ضباط يتهمون المفوض العام للشرطة باستخدام القوة لإثارة انطباع بن غفير – تقرير
الشرطة تقول إنها استخدمت العنف بعد أن تعرضت لهجوم من قبل المتظاهرين، لكن ضباط كبار يقولون إن سلوك المحتجين لا يبرر استخدام القوة المفرطة والقنابل الصوتية
أفاد تقرير أن ضباطا كبارا وجهوا انتقادات للمفوض العام للشرطة كوبي شبتاي الأربعاء، متهمين إياه باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة من أجل كسب ود وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
يوم الأربعاء اشتبكت الشرطة بشكل متكرر مع المتظاهرين، مستخدمة القنابل الصوتية، وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين أغلقوا الطرق في الوقت الذي عبّر فيه الآلاف عن إحباطهم من خطط الحكومة لكبح القضاء.
شكلت هذه الاشتباكات، التي احتاج في أعقابها العديد من الأشخاص إلى تلقي العلاج في المستشفيات، تحولا عنيفا في تعامل الشرطة مع المتظاهرين، حيث أنها حاولت حتى الآن الحفاظ إلى حد كبير على علاقات سلمية مع المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين ينظمون مظاهرات أسبوعية في تل أبيب وأماكن أخرى.
وقال مسؤول كبير في الشرطة، بحسب صحيفة “هآرتس”: “يبدو أن الوزير مارس ضغوطا على المفوض العام للشرطة – بالإمكان رؤية النتائج في الشوارع”.
وكان بن غفير، الذي يُعتبر الوزير الأكثر تطرفا في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد قاد ضغوطا علنية على الشرطة لحضها على استخدام قوة أكبر ضد المظاهرات المناهضة للحكومة والتعامل بمرونة أكبر مع المتدينين المتشددين ومتظاهرين آخرين. منصبه الوزاري يمنحه الإشراف على الشرطة، وهو يسعى إلى توسيع صلاحياته لكي تكون له سلطة أكبر على عمليات الشرطة.
ولقد سعى شبتاي، الذي أفادت تقارير أنه اتهم بن غفير بإثارة أعمال الشغب في عام 2021، إلى الحفاظ على علاقات عمل جيدة مع الوزير بينما كان يرفض مطالبه حتى الآن كما يبدو.
يوم الأربعاء، دافع شبتاي عن سلوك الشرطة، وقال إن عددا من الشرطيين أصيبوا خلال المواجهات مع المتظاهرين، وأضاف أن الشرطة ملتزمة بالسماح بالمظاهرات وبحرية التعبير طالما امتنع المتظاهرون عن الإخلال بالنظام.
وقال إن “العنف ضد أفراد الشرطة، مثل إلقاء الحجارة وأجسام أخرى على الشرطيين، هو بالنسبة لي تجاوز للخطو الحمراء، وهو أمر لن نسمح به”.
لكن المتظاهرين يؤكدون على أنهم حافظوا على سلمية المظاهرات وأنه تم التعامل معهم بخشونة دون استفزاز، وهو ادعاء يدعمه بعض كبار الضباط.
وقال أحد الضباط لصحيفة هآرتس: “يمكن استخدام القنابل الصوتية فقط في الحالات القصوى للعنف الشديد من قبل المتظاهرين ضد الشرطة. لم يكن هناك أي من ذلك في احتجاج اليوم. القنابل الصوتية خطيرة للغاية، ولا يمكن استخدامها ضد متظاهرين في وسط تل أبيب الذين لا يفعلون شيئا أكثر من إغلاق طرق أو اختراق حواجز”.
وفقا لضابط نقلت صحيفة هآرتس حديثه، فإن سبب تغيير الشرطة لأساليبها هو غياب قائد شرطة تل أبيب عامي إيشد ، الذي يتواجد في عطلة، لكنه أشرف على استجابة الشرطة للاحتجاجات خلال الشهر الماضي.
وقال الضابط “ما كان هذا ليحدث أبدا مع إيشد”.
ولقد وصل 11 شخصا على الأقل أصيبوا في المواجهات مع الشرطة في تل أبيب إلى المستشفيات لتلقي العلاج من كدمات وجروح وحروق مختلفة. وورد أن رجلا فقد أذنه بعد إصابته على ما يبدو بقنبلة صوتية.
وتم اعتقال 50 شخصا على الأقل في المظاهرات التي عمت البلاد، والتي شهدت إغلاق طرق، وتعطيل حركة القطارات، وشارك فيها الآلاف. في أحد مقاطع الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع على الإنترنت شوهد شرطي حرس حدود وهو يقوم بالسيطرة على رجل من خلال الجثو بركبته على رقبة المتظاهر.
وأظهرت لقطات من تقاطع هشالوم في تل أبيب الشرطة وهي تقوم باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والخيول، في حين ردد المتظاهرون هتافات “عار”.
بعد وقت قصير، بدأت الشرطة باستخدام خراطيم المياه في محاولة لتفريق الحشود.
وتم تصوير أحد الضباط وهو يأمر عناصر الشرطة التي كانت تحت قيادته باستخدام القوة – وقال للعناصر “أرسلوهم إلى الجحيم” وشوهد وهو يلقي بنفسه قنبلة صوتية – وادعى أن المتظاهرين “كادوا أن يقتلوا عناصري”.
מאיר סוויסה זורק רימון הלם לתוך הקהל ישר
תפיצווו pic.twitter.com/tXM59QMfiF— Iris Boker???? (@BokerIris) March 1, 2023
ونقلت القناة 12 عن الضابط مئير سويسا قوله “أشعر بخيبة أمل كبيرة من المحتجين”.
وأضاف “كنت معهم لثمانية أسابيع، جنبا إلى جنب، ولكن اليوم كادوا أن يقتلوا عناصري. جاءوا مع سكاكين، وقطعوا الأربطة البلاستيكية، واخترقوا الحواجز، وألقوا قضبان حديدية على الشرطيين”.
وقال سويسا إنه يحظى بدعم كامل من قادته في الشرطة.
بينما واجهت الشرطة المتظاهرين بقوة، كان بن غفير حاضرا في مركز القيادة التابع للشرطة، حيث أجرى تقييما للوضع مع كبار الضباط.
ودعم بن غفير جهود الشرطة، قائلا لمسؤولي إنفاذ القانون إنه يجب “عدم التسامح مطلقا مع الأناركيين”.
ووجه الوزير تصريحاته إلى المتظاهرين “الذين يهاجمون رجال الشرطة ويخترقون حواجز الشرطة ويتسببون بالفوضى”.
قبل المظاهرات، دعا زعيم المعارضة يائير لبيد الشرطة إلى السماح للمتظاهرين بالتجمع السلمي، وحث قائد الشرطة على “تجاهل المحاولات السياسية الخطيرة وغير المسؤولة للوزير بن غفير لتسخين الأمور أكثر”.
وأصدر نتنياهو في وقت سابق اليوم بيانا يدين “فوضى” المتظاهرين ويؤيد دعوة بن غفير لعدم التسامح مطلقا مع المتظاهرين الذين يغلقون الطرق.
وقال: “لن نقبل العنف ضد أفراد الشرطة، وقطع الطرق، والانتهاك الصارخ للقوانين. إن الحق في الاحتجاج ليس حقا لإحداث فوضى”.
وقدم نتنياهو “الدعم الكامل لوزير الأمن القومي بن غفير ولقائد شرطة إسرائيل وعناصر الشرطة الذين يعملون ضد من يخالف القانون ويعطلون حياة المواطنين الإسرائيليين”.
وقال متحدث باسم الشرطة لصحيفة هآرتس إن قرار استخدام القوة جاء ردا على عنف المتظاهرين.
وقال المتحدث “شهدنا اليوم تصعيدا في عنف المتظاهرين تجاه الشرطة أثناء محاولتهم اختراق الحواجز باتجاه [الطريق السريع] أيالون. لذلك أصدر المفوض العام أمرا بإرسال خيالة الشرطة واستخدام الوسائل لدفع المتظاهرين إلى الخلف نحو شارع كابلان. نحن نسمح بالاحتجاجات ولكن ليس بالعنف”.