صواريخ حزب الله تقصف مساحات واسعة من إسرائيل والجيش يتعهد بالقضاء على وحدة المسيّرات التابعة للحزب
انطلقت صفارات الإنذار في وسط وشمال إسرائيل بعد سقوط قذائف على كرميئيل؛ إسرائيل تقول إنها قتلت قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في الحزب، وتتعهد "برد قوي" على هجوم المسيّرة القاتل
واصلت صواريخ حزب الله ضرب إسرائيل طوال يوم الاثنين، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار حتى في منطقة نيس تسيونا جنوب تل أبيب، بينما واصلت إسرائيل الضربات في لبنان، بعد أن أدت غارة طائرة مسيّرة في اليوم السابق إلى مقتل أربعة جنود لإسرائيليين.
استهدفت عشرات الصواريخ إسرائيل على مدار اليوم، فيما استمرت المعارك العنيفة في جنوب لبنان بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربة نادرة في شمال لبنان، وحدد الجيش الإسرائيلي هدفا بالقضاء تماما على هجمات المسيّرات التي يشنها الحزب.
وأُطلق نحو عشرة صواريخ على منطقة حيفا في ساعات الصباح، وقال الجيش الإسرائيلي أنه اعترض معظمها وبعضها سقط في مناطق مفتوحة. وبعد فترة وجيزة، أدت مجموعة من الصواريخ إلى انطلاق صفارات الإنذار في نتانيا وباقة الغربية وعشرات من البلدات المحيطة. وقال الجيش إنه اعترض جميع الصواريخ التي أطلقت من لبنان، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وفي ساعات بعد الظهر، أطلقت مجموعة من 15 صاروخا باتجاه كرميئيل في الجليل. وقال الجيش أنه اعترض معظم الصواريخ، على الرغم من الإبلاغ عن سقوط عدد منها، بما في ذلك صاروخ أصاب مركبة متوقفة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها. ولم تقع إصابات في الهجوم، وفقاً لنجمة داوود الحمراء.
وفي وقت مبكر من المساء، أدت ثلاثة صواريخ أطلقت من لبنان إلى إطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، من برديس حنا في الشمال وصولا إلى ريشون لتسيون، بما في ذلك نتانيا وتل أبيب وحولون وعشرات البلدات المحيطة. وقال الجيش الإسرائيلي أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات وتم اعتراض الصواريخ الثلاثة، مضيفا أنه ضرب منصات الإطلاق في لبنان ردا على ذلك.
وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الاثنين أنه اغتال محمد كامل نعيم قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في قوة الرضوان النخبة التابعة لحزب الله، في غارة جوية على النبطية في جنوب لبنان.
כלי טיס של חיל האוויר תקף במרחב נבטיה שבלבנון, וחיסל את המחבל מחמד כאמל נעים, מפקד מערך טילי הנ"ט ביחידת רדואן של ארגון הטרור חיזבאללה >> pic.twitter.com/ikeTmhjwxG
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) October 14, 2024
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأمريكي لويد أوستن خلال مكالمة هاتفية مساء الأحد، بعد هجوم طائرة مسيّرة شنه حزب الله على قاعدة تدريب للواء غولاني بالقرب من بنيامينا، إنه سيكون هناك “رد شديد” على هجوم الحركة اللبنانية.
وفي أعقاب هذا الهجوم، حدد الجيش الإسرائيلي هدفًا يتمثل في القضاء تماما على الوحدة 127 التابعة لحزب الله، المسؤولة عن إنتاج الطائرات المسيّرة وصيانتها وتشغيلها. وستحظى الجهود الرامية إلى قتل جميع اعضاء الوحدة الآن بالأولوية من حيث جمع المعلومات الاستخبارية والضربات الجوية.
وكانت المسيّرة التي تسببت بمقتل أربعة جنود وأصابت العشرات الليلة الماضية جزءا من هجوم جوي متعدد الأوجه. وكانت هناك صواريخ قصيرة المدى أطلقت على الشمال، وثلاثة صواريخ دقيقة أطلقت باتجاه حيفا، وثلاث طائرات مسيّرة. وأسقطت البحرية إحدى الطائرات المسيّرة، وأسقط نظام القبة الحديدية مسيّرة اخرى. وطاردت الطائرات النفاثة والمروحيات الإسرائيلية المسيّرة الثالثة، وأطلقت النار عليها مرتين، ولكن افترض أنها تحطمت بعد أن اختفت عن الرادار، وبالتالي لم تنطلق صفارات الإنذار قبل الهجوم.
وأسفرت غارة جوية إسرائيلية على بلدة في شمال لبنان يوم الاثنين عن مقتل 18 شخصا على الأقل، وفقا للصليب الأحمر اللبناني.
وأصابت الغارة مبنى سكنيا صغيرا في قرية أيطو، في شمال لبنان. ويتواجد حزب الله بشكل رئيسي في جنوب البلاد والضاحية الجنوبية لبيروت.
لكن التقارير أشارت إلى أن إسرائيل ربما استهدفت أحد كبار قادة حزب الله في القرية. ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على الغارة.

وقال الجيش بعد ظهر الاثنين إن القوات البرية وسلاح الجو قتلا خلال اليوم الماضي العشرات من عناصر حزب الله في اشتباك عنيف وفي غارات جوية. وضرب سلاح الجو الإسرائيلي 200 هدف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ ومواقع صواريخ مضادة للدبابات ومواقع عسكرية ومخابئ أسلحة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، قال الجيش إن قوات من لواء الاحتياط الثامن، الذي يعمل على الجانب الشرقي من جنوب لبنان، سيطرت على مجمع تحت الأرض تابع لقوة الرضوان النخبة التابعة لحزب الله. وقال الجيش إن المجمع، الذي يضم 800 متر من الأنفاق، يقع تحت قرية مدنية، ويضم غرفة نوم ومطبخا مجهزا بالكامل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن المجمع كان مصمما لاستعداد قوة الرضوان قبل التوجه إلى إسرائيل سيراً على الأقدام وعلى دراجات نارية. واستولت قوات الجيش الإسرائيلي على المجمع في أواخر الأسبوع الماضي وعثرت على صواريخ مضادة للطائرات وقذائف هاون وبنادق وذخائر أخرى.

وزعم حزب الله يوم الاثنين أن مقاتليه أطلقوا صواريخ على قاعدة بحرية بالقرب من حيفا وأنهم “انخرطوا في اشتباكات عنيفة” في قرية عيتا الشعب الحدودية اللبنانية، وقال إن ناقلة جنود إسرائيلية استُهدفت “بصاروخ موجه”.
وتصاعدت حدة العنف عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان بشكل حاد في منتصف سبتمبر بعد الانفجارات الواسعة النطاق لأجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله في عملية تُنسب على نطاق واسع إلى إسرائيل. كما تكثفت عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان، ووسع حزب الله نطاق صواريخه، واستهدف مدينة تل أبيب عدة مرات، وأطلق صواريخ على القدس، وأصاب ضواحيها. كما توسعت الغارات الجوية الإسرائيلية، وضرب سلاح الجو الإسرائيلي مرارا أهدافا في جنوب بيروت، معقل حزب الله.
وفي الثلاثين من سبتمبر، بدأت القوات الإسرائيلية ما وصفه الجيش الإسرائيلي بعملية برية محدودة في جنوب لبنان، قُتل خلالها 12 جندياً إسرائيليا. وحرص حزب الله على مدار العام الماضي على تحديث حصيلة القتلى في صفوفه، ولكنه لم يقم بتحديث الحصيلة منذ أكثر من شهر، حيث زعمت إسرائيل أنها قتلت العشرات من كبار قياداته، بما في ذلك أمين عام الحزب حسن نصر الله، فضلاً عن مئات المقاتلين.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير