجوية رصدت الطائرة المسيرة ولكن لم تسقطها ولم يتم تشغيل صفارات الإنذار بسبب خطأ بشري؛ الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن الهجوم ويتعهدون بمواصلة استهداف تل أبيب
أصابت طائرة مسيرة مفخخة ورد أنها أطلقت على يد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، مبنى سكنيا في وسط تل أبيب في ساعات ما قبل فجر الجمعة، مما أدى إلى مقتل رجل إسرائيلي وإصابة آخرين.
وبحسب تحقيق أولي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي، فقد تم رصد الطائرة المسيّرة، لكن لم تتمكن الدفاعات الجوية من اعتراضها بسبب خطأ بشري.
ولم تنطلق صفارات الإنذار بما أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد الهدف – والذي تم الكشف لاحقا أنه طائرة مسيرة هجومية كبيرة بعيدة المدى.
وأصابت المسيرة مبنى سكني في تل أبيب مباشرة في الساعة 3:12 فجرا، بعد دخولها المدينة من اتجاه البحر. وما زال سلاح الجو الإسرائيلي يفحص مصدر الطائرة المسيرة، التي حلقت باتجاه إسرائيل من دولة بعيدة على ارتفاع منخفض لعدة ساعات، بحسب التحقيق.
وقالت خدمة الإسعاف نجمة داود الحمراء إن رجلا في الخمسينيات من عمره قُتل بعد إصابته بشظايا. وأضافت لخدمة الإسعاف أنه تم العثور على الرجل ميتا في مبنى.
وقالت نجمة داود الحمراء إن ثمانية أشخاص آخرين نقلوا إلى المستشفيات المحلية، أربعة منهم أصيبوا بشظايا أو نتيجة الصدمة الناجمة عن الانفجار. ويتلقى الأربعة الآخرون العلاج من القلق الحاد.
وسقطت الطائرة بجوار عدد من الفنادق ومكاتب فرع السفارة الأميركية في تل أبيب.
وتستضيف العديد من الفنادق في المنطقة حاليا نازحين إسرائيليين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في البلدات الواقعة على الحدود الشمالية والجنوبية وسط الحرب المستمرة.
وقال رجل يعيش بالقرب من الموقع إن الانفجار الضخم كان مفاجئا.
وقال لإذاعة “كان” العامة: “ذهبت إلى السرير وفجأة سمعت انفجارا لم أسمع مثيله من قبل. اعتقدت أنني ربما لم أسمع صفارات الإنذار. بعد سبعة أشهر من الخدمة في الاحتياط، اعتقدت أننا تركنا البلاد في حالة أفضل. المبنى بأكمله مغطى بالغبار وسقطت أشياء علينا في الشقة”.
وكان يمكن سماع صوت أزيز المسيّرة قبل الاصطدام في لقطات من كاميرات المراقبة.
وتعتقد القوات الجوية الإسرائيلية أن الطائرة جاءت من الاتجاه الجنوبي، ربما من اليمن، رغم أنها لم تستبعد مواقع إطلاق أخرى، مثل العراق أو سوريا.
وأعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم، وهو ادعاء قال سلاح الجو الإسرائيلي أنه لم يتأكد منه بعد.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين اليوم الجمعة إن الحركة استهدفت تل أبيب بطائرة مسيرة، مضيفا أنهم سيواصلون استهداف إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين في حرب غزة. والحوثيون متحالفون مع إيران.
وأضاف سريع في خطاب متلفز أن الحركة تعد تل أبيب “هدفا أساسيا في مرمى أسلحتنا”.
وتابع “نفذت العملية بطائرة مسيرة جديدة اسمها يافا قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات كشفها وقد حققت العملية أهدافها بنجاح”.
في غضون ذلك، قال سلاح الجو الإسرائيلي إن إعلان القيادة المركزية الأميركية يوم الجمعة عن إسقاط صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون أشار إلى حوادث وقعت صباح الخميس ولم يكن مرتبطا بالهجوم الذي وقع بين عشية وضحاها.
كما أسقطت طائرات مقاتلة إسرائيلية خلال الليل طائرة مسيرة كانت متجهة نحو إسرائيل من الاتجاه الشرقي، ومن المرجح أنها قادمة من العراق، خارج المجال الجوي الإسرائيلي، وفقا لسلاح الجو الإسرائيلي.
وفي صباح الجمعة، أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية طائرة مسيّرة مشتبه بها دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من لبنان، حسبما أعلن سلاح الجو الإسرائيلي. ودوت صفارات الإنذار في الجليل خوفا من سقوط شظايا.
“ما كان ينبغي أن يحدث”
قالت القوات الجوية الإسرائيلية إن الحادث الذي وقع في تل أبيب “ما كان ينبغي أن يحدث”، وأعلنت مسؤوليتها الكاملة عن الفشل الذي أدى إلى الهجوم المميت.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الهجوم قيد “تحقيق شامل”. وأن سلاح الجو الإسرائيلي سيزيد من الدوريات التي تقوم بها الطائرات المقاتلة “للدفاع عن أجواء إسرائيل”.
وأضاف أنه “لا يوجد أي تغيير في أوامر قيادة الجبهة الداخلية”.
وقال رئيس بلدية تل أبيب رون حولداي في بيان إن المدينة “تنتقل إلى حالة تأهب قصوى” في أعقاب الهجوم.
وأضاف حولداي أن “الحرب ما زالت قائمة وهي صعبة ومؤلمة (…) نحن مستعدون لأي تطورات”، داعيا المواطنين إلى اتباع كافة التعليمات.
هجمات متعددة من الحوثيين في الأشهر الماضية
أطلق الحوثيون في اليمن عدة صواريخ بالستية وصواريخ كروز ومسيّرات، معظمها باتجاه مدينة إيلات الواقعة في أقصى الجنوب، تضامنا مع قطاع غزة، حيث تحارب إسرائيل مسلحي حركة حماس.
وقد اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية الغالبية العظمى من قذائف المجموعة المدعومة من إيران أو أن الصواريخ أخطأت هدفها. ولم تسقط سوى قذيفة واحدة، صاروخ كروز، على إسرائيل، الذي أصاب منطقة مفتوحة بالقرب من إيلات في مارس.
ولم ترد إسرائيل على أي من هجمات الحوثيين.
الحوثيون المدعومون من إيران، الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014 ويسيطرون على مساحات كبيرة من البلاد، هم “جزء من محور المقاومة” ضد إسرائيل إلى جانب حماس – التي ترعاها طهران أيضا.
وأعرب المتمردون الحوثيون عن دعمهم للفلسطينيين وهددوا إسرائيل وسط الحرب مع حماس. شعار المجموعة المدعومة من إيران هو “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
وفي البحر الأحمر، أطلق الحوثيون النار على السفن التجارية والعسكرية عشرات المرات منذ نوفمبر العام الماضي.
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن ردا على الهجوم الإسرائيلي على غزة ضد حماس. لكنهم استهدفوا في كثير من الأحيان سفنا لا تربطها بإسرائيل أي صلات واضحة أو تربطها بها صلات ضعيفة، مما يعرض النقل البحري في طريق رئيسي للتجارة العالمية بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا للخطر.
كما ادعت جماعات أخرى مدعومة من إيران في العراق وسوريا أنها أطلقت عشرات المسيّرات وصواريخ كروز على إسرائيل خلال الحرب المستمرة التي اندلعت بسبب هجوم حماس المدمر في السابع من أكتوبر، في حين تهاجم منظمة حزب الله اللبنانية بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية في شمال إسرائيل بشكل شبه يومي.
كما نفذت إيران نفسها هجوما غير مسبوق على إسرائيل في أبريل بمئات المسيّرات والصواريخ.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير