هرج ومرج في الكنيست بعد أن وصفت حنين زعبي جنود إسرائيليين شاركوا في اقتحام مافي مرمرة ب’القتلة’
بعض أعضاء الكنيست اعترضوا غاضبين على تصريحات النائبة؛ عضو كنيست عن ’المعسكر الصهيوني’ دعا إلى إبعادها
أثارت عضو الكنيست حنين زعبي الأربعاء عاصفة سياسية بعد وصفها للجنود الإسرائيليين الذي شاركوا في إقتحام أسطول السفن الذي كان متجها إلى غزة في عام 2010 بـ”القتلة”، وطالبتهم بتقديم الإعتذار.
ولاقت النائبة في الكنيست عن “القائمة المشتركة”، التي كانت من بين المشاركين في الأسطول الذي حاول كسر الحصار الإسرائيلي على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس، صراخ واعتراضات ومقاطعة لخطابها من قبل أعضاء كنيست حاولوا إنزالها عن منصة الكنيست.
وقُتل 9 مواطنين أتراك، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، في الإشتباكات التي اندلعت عندما قامت قوات كوماندوز تابعة للجيش الإسرائيلي بإقتحام سفينة “مافي مرمرة”، السفينة الأخيرة في الأسطول. وتوفي مواطن تركي عاشر متأثرا بجراحه بعد سنوات من الحادثة. خلال الإشتباكات أصيب أيضا عدد من الجنود الإسرائيليين. زعبي تواجدت على متن السفينة التي رفعت العلم التركي في ذلك الوقت.
وقالت زعبي: “أطالب بتقديم إعتذار لجميع النشطاء السياسيين على متن ’مرمرة’ وتقديم اعتذار لعضو الكنيست حنين زعبي، على التحريض ضدها على مدى ستة أعوام وملاحقتها. ينبغي عليكم جميعا تقديم الإعتذار، جميع أعضاء الكنيست هنا”، وأضافت: “أولئك الذين قتلوا عليهم تقديم الإعتذار، أنتم عليكم تقديم الإعتذار”.
وجاءت تصريحات زعبي بعد يوم واحد من توقيع إسرائيل على اتفاق مع تركيا لتجديد العلاقات بين البلدين، بعد سنوات من العلاقات الفاترة التي تفاقمت بعد إقتحام “مافي مرمرة”. وينص الإتفاق على أن تدفع إسرائيل تعويضات بقيمة 20 مليون دولار على إقتحام “مرمرة”، وهي نقطة عارضها بعض السياسيين الإسرائيليين.
وقوبلت زعبي بصراخ من قبل عدد من أعضاء الكنيست، من بينهم النائب ميكي ليفي (يش عتيد)، الذي اتجه إلى المنصة غاضبا وحاول إنزالها بالقوة.
عضو الكنيست أورن حازن صرخ بإتجاهها “أصدقاؤك قتلة، أنت شريكة للإرهاب. لقد تخطيت الحدود. لا تستخدمي المنصة للتحدث ضد جنود الجيش الإسرائيلي”.
فردت عليه زعبي: “أنت قتلت! اصمت!”.
النائب عليزا لافي دعت زعبي إلى التوقف، فردت عليها الأخيرة “تعالي وأوقفيني”.
عضو الكنيست حمد عمار (إسرائيل بيتنا)، الذي ترأس الجلسة، قال بأن زعبي “كذبت علي”. زعبي طلبت الإذن بالكلام لأنها أرادت “الإعتذار”، كما قال عمار وأضاف: “لقد كذبت”.
في النهاية تم إخراج زعبي من قاعة الكنيست برفقة حراس الأمن، إلى جانب ليفي وعضو الكنيست ميكي روزنتال (المعسكر الصهيوني)، ورئيسة حزب “ميرتس” زهافا غلئون.
ولكن حتى بعد خروجها من القاعة لم تتوقف ردود فعل أعضاء الكنيست على أقوالها.
زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ كتب على “تويتر” أن “الجنود الإسرائيليين هم أبناؤنا جميعا، وصفهم بالقتلة هو عمل بغيض”. وأضاف: “سبب آخر لماذا كان علينا عدم الموافقة على تعويض أولئك الذين هاجموا الجنود”.
زميله في (المعسكر الصهيوني) نحمان شاي دعا لجنة الأخلاقيات في الكنيست إلى إبعاد زعبي.
عضو الكنيست عن (الليكود) ورئيس الإئتلاف الحكومي دافيد بيتان قال بأنه سيطرح قانونا لإبعاد زعبي عن الكنيست.
وقال لإذاعة الجيش: “إنها تختلق الإستفزازات بانتظام، ولا يمكننا الإستمرار مع هذه الطقوس”، وأضاف: “عليها أن تكون شهيدة، ولكن ليس في الكنيست. هي لا تعنينا، نحن معنيين بألا تكون في الكنيست وتقوم بإختلاق الإستفزازات”.
ورفضت زعبي الإعتذار على أقوالها.