إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

طائرات إسرائيلية تقصف مطار صنعاء ومواقعا للحوثيين على سواحل اليمن بعد الهجمات الصاروخية

الجيش الإسرائيلي يؤكد شن هجمات على العاصمة والبنية التحتية للموانئ ردًا على الهجمات الأخيرة على إسرائيل، بينما يتعهد رئيس الوزراء بمواصلة الهجمات؛ رئيس منظمة الصحة العالمية، الموجود في اليمن، يقول إنه كاد أن يصاب في القصف

قال الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت قوات الحوثيين في اليمن يوم الخميس ردا على الهجمات المتكررة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على إسرائيل والتي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة.

وجاءت الضربات الجوية – وهي مهمة شاركت فيها نحو 25 طائرة، بما في ذلك طائرات التزود بالوقود والشحن وجمع المعلومات الاستخبارية – بعد أيام من تهديدات القادة الإسرائيليين الذين تعهدوا بالقضاء على الجماعة المدعومة من إيران بعد الهجمات شبه اليومية.

وفي أعقاب الغارات التي شنت يوم الخميس، وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس بمواصلة قصف المجموعة و”مطاردة” قادتها.

وقال نتنياهو في بيان مسجل مسبقا: “نحن عازمون على قطع ذراع الإرهاب التابعة لمحور الشر الإيراني. وسنواصل ذلك حتى نكمل المهمة”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة قصفت خلال الغارة أهدافا حوثية على طول الساحل الغربي لليمن وفي عمق البلاد.

وشملت الأهداف “البنية التحتية التي يستخدمها نظام الحوثيين الإرهابي في أنشطته العسكرية” في مطار صنعاء الدولي، ومحطة كهرباء حزيز خارج العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون. كما ضربت الطائرات البنية التحتية في موانئ الحديدة والصليف ورأس قنتيب على الساحل، بما في ذلك محطة كهرباء أخرى.

تصاعد الدخان عقب غارة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء الدولي في العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، 26 ديسمبر 2024. (Screenshot: X)

وقال الجيش إن “هذه البنى التحتية استخدمت من قبل نظام الحوثي الإرهابي لنقل الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة ولدخول كبار المسؤولين الإيرانيين”.

وقالت وكالة “سبأ” التي يسيطر عليها الحوثيون إن ستة أشخاص قتلوا في الضربات – ثلاثة في المطار وثلاثة في الحديدة – فيما أصيب 40 آخرين في الهجمات.

وأظهر مقطع فيديو بثته قناة المسيرة التابعة للحوثيين أضرارا جسيمة لحقت بالمطار، بما في ذلك تحطم نوافذ في المحطات ودماء على الأرض. وبدا أن برج المراقبة دمر.

وجاءت الغارات في الوقت الذي كان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يلقي كلمة متلفزة.

وفي وقت لاحق من يوم الخميس، قال الحوثيون إنهم مستعدون للرد السريع على الهجوم ومواجهة “التصعيد بالتصعيد”، حسبما ذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين.

وقال المسؤول الحوثي حزام الأسد في تغريدة إن ضربات إسرائيل “تعكس حالة الضعف والإفلاس التي يعاني منها هذا الكيان المهزوم”.

وصعدت قيادة الحوثيين من هجماتها في الأسابيع الأخيرة عقب خروج جماعة حزب الله المدعومة من إيران من ساحة المعركة.

وفي أعقاب الضربات، ذكرت عدة تقارير إسرائيلية أن الدفاعات الجوية وضعت في حالة تأهب قصوى تحسبا لرد حوثي محتمل خلال ساعات.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن القصف وقع أثناء استعداده للصعود على متن طائرة في صنعاء، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد الطاقم.

وكتب في تغريدة على موقع إكس، “برج مراقبة الحركة الجوية وصالة المغادرة – على بعد أمتار قليلة من المكان الذي كنا فيه – والمدرج تضرروا”، مضيفا أنه وزملاءه في منظمة الصحة العالمية في أمان. وأضاف “سنحتاج إلى انتظار إصلاح الأضرار التي لحقت بالمطار قبل أن نتمكن من المغادرة”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات الجوية تمت بموافقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وكذلك نتنياهو وكاتس. وبحسب قناة 12 الإخبارية، أطلعت القدس الولايات المتحدة مسبقا على الأهداف التي كانت على وشك ضربها.

وقال كاتس في رسالة مسجلة مسبقا من مركز القيادة تحت الأرض التابع لسلاح الجو الإسرائيلي في مقر الجيش في تل أبيب “لقد رأينا عملا دقيقا من جانب سلاح الجو الإسرائيلي، حيث ضرب أهدافا حوثية استراتيجية في اليمن، في المطار والميناء”.

وأضاف “كما قلنا، من يضرب إسرائيل سنضربه وسنلاحق كل قيادات الحوثي وسنضربهم كما فعلنا في أماكن أخرى”.

من اليسار: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي عومر تيشلر، في مركز القيادة تحت الأرض لسلاح الجو الإسرائيلي في المقر العسكري في تل أبيب في 26 ديسمبر 2024. (IDF)

وقال قائد القوات الجوية اللواء تومر بار للضباط في مركز القيادة “لقد رأينا للتو عرضًا ملموسًا لما نحن قادرون عليه، ونحن قادرون على أكثر من ذلك بكثير”.

ودانت وزارة الخارجية الإيرانية الضربات ووصفتها بأنها “انتهاك” للسلام والأمن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في بيان إن “هذه الاعتداءات انتهاك واضح للسلم والأمن الدوليين وجريمة لا يمكن إنكارها ضد الشعب اليمني البطل النبيل الذي لم يدخر أي جهد في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم ضد الاحتلال والإبادة الجماعية”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الغارات الجوية التي وقعت يوم الخميس كانت “مثيرة للقلق بشكل خاص” بعد “عام من الإجراءات التصعيدية من قبل الحوثيين”، وفقا لمتحدث باسم الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام إن غوتيريش يشعر بالقلق إزاء خطر التصعيد الإضافي، ويدعو جميع الأطراف المعنية إلى وقف الأعمال العسكرية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وأضاف أنه “حذر أيضا من أن الغارات الجوية على موانئ البحر الأحمر ومطار صنعاء تشكل مخاطر جسيمة على العمليات الإنسانية في وقت يحتاج فيه الملايين من الناس إلى مساعدات منقذة للحياة”.

وكانت غارات الخميس هي المرة الرابعة التي تهاجم فيها طائرات إسرائيلية الحوثيين في اليمن. وجاءت بعد ما يقرب من أسبوع من قيام طائرات إسرائيلية بشن غارات مكثفة على طول ساحل اليمن وضرب صنعاء لأول مرة.

ومنذ 16 ديسمبر، أطلق الحوثيون خمسة صواريخ باليستية وخمس طائرات مسيّرة على الأقل على إسرائيل، فيما تقول الجماعة إنها حملة لدعم غزة وسط الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل هناك ضد حركة حماس. ووقعت العديد من الهجمات في منتصف الليل، مما أجبر الملايين في منطقة تل أبيب على الاندفاع إلى الملاجئ. وأصيب عدد من الأشخاص أثناء محاولتهم الوصول إلى بر الأمان.

أطلق الحوثيون أكثر من 200 صاروخ و170 طائرة مسيّرة على إسرائيل في العام الماضي، وفقًا للجيش الإسرائيلي.

ويقول الجيش إن الغالبية العظمى من هذه المحاولات لم تصل إلى إسرائيل أو تم اعتراضها من قبل الجيش أو حلفاء إسرائيل في المنطقة.

مجسم بشكل صاروخ يحمل صورة أمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله خلال تجمع في جامعة للتنديد بالضربات على اليمن وتضامنا مع الفلسطينيين، في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون في 25 ديسمبر 2024. (Mohammed HUWAIS / AFP)

وفي يوم السبت، فشلت الدفاعات الجوية في إيقاف صاروخ حوثي أصاب حديقة في يافا، جنوب تل أبيب، مما أدى إلى إصابة 16 شخصًا بجروح طفيفة في المباني المحيطة. وقبل أيام، أصاب صاروخ باليستي أطلق باتجاه تل أبيب مدرسة في رامات غان، مما أدى إلى تدميرها. وكان المبنى فارغًا في ذلك الوقت.

كما هاجمت الجماعة المدعومة من إيران بالصواريخ والطائرات المسيّرة نحو 100 سفينة تجارية كانت تحاول عبور البحر الأحمر، مما أجبر العديد من السفن على تجنب الممر المائي الرئيسي وعرقل الشحن العالمي. وقال الحوثيون في البداية إنهم سيهاجمون السفن المرتبطة بإسرائيل، لكن القليل من السفن المستهدفة كانت لها علاقات بإسرائيل.

وتعهد الحوثيون بمواصلة الهجمات حتى نهاية الحرب في قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت حركة حماس هجوما كبيرا على إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين كرهائن في غزة.

واستهدف الجيش الأميركي مؤخرا الحوثيين في اليمن.

وأشارت التقارير في إسرائيل في الأيام الأخيرة إلى تشاؤم واسع النطاق بين مسؤولي الدفاع وغيرهم من المسؤولين بأن الضربات ستؤدي إلى وقف هجمات الحوثيين دون عمل مشترك مع الولايات المتحدة أو حلفاء رئيسيين آخرين. ووفقًا لعدة تقارير، فقد ضغط رئيس الموساد دافيد برنياع ومسؤولون أمنيون كبار آخرون في اجتماعات عقدت مؤخرًا على إسرائيل لضرب إيران، التي تزود الحوثيين بالأسلحة وغيرها من الدعم، بدلا من ذلك.

اقرأ المزيد عن