صواريخ إيرانية تضرب مواقع في وسط إسرائيل في ساعات الصباح، وتسفر عن 5 إصابات
صاروخ يضرب هرتسليا ويصيب عدداً من الأشخاص بجروح طفيفة في موقف حافلات؛ الجيش الإسرائيلي يقول إنه أسقط 30 طائرة مسيّرة أطلقت على إسرائيل ليلاً؛ إيران تشير إلى رغبتها في إنهاء الأعمال العدائية دبلوماسياً
أطلقت إيران صباح الثلاثاء وابلاً من الصواريخ باتجاه إسرائيل، أصاب بعضها مناطق مركزية في البلاد، بما في ذلك مدينة هرتسليا، ما أسفر عن عدة إصابات طفيفة.
وبحسب تقديرات أولية للجيش الإسرائيلي، تم إطلاق نحو 20 صاروخاً باليستياً على إسرائيل في الهجوم الإيراني.
جاء ذلك في وقت بدا فيه أن إيران ترسل إشارات إلى رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار بالتفاوض، فيما كان من المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى في واشنطن بشأن الوضع.
أدى الهجوم الإيراني إلى انطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة من البلاد، من الشمال حتى مناطق النقب جنوباً. وانطلقت صفارات الإنذار في منطقة القدس، رغم عدم انطلاقها في العاصمة نفسها، حيث سُمعت أصوات اعتراضات دفاعية جوية.
وقالت الشرطة في وسط إسرائيل إن الجهات المختصة تتعامل مع ثلاثة مواقع سقوط صواريخ، وأبلغت عن وقوع أضرار مادية.
وقال رئيس منطقة اليركون تساحي شرعبي للصحفيين: “تركيزنا الآن ينصب على التأكد من عدم وجود مواقع أو حوادث أو إصابات لا نعلم بها بعد.”
وأفادت التقارير أن أحد الصواريخ أصاب مستودعاً قرب هرتسليا وأدى إلى اشتعال النيران فيه، بينما أصاب صاروخ آخر موقف سيارات حيث احترقت حافلة فارغة.
وذكرت “نجمة داود الحمراء” أن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة في الحادث. وسارع عناصر الإطفاء إلى المكان وعملوا على إخماد الحريق.
كما وردت تقارير متفرقة عن أضرار بسبب تساقط الشظايا.
بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إنه أسقط طائرة مسيّرة أطلقت على إسرائيل، ويبدو أنها من إيران. وأدى الهجوم إلى إطلاق صفارات الإنذار في رمات مغشيميم في مرتفعات الجولان.
كما قال إن سلاح الجو أسقط الليلة الماضية نحو 30 طائرة مسيّرة أطلقت نحو إسرائيل، جميعها على ما يبدو من إيران. وأشار الجيش إلى أن العديد من الطائرات المسيّرة تم اعتراضها خارج حدود إسرائيل، فيما تم إسقاط عدة طائرات أخرى فوق مرتفعات الجولان.
ونشر الجيش لقطات تظهر إحدى عمليات الاعتراض التي نفذتها مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
״נפלה, התפוצצה, המטרה הופלה״: במהלך הלילה – חיל האוויר יירט כ-30 כטב״מים ששוגרו לעבר מדינת ישראל pic.twitter.com/E2rr2bouA0
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) June 17, 2025
وجاءت الهجمات الصباحية بعد لإطلاق أقل من عشرة صواريخ باليستية من إيران على إسرائيل خلال الليل، وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي.
وجاءت الصواريخ ضمن ثلاث هجمات ليلية استهدفت وسط وشمال إسرائيل: مباشرة بعد منتصف الليل، ثم عند الساعة 3:30 فجراً و4:30 فجراً.
وقال الجيش إن دفاعاته الجوية تصدت للصواريخ. ولم ترد تقارير عن سقوط الصواريخ في مناطق حضرية أو وقوع إصابات.

وأرسلت قيادة الجبهة الداخلية التحذيرات المبكرة من هجمات إيران الصاروخية الليلة الماضية بمهلة أقصر بكثير مقارنة بالسابق.
ففي الهجمات التي وقعت بعد منتصف الليل، وفي الساعة 3:30 و4:30 فجراً، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية تنبيهاً لهواتف المدنيين قبل 2-3 دقائق فقط من انطلاق صفارات الإنذار. وعادةً ما يصدر الجيش التحذير المبكر قبل نحو 10 دقائق من انطلاق الصفارات عند رصد إطلاق الصواريخ.
بالإضافة إلى ذلك، لم تصدر قيادة الجبهة الداخلية تحذيراً مسبقاً يدعو المدنيين في المناطق المهددة للاستعداد للذهاب إلى الملاجئ في أي من الهجمات الليلية. وأوضحت قيادة الجبهة الداخلية أنها تهدف لإصدار هذا التحذير قبل 15-30 دقيقة من وقوع الهجوم.
ويُعتقد أن التحذيرات الأقصر وعدم إصدار تنبيهات تمهيدية مرتبطان بكون إيران أطلقت عدداً أقل بكثير من الصواريخ في الهجمات الليلية الأخيرة مقارنةً بالسابق، حيث أطلقت أقل من عشرة صواريخ في كل هجوم من الهجمات الثلاث. فعندما تضم الدفعات العشرات من الصواريخ، يصبح من الأسهل للجيش رصد الاستعدادات والإطلاق في وقت مبكر.
ولقي ثمانية أشخاص مصرعهم يوم الاثنين بعد سقوط الصواريخ في بيتاح تيكفا، حيفا وبني براك، كما لاقى تسعة أشخاص مصرعم في بات يام وأربعة في طمرة في اليوم السابق.
وبالانتقال إلى رد إسرائيل، نفذ سلاح الجو عدة موجات من الضربات في غرب إيران، دمر خلالها منصات صواريخ مضادة للطائرات ومنصات صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، بحسب الجيش الإسرائيلي. وفي وقت لاحق من صباح الثلاثاء، قال الجيش إنه قتل اللواء الإيراني البارز علي شادماني في غارة على طهران.
تقول إسرائيل إن هجومها الواسع على كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية ضروري لمنع خصمها التاريخي من الاقتراب أكثر من بناء سلاح نووي. وقالت في بداية الحملة يوم الجمعة الماضي إن الوضع أصبح تهديداً وجودياً فورياً للدولة اليهودية.
وقد ردت إيران بإطلاق أكثر من 370 صاروخاً ومئات الطائرات المسيّرة على إسرائيل. وقد قُتل 24 شخصاً في إسرائيل وأصيب أكثر من 500 حتى الآن.
في المقابل، أدت الضربات الإسرائيلية على إيران إلى مقتل ما لا يقل عن 224 شخصاً، بحسب مسؤولين إيرانيين.
إيران تشير إلى سعيها لحل دبلوماسي
جاءت هذه التطورات في الوقت الذي أشارت فيه إيران إلى استعدادها لإنهاء النزاع عبر الدبلوماسية، بينما دعا قادة العالم المجتمعون في قمة مجموعة السبع في كندا إلى خفض التصعيد في أسوأ تصعيد حتى الآن بين الخصمين الإقليميين، مؤكدين على ضرورة عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً، ومشددين على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وقال مصدران إيرانيان وثلاثة مصادر إقليمية لرويترز اليوم الاثنين إن طهران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عُمان الضغط على ترامب لاستخدام نفوذه في الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار مقابل أن تبدي إيران مرونة في المفاوضات النووية.

وبدا أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وجه الاثنين دعوة مبطنة للولايات المتحدة للتدخل والتفاوض لإنهاء الأعمال العدائية.
وقال وزير الخارجية عراقجي على تطبيق إكس “إذا كان الرئيس ترامب صادقا بشأن الدبلوماسية ومهتما بوقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية ستكون مهمة”. وتابع “يجب على إسرائيل أن توقف عدوانها، وفي غياب الوقف الكامل للعدوان العسكري ضدنا، فإن ردودنا سوف تستمر”.
وأضاف كبير الدبلوماسيين الإيرانيين: “مكالمة هاتفية واحدة من واشنطن كفيلة بإسكات شخص مثل نتنياهو. قد يمهد ذلك الطريق للعودة إلى الدبلوماسية”.
وكان عراقجي قد صرح الأحد بأن إيران ستوقف ضرباتها إذا فعلت إسرائيل الأمر ذاته.
لكن يعتقد أنه من المستبعد أن توقف إسرائيل حملتها الناجحة حتى الآن دون تنازلات إيرانية ملموسة تتعلق بتفكيك برنامجها النووي.
وذكر موقع أكسيوس الإخباري أن البيت الأبيض يناقش مع إيران إمكانية عقد اجتماع هذا الأسبوع بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وعراقجي. ولم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من تفاصيل تقرير أكسيوس.
وجاءت الرسائل إلى واشنطن بعد إلغاء الجولة المقبلة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامجها النووي خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد قصف إسرائيل المفاجئ.
وقد كرر ترامب مراراً أن الهجوم الإسرائيلي قد ينتهي سريعاً إذا وافقت إيران على مطالب الولايات المتحدة بقبول قيود صارمة على برنامجها النووي.

وعلى الرغم من نفيهم السعي لامتلاك أسلحة نووية، فقد قام قادة إيران، الذين يعلنون عداءهم لإسرائيل، بتخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 60% — وهي نسبة تتجاوز بكثير ما يلزم للاستخدام المدني وتفصلها خطوة تقنية قصيرة عن مستوى صنع الأسلحة.
وقبل مغادرته القمة في كندا مبكرا، انضم ترامب إلى القادة الآخرين في بيان مشترك أكدوا فيه أن إيران “يجب ألا تمتلك أبداً سلاحاً نووياً” ودعوا إلى “خفض التصعيد في الشرق الأوسط، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة”.
وأوضح البيت الأبيض أن مغادرة ترامب كانت “بسبب ما يحدث في الشرق الأوسط”، وأكد التقارير الإعلامية بأن الرئيس طلب من مجلس الأمن القومي أن يكون مستعداً في غرفة العمليات.
وفي غضون ذلك، ذكرت سي.بي.إس نيوز في وقت متأخر من يوم الاثنين أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيعود إلى واشنطن ويغادر قمة مجموعة السبع مبكرا برفقة ترامب.
وفي وقت لاحق، قال ترامب إن مغادرة القمة “لا علاقة له” بالعمل على التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وإيران، نافيا تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن الولايات المتحدة بادرت باقتراح لوقف إطلاق النار.
وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال في وقت متأخر أمس الاثنين “خطأ! ليس لديه أي فكرة عن سبب توجهي الآن إلى واشنطن، لكن الأمر بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق النار”. ولم يوضح الرئيس ما الذي يعمل عليه بالفعل، لكنه لمح إلى أن الأمر “أكبر من ذلك بكثير”.
وأضاف: “إيمانويل يخطئ الفهم دائما. أبقوا على السمع”.
وكان ماكرون قد قال لصحفيين “هناك بالفعل عرض للقاء والتواصل. تم تقديم عرض خصيصا للتوصل إلى وقف إطلاق نار ومن ثم بدء مناقشات أوسع نطاقا”. وأضاف “علينا أن نرى الآن ما إذا كانت الأطراف ستتفق”.