ضابط استخبارات عسكرية كبير: العنف في الضفة الغربية سيزداد سوءا
البريغادير جنرال عميت ساعر يقول إن الأسس التي تسمح لإسرائيل بإدارة الصراع "متعثرة" وسط غضب الشباب الفلسطيني المتزايد؛ ويرى أن النظام الإيراني سوف يصمد في وجه الاحتجاجات
قال مسؤول كبير في المخابرات العسكرية الإسرائيلية يوم الإثنين إنه يعتقد أن الوضع المتصاعد في الضفة الغربية سيزداد سوءا في العام المقبل، وأن إسرائيل لا تواجه مجرد “موجة من الإرهاب”، كما وصفها العديد من المسؤولين.
ورأى رئيس قسم أبحاث المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، البريغادير جنرال عميت ساعر أن العنف المتصاعد في الضفة الغربية سيكون ثاني أكثر قضية تحدي تواجه إسرائيل في عام 2023، بعد إيران.
متحدثا في مؤتمر استضافته “غازيت”، وهي مؤسسة بحثية عسكرية، قال ساعر: “يمكن للناس أن يقولوا إن شيئا لم يتغير… الرعب موسمي، كل بضع سنوات لدينا موجة وبعد ذلك تهدأ وتعود. هناك أشخاص في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن هذا هو الحال، لكني أعتقد خلاف ذلك”.
“أعتقد أننا بحاجة إلى فحص ما شهدناه في الأشهر الأخيرة – ليس من خلال منظور عدد الهجمات، ولكن من خلال الأسباب… اننا نرى أن الأسس التي سمحت لنا بادارة الصراع بدأت تتعثر. نحن بعيدون كل البعد عن القدرة على حل النزاع، لكن كانت هناك أسس تسمح لنا بإدارة الصراع بتكلفة منخفضة نسبيا لسنوات”.
مضيفا: “هذه الأسس في العام الأخير، ومع التوجه نحو عام 2023، ستصبح غير مستقرة”.
ورأى ساعر إن السلطة الفلسطينية فقدت شرعيتها في صفوف الشباب الفلسطيني، وهناك سهولة في الوصول إلى الأسلحة النارية في الضفة الغربية، مما يتيح هجمات إطلاق نار متكررة. وسجل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 281 هجوما ومحاولة هجوم إطلاق نار في الضفة الغربية هذا العام، مقارنة بـ 91 في العام الماضي.
وقال: “أرى الشباب الذين يستيقظون في الساعة الرابعة فجرا لمجرد إلقاء الحجارة على مدرعات جيش الدفاع التي تدخل القرية. من المقلق التفكير في مقدار الغضب المطلوب لهذا”.
“إنهم يهاجمون كل شيء – السلطة الفلسطينية وحماس والجماعات المنظمة [الأخرى]. هم غاضبون ومعرضون للسلاح وللتحريض. يريدون صنع قصتهم الخاصة بهم ووضعها على التيك توك”.
“الأمر أكثر تعقيدا للتعامل معه”، على حد تعبيره.
تعرضت القوات الإسرائيلية مرارا لإطلاق نار خلال عمليات اعتقال في الضفة الغربية خلال العام المنصرم، معظمها في مدينتي نابلس وجنين، ولكن أيضا في مناطق أخرى.
وفقا للجيش، تم اعتقال على أكثر من 2500 فلسطيني في الضفة الغربية منذ أواخر مارس، في أعقاب سلسلة من الهجمات ضد الإسرائيليين، التي خلفت 31 قتيلا في اسرائيل والضفة الغربية منذ بداية العام بينهم عدة جنود.
وقالت السلطة الفلسطينية إن نحو 150 فلسطينيا قُتلوا خلال العمليات بنيران إسرائيلية. ويقول الجيش الإسرائيلي إن العديد منهم قُتلوا أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية خلال العمليات الليلية شبه اليومية.
الإحتجاجات تحد حقيقي لإيران، لكن النظام سينجو
بشكل منفصل، قال ساعر خلال المؤتمر إنه يرى أن النظام الإيراني سينجح في الصمود أمام الاحتجاجات المستمرة التي اجتاحت البلاد.
وأقر ساعر بأن الاحتجاجات التي اندلعت بوفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل شرطة الآداب في طهران في سبتمبر الماضي، تختلف عن الاحتجاجات السابقة ضد النظام.
وأن الاحتجاجات استمرت لفترة أطول من المتوقع – منذ ما يقارب من ثلاثة أشهر – وكانت عنيفة بشكل استثنائي.
وأضاف: “كانت احتجاجات 2009 بسبب السياسة، واحتجاجات 2019 كانت بسبب الاقتصاد، لكن في عام 2022 كانت بسبب جوهر النظام. لا يهتف المتظاهرون ’غيروا قانون الحجاب’، بل يهتفون ’يسقط النظام’”.
ومع ذلك، قال ساعر: “من المرجح أن يتمكن النظام الإيراني القمعي من النجاة من هذه الاحتجاجات. لقد بنى أدوات قوية للغاية للتعامل مع مثل هذه الاحتجاجات”.
وأضاف: “لكنني أعتقد أنه حتى لو تضاءلت هذه الاحتجاجات، فإن أسبابها ستبقى وسيواجه النظام الإيراني مشكلة لسنوات قادمة”.
وقالت منظمة “حقوق الإنسان الإيرانية” ومقرها أوسلو يوم الثلاثاء إن 448 شخصا على الأقل قُتلوا على أيدي قوات الأمن الإيرانية في الاحتجاجات الجارية في جميع أنحاء البلاد.
وقُتل ما لا يقل عن 36 من قوات الأمن، وفقا لمنظمة “نشطاء حقوق الإنسان في إيران”، وهي مجموعة تراقب الاضطرابات المستمرة منذ شهور.