إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

طائرات إسرائيلية تقصف طهران وحقول النفط ونتنياهو يتعهد بـ”ضرب كل هدف“ في النظام الإيراني

مسؤول رفيع المستوى يقول إنه ”لا يوجد هدف معلن“ لتغيير النظام، لكن كل الخيارات ”مطروحة على الطاولة“ إذا استمرت إيران في مهاجمة المدن الإسرائيلية؛ اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الأمني المصغر، وسقوط وابل جديد من الصواريخ على حيفا

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت إن إسرائيل ”مهدت الطريق إلى طهران“ وسط هجمات مستمرة، بما في ذلك في العاصمة الإيرانية، ضد برنامجي الجمهورية الإسلامية النووي والصاروخي الباليستي، فضلا عن ضربات ضد مستودعات الوقود.

وقال رئيس الوزراء في بيان مصور باللغة العبرية: ”سنضرب كل موقع وكل هدف ينتمي إلى نظام آيات الله – كل ما مروا به حتى الآن لن يكون شيئا مقارنة بما سيشعرون به“ في الأيام المقبلة.

ووصف هدف إسرائيل في عمليتها الجارية بأنه ”القضاء على التهديد المزدوج من إيران لتدمير دولة إسرائيل“ – برنامجها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية.

وأضاف نتنياهو: ”قريبا جدا، سترون طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تحلق فوق سماء طهران. سنضرب كل هدف ينتمي إلى نظام آيات الله“.

وقالت وزارة النفط الإيرانية في وقت مبكر من صباح الأحد، بعد وقت قصير من إعلان إيران شن موجة جديدة من الضربات ضد إسرائيل، إن إسرائيل قصفت مستودعين للوقود في طهران.

وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من صباح الأحد أنه ضرب مقر وزارة الدفاع الإيرانية وكذلك ”مقر مشروع منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية النووي وأهداف أخرى“. كما ضربت الطائرات الإسرائيلية مستودعات وقود في البلاد، حسبما أكد الجيش، مشيرا إلى أنه أكمل ”سلسلة واسعة من الضربات على أهداف في طهران مرتبطة بمشروع الأسلحة النووية للنظام الإيراني“.

في منشور مقتضب على منصة X بعد منتصف ليل الأحد بقليل، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: ”طهران تحترق“.

وكان كاتس حذر السبت من أنه ”إذا استمر [الزعيم الإيراني علي] خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإن طهران ستحترق“.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أفادت في وقت سابق عن وقوع ”انفجار ضخم“ عقب غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة على حقل غاز جنوب فارس.

وقالت وكالة أنباء “تسنيم” شبه الرسمية إن إنتاج 12 مليون متر مكعب من الغاز توقف عقب الهجوم على حقل جنوب فارس، الذي أسفر عن اندلاع حريق قالت وزارة النفط الإيرانية إنه تم إخماده لاحقا.

ولم تُستهدف حقول النفط – التي تعتبر حيوية لاقتصاد إيران – في الجولة الأولى من الضربات، لكن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى حذر يوم الجمعة من أن إيران إذا استهدفت مراكز سكانية إسرائيلية بصواريخ باليستية – وهو ما فعلته بالفعل – فإن إسرائيل ستستهدف قادة النظام الإيراني والبنية التحتية للدولة مثل مصافي النفط.

في وقت متأخر من مساء السبت، أكد الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات جوية على أهداف عسكرية في طهران، في بيان صدر في الوقت الذي أطلقت فيه إيران سلسلة رابعة من الصواريخ على إسرائيل. أسفرت هذه الصواريخ عن مقتل أربعة أشخاص في مدينة طمرة العربية شمال البلاد.

متطوعو الهلال الأحمر الإيراني يتجمعون أمام مبنى دمرته غارة إسرائيلية في طهران، 14 يونيو 2025. (Iranian Red Crescent / AFP)

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية ”تسنيم“ في وقت مبكر من يوم الأحد أن غارة إسرائيلية استهدفت مقر وزارة الدفاع الإيرانية في طهران وألحقت أضرارا بأحد مبانيها.

وقالت الوكالة في بيان: ”في هجوم شنته القوات الجوية للنظام الصهيوني على طهران مساء اليوم، استُهدف مقر وزارة الدفاع. وألحقت أضرارا طفيفة بأحد مباني المقر“. ولم تعلق وزارة الدفاع الإيرانية على ذلك.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي مساء السبت إن ”طيارو سلاح الجو يواصلون شن غارات وتوجيه ضربات قوية في مناطق مختلفة في إيران – في سلسلة من الغارات التي لم تتوقف منذ 40 ساعة، واستهدفت أكثر من 150 هدفا“.

وركز المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللواء إفي ديفرين، على العاصمة الإيرانية، معلنا أن طهران هي ”مركز إدارة النظام الإرهابي المجرم الذي يشكل تهديدا للعالم الغربي بأسره“، وأن ”طهران لم تعد في مأمن“.

وعقب الضربات التي شنت خلال الليل بين الجمعة والسبت على الدفاعات الجوية الإيرانية، قال ديفرين إن ”مئات الطائرات الحربية الإسرائيلية تسيطر حاليا على المجال الجوي فوق غرب إيران وطهران“.

وأضاف أن ”الطائرات تكمل موجة من الضربات على أهداف صناعية عسكرية استراتيجية، وأهداف برنامج نووي، وكبار المسؤولين في القيادة الإرهابية الإيرانية“.

اجتماع مجلس الأمن القومي في القدس، 14 يونيو 2025. (Avi Ohayon/GPO)

اجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) في مخبأ تحت الأرض ليلة السبت، واستمر الاجتماع حتى منتصف الليل.

في لقطات من الاجتماع نشرها مكتب رئيس الوزراء، انضم إلى نتنياهو، من بين آخرين، وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية غدعون ساعر، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير العدل ياريف ليفين، ووزير الطاقة إيلي كوهين.

كما تم حث الإسرائيليين في جميع أنحاء البلاد يوم السبت على البقاء بالقرب من الأماكن المحمية – بما في ذلك الغرف الآمنة في الشقق أو الملاجئ في المباني، ولكن ليس في الأماكن تحت الأرض التي لم يتم تحديدها على أنها آمنة – حيث استعدت البلاد لاستقبال المزيد من الصواريخ من إيران.

وأكد المسؤولون الإسرائيليون – علنا ووراء أبواب مغلقة – أن إسرائيل شنت حملتها يوم الجمعة من أجل تجنب تهديد وجودي وشيك.

وأفادت القناة 12 يوم السبت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير، قال للقادة السياسيين الإسرائيليين: ”العملية في إيران هي عملية للدفاع عن وجود الشعب اليهودي. التاريخ لن يغفر لنا إذا لم نتحرك الآن“، وأضاف حسبما أفادت التقرير: ”هذه هي الفرصة الأخيرة لإحداث التغيير“.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء إيال زمير، يلتقي بطواقم الطائرات والفنيين في قاعدة تل نوف الجوية، 14 يونيو 2025. (Israel Defense Forces)

ودعا الرئيس يتسحاق هرتسوغ قادة العالم في خطاب عام يوم السبت إلى دعم إسرائيل ”بشكل لا هوادة فيه“ في حربها ضد إيران.

وقال في خطاب مصور: ”نحن نقف عند مفترق طرق تاريخي، بالنسبة للشرق الأوسط بأسره، بين جهاد إرهابي يسعى للسيطرة على المنطقة وأفق من الشراكة والسلام في اليوم التالي“، مضيفا ”هذه ليست حربنا وحدنا، بل حرب جميع الذين يسعون إلى مستقبل مشترك في منطقتنا“.

وشدد على أن النظام الإيراني ”يعمل ضدنا لأجيال، لقتلنا. إنه يعمل على خلق الإرهاب العالمي والإقليمي، ونشر معاداة السامية وكراهية إسرائيل، وقبل كل شيء – تطوير أسلحة نووية – من أجل تحقيق طموحه في تدمير إسرائيل“.

ودعا إلى الوحدة الوطنية على الصعيد المحلي.

رئيس الوزراء: إيران كانت تخطط لتزويد وكلائها بقنابل نووية

وقال نتنياهو السبت في بيان باللغة الإنجليزية عبر الفيديو إن طهران لا تريد فقط صنع قنبلة نووية لنفسها، بل ”تخطط لتزويد وكلائها الإرهابيين بالأسلحة النووية التي ستطورها“.

وأضاف ”هذا إرهاب نووي متطرف. وهذا من شأنه أن يهدد العالم بأسره“.

لكن بسبب الهجمات الإسرائيلية، قال نتنياهو: ”كبار القادة الإيرانيين بدأوا بالفعل في حزم أمتعتهم. إنهم يشعرون بما هو قادم“.

وأضاف أن العملية تحظى بـ”الدعم الواضح“ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مهنئا الرئيس الأمريكي بمناسبة عيد ميلاده والجيش الأمريكي بمناسبة ذكرى تأسيسه.

وقال ترامب يوم السبت إن وقف البرنامج النووي الإيراني هو شرط أساسي للسلام ومصلحة حيوية للولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي لمجلة ”ذي أتلانتيك“: ”بالنسبة لأولئك الذين يقولون إنهم يريدون السلام – لا يمكن أن يكون هناك سلام إذا كان لإيران سلاح نووي“، مضيفا ”سواء كان الأمر يتعلق بإسرائيل أم لا – لا يمكن أن تمتلك إيران قنبلة نووية“، لكنه قال إن إيران ”لا تزال تريد التوصل إلى اتفاق“ بشأن برنامجها النووي على الرغم من الهجمات الإسرائيلية.

وقد نفت إيران، التي أقسم قادتها على تدمير إسرائيل، سعيها للحصول على أسلحة نووية. ومع ذلك، فقد جمعت الجمهورية الإسلامية يورانيوم مخصب بنسبة 60٪، وهو ما يزيد بكثير عن الكمية اللازمة للاستخدام المدني، ويبعد خطوة قصيرة عن درجة التسلح.

وقال الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد يوم السبت على القناة 12 إن ترامب أبلغ نتنياهو مؤخرا أن الولايات المتحدة ستنظر في ضرب منشأة فوردو النووية الإيرانية تحت الأرض إذا أصبح ذلك ضروريا لمنع طهران من حيازة سلاح نووي.

وأضاف رافيد أن هذه القضية ستكون حاسمة في الأيام والأسابيع المقبلة، مؤكدا أن إيران ستتمكن من نقل بقية برنامجها النووي إلى المنشأة إذا نجت فوردو من الضربات الجوية الإسرائيلية، وبالتالي ستصبح البنية التحتية النووية الإيرانية سليمة، وستتسارع خطواتها نحو حيازة سلاح نووي.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقف ويحيي الحضور في استعراض الجيش بمناسبة الذكرى الـ 250 لتأسيسه من حديقة ذي إليبس في واشنطن العاصمة في 14 يونيو 2025. (Mandel NGAN / AFP)

تغيير النظام ”على الطاولة“ إذا استمرت إيران في ضرب المدنيين

في حين أن القدس أدانت مرارا وتكرارا الجمهورية الإسلامية، إلا أن القادة لم يصلوا إلى حد إعلان نيتهم الإطاحة بالنظام – لكن بعض المسؤولين صرحوا لوسائل الإعلام أن هذا قد يتغير بناء على تصرفات طهران.

وقال مسؤول إسرائيلي للقناة 12 يوم السبت: ”لا توجد سياسة معلنة للإطاحة بالنظام. لكن إذا استمرت إيران في إيذاء السكان المدنيين وتجاوزت الخطوط الحمراء، فستكون جميع الخيارات مطروحة على الطاولة“.

كما نشر نائب الوزير ألموغ كوهين، وهو شخصية ثانوية لا تنتمي إلى كبار المسؤولين الذين يقودون الحرب، على منصة X دعوة للإيرانيين للانتفاض ضد النظام.

البرنامج النووي تعرض لـ”ضربات قوية“ بالفعل

صرح نتنياهو يوم السبت أن إسرائيل ألحقت حتى الآن “أضرارا جسيمة” بالمنشآت النووية الإيرانية، حيث أدت الضربات التي استهدفت مواقع فعلية وعلماء كبار إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات.

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي كبير هذا التقييم، قائلا: “لقد تضرر المشروع النووي الإيراني بشدة في مجالين رئيسيين: تضرر إنتاج نواة السلاح النووي من خلال الضربات التي استهدفت مواقع تخصيب وتحويل اليورانيوم في نطنز وأصفهان، وتضرر فريق التسليح التابع للنظام من خلال تصفية تسعة علماء نوويين”، والذين، على حد قوله، “شاركوا جميعا، على مر السنين، في تطوير جهاز التفجير النووي”.

السيارات تتكدس على الطريق السريع بسبب حريق شب في مستودعات النفط في شهران، شمال غرب طهران، في 15 يونيو 2025. (ATTA KENARE / AFP)

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم السبت إن أربعة مبان مهمة في موقع أصفهان تضررت في هجوم وقع في اليوم السابق، بما في ذلك منشأة لتحويل اليورانيوم ومصنع لتصنيع ألواح الوقود. وأضافت أنه – كما هو الحال في منشأة نطنز – ”لا يتوقع حدوث زيادة في الإشعاع خارج الموقع“.

وقال رئيس الوكالة رافائيل غروسي أمام مجلس الأمن الدولي في وقت سابق إن الجزء الموجود فوق الأرض من منشأة نطنز دُمر. وأضاف أنه لا يبدو أن المنشأة الرئيسية للطرد المركزي تحت الأرض تعرضت لأضرار، لكن انقطاع التيار الكهربائي قد يكون أدى إلى تلف البنية التحتية هناك.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته وفقا للإجراءات الرسمية، إنه وفقا للتقييم الأولي للجيش ”سيستغرق الأمر أكثر من بضعة أسابيع“ لإصلاح الأضرار التي لحقت بموقعي نطنز وأصفهان النوويين. وأضاف المسؤول إن الجيش لديه ”معلومات استخباراتية محددة تفيد بأن الإنتاج في أصفهان كان لأغراض عسكرية“.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لم يلاحظ أي أضرار في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم أو مفاعل خنداب للماء الثقيل قيد الإنشاء.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف يوم السبت منشأة أسلحة تحت الأرض في غرب إيران، قال إنها كانت تستخدم لتخزين عشرات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وكذلك لإطلاقها.

ونشر الجيش لقطات لطيارين من سلاح الجو يضربون منصات إطلاق صواريخ في ذلك الموقع وفي أماكن أخرى، وكذلك لقطات لضربات على قوات إيرانية أطلقت صواريخ. وقال الجيش إن عشرات منصات إطلاق الصواريخ الباليستية دُمرت حتى الآن في الضربات الإسرائيلية.

مقتل 20 من كبار القادة الإيرانيين منذ يوم الجمعة

أكد الجيش الإسرائيلي بعد ظهر السبت أن قائد قوة الصواريخ الباليستية في الحرس الثوري الإيراني، محمد باقري، قُتل، وكذلك رئيس المخابرات العسكرية الإيرانية، غلام رضا محرابي، في الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

كما أكد الإعلام الإيراني الرسمي وفاة علي شمخاني، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، متأثرا بجراحه التي أصيب بها في الموجة الأولى من الغارات الجوية الإسرائيلية في وقت مبكر من يوم الجمعة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ما مجموعه 20 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين قُتلوا منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها.

سلسلة القيادة الأمنية للنظام الإيراني التي تم القضاء عليها بضربات إسرائيلية، 14 يونيو 2025. (Israel Defense Forces)

كما أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية يوم السبت عن مقتل اثنين من أفراد الحرس الثوري الإيراني في غارة على قاعدة الباسيج العسكرية في زرندية وسط إيران.

كما قُتل قائد شرطة وضابط آخر في غارة بطائرة مسيرة على بعد حوالي 300 كيلومتر غرب طهران، حسبما أفادت وكالة الأنباء “إيسنا”، التي حددت هويتهما على أنهما قائد الشرطة الرائد حبيب الله أكبريان والملازم الثاني أمير حسين سيفي.

ساهم سام سوكول ونافا فرايبرغ وليون كرايم في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن