صفقة رهائن، عملية في رفح، اليوم التالي: لم يعد بإمكان نتنياهو تأجيل اتخاذ القرارات المطروحة أمامه
السنوار، مثل الجمهور الإسرائيلي، يدرك أن نتنياهو يناور حاليا بين صفقة وبقائه السياسي؛ رئيس الحكومة يجد نفسه في حقل ألغام سياسي ودبلوماسي - ومساحة المناورة في كلاهما آخذة بالتضاؤل
قوة الضعيف: ربما هذه هي الطريقة التي يمكن بها وصف الوضع الذي يعيشه يحيى السنوار حاليا. إن مقاطع الفيديو التي يقوم بنشرها في الأسبوع الأخير، والتي يظهر فيها مختفطون وهم يطالبون بالتوصل إلى صفقة، هي حرب نفسية متوقعة ومعروفة. ومع ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا الآن، ولماذا بهذا المعدل؟
يدرك السنوار، مثل الجمهور الإسرائيلي، أن رئيس الحكومة يناور حاليا بين الصفقة والحكومة. نتنياهو، على نحو ما، يجد نفسه في حقل ألغام سياسي ودبلوماسي – ومساحة المناورة التي يمكنه العمل من خلالها في كليهما آخذة بالتضاؤل.
اللغم رقم 1: صفقة رهائن
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
بقسوة كبيرة تتحدث حماس إلى الجمهور الإسرائيلي فوق رأس قيادتها. التركيز هو على رأس نتنياهو، لأن كل من حول نتنياهو يضغط عليه للتوصل إلى اتفاق الآن. كلهم، باستثناء جناح اليمين في الحكومة، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين بذلا حتى في نهاية الأسبوع عناء تذكير نتنياهو: إما صفقة أو حكومة.
يستخدم السنوار أداة يعرفها جيدا. وسلفه في قطاع غزة اسماعيل هنية فعل الشيء نفسه في صفقة شاليط. وحتى في ذلك الوقت، خلقت تسجيلات الفيديو الخاصة بشاليط ضغوطا شعبية من أجل إطلاق سراحه، على الرغم من تحفظ قطاعات كبيرة من السياسيين. يدين السنوار بحريته لهذه الوسيلة، التي بفضلها تم إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي في عام 2011.
في الوقت الحالي الكرة في ملعب حماس. سلمت إسرائيل شروطها للوسطاء، مع التزامها بمبدأ عدم إنهاء القتال. الطريقة للتغلب على ذلك من خلال مراحل – الأولى، التي يتم تعريفها على أنها انسانية، تشمل وقفا لإطلاق النار متفق عليه ومحدود.
في الجولة السابقة دار الحديث عن ستة أسابيع. في الوقت الحالي من غير الواضح ما إذا كانت هذه هي المدة هذه المرة أيضا، نظرا لحقيقة أن حماس تزعم أنه لن يكون بإمكانها إطلاق سراح 40 رهينة. إسرائيل تقترح يوم هدوء إضافي يتجاوز ما سيتم الاتفاق عليه مقابل كل رهينة إضافية يتم إطلاق سراحها.
اللغم رقم 2: العملية في رفح
تم رسم الخط الفاصل في الحكومة مرة أخرى بين سموتريتش وبن غفير وبين الوزراء الآخرين والمستوى الأمني. يضغط الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد من أجل التوصل إلى اتفاق حتى على حساب تأخير العملية في رفح.
في المناقشات الأخيرة، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي مجددا على أن الجيش يعرف كيفية التعامل بشكل عملياتي مع كل قرار يتخذه المستوى السياسي. في كابينت الحرب، الرسالة لرئيس الحكومة واضحة: صفقة الآن ويمكن لكل شيء آخر أن ينتظر إلى وقت لاحق. وبقدر ما هو معروف فإن رئيس حزب “شاس” آرييه دعي، الذي قد يكون الصوت الأكثر أهمية في الكابينت، يدعم هذا الموقف أيضا.
كما كثف الأمريكيون من ضغوطاتهم لمنع العملية في رفح. عاد الرئيس الأمريكي جو بايدن في هذا الشأن إلى توجيه رسائل عبر الصحفي الكبير في صحيفة “نيويورك تايمز” توم فريدمان. في مقال نُشر يوم السبت، كان تحذير بايدن واضحا جدا: رفح أو الرياض. بالنسبة للرئيس الأمريكي تبدو هذه الخطوة كرهان على الكل (All-In) في لعبة بوكر.
وبقدر ما هو معروف، ترى واشنطن سلسلة من النجاحات التي تعتمد على بعضها البعض: صفقة الرهائن التي ستؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة، والذي سيسمح بدوره لحزب الله بالتوقيع على إعادة الانتشار في جنوب لبنان (يزعم الأمريكيون مرارا أنه سيكون بإمكانهم تحقيق هذا الإنجاز مع توقف القتال الدائر في القطاع)، وأخيرا التطبيع مع الرياض.
ويستمد الأمريكيون تشجيعا كبيرا من إحباط الهجوم الإيراني على إسرائيل. أصداء انفجار الطائرات المسيّرة والصواريخ سُمعت واستقبلت بشكل جيد في الرياض، علاوة على ذلك، أدرك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن إيران غير مردوعة بالضرورة، وفي ظل هذا الوضع من الأفضل له الدخول في تحالفات واضحة.
اللغم رقم 3: اليوم التالي
رغم تراجع القتال ورغم حقيقة أن شمال القطاع أصبح أرضا مواتية للعمليات العسكرية والدبلوماسية الإسرائيلية، إلا أنه في كل مدوالات الكابينت الأخيرة لم يتم طرح قضية اليوم التالي. المؤسسة الأمنية تناقش المسألة طوال الوقت، وتحاول أن تفهم كيف من المفترض الاستمرار من هنا، لكن رئيس الوزراء لم يجر بعد أي نقاش بهذا الشأن.
وبعد أكثر من ستة أشهر، لم تحدد الحكومة الإسرائيلية بعد الهدف السياسي للحرب.
والغريب أننا هنا بالتحديد لا نرى ضغوطا أمريكية. إن بناء الرصيف البحري يسير على قدم وساق، ويعتمد الأميركيون على تعهد إسرائيلي بتأمين تفريغ الشحنات. من سيوزعها وكيف وأين؟ لا تزال هذه الأمور غير واضحة.
على هذا المعدل، تبدو الطريق إلى حكم عسكري مؤقت قصيرة. في حرب لبنان الأولى أيضا كانت الخطة في عام 1985 البقاء لفترة قصرة جنوب الليطاني لتعزيز قوات جيش لبنان الجنوبي. والجميع يعلم ما آلت إليه الأمور هناك في نهاية المطاف.