صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على آلاف المقاطع التي صورها جنود إسرائيليون والتي تظهر انتهاكات كما يبدو للقانون الدولي
الجيش الإسرائيلي يقول إنه تم إجراء محادثات تأديبية مع بعض الجنود المتورطين في حوادث "انحرفت عن قيم ومبادئ جيش الدفاع وتتعارض مع اللوائح" وفي حالة وجود سلوك إجرامي، يتم استدعاء الشرطة العسكرية
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تحقيقا متعمقا في مقاطع فيديو نشرها جنود احتياط إسرائيليون خلال 14 شهرا من الحرب والتي تظهر تصرفات وسلوكيات قد تكون تنتهك أوامر الجيش الإسرائيلي والقانون الدولي.
وذكر التقرير “لقد أظهرت مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية مرارا وتكرارا قوات [الجيش الإسرائيلي] وهي تهدم مبان بأكملها، بما في ذلك منازل ومدارس، فضلا عن نهبها وإحراقها”، وأضاف “صور أخرى تظهر جنودا إسرائيليين يقفون بجانب جثث ويدعون إلى إبادة وطرد الفلسطينيين”.
وقال الصحيفة إنها اطلعت على آلاف مقاطع الفيديو التي نشرها جنود إسرائيليون، وهي “مستودع ضخم يعطي رؤية نادرة ومقلقة حول كيفية تصرف بعض عناصر الجيش الإسرائيلي” طوال الحرب.
وأجرت الصحيفة أيضا مقابلات مع جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي قالوا إنهم شعروا أن هناك شعورا بالانتقام يحفز العديد من رفاقهم في غزة.
تسلط بعض مقاطع الفيديو الضوء على تدمير منازل المدنيين، وهو ما يمكن أن تبرره الضرورة العسكرية في مجموعة من السيناريوهات في القتال في المناطق الحضرية. وتظهر مقاطع فيديو أخرى جنود احتياط يصورون جثث فلسطينيين في لقطات تهدف إلى الفكاهة أو إظهار الرغبة في الانتقام.
ووصف المتخصص في الأخلاقيات، آسا كاشير، الظاهرة بأنها “ليست مجرد انهيار في الانضباط العسكري، بل أيضا انفصال عن فهم ما يلزم لتمثيل جيش الدفاع وإسرائيل”.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه تم إجراء محادثات تأديبية مع بعض الجنود المتورطين في حوادث “انحرفت عن قيم ومبادئ جيش الدفاع وتتعارض مع اللوائح”، وقال أيضا إنه في حالة وجود سلوك إجرامي، يتم استدعاء الشرطة العسكرية.
في شهر فبراير، بعث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي، رسالة إلى القوات، قال فيها إن الجيش “ليس في فورة قتل”، ولا يتصرف بدافع الانتقام، ولا ينفذ إبادة جماعية في قطاع غزة.
وقال هليفي: “نحن نتصرف كبشر، على عكس عدونا، ونحافظ على انسانيتنا. يجب أن نكون حريصين على عدم استخدام القوة حيث لا توجد حاجة إليها، والتمييز بين الإرهابي وغير الإرهابي، وعدم أخذ أي شيء ليس لنا – تذكارا أو أسلحة – وعدم تصوير مقاطع فيديو انتقامية”.
جاءت تعليقات رئيس الأركان بعد أسابيع من نشر صحيفة “نيويورك تايمز” مقالها الخاص بعنوان “ما تكشفه مقاطع فيديو الجنود الإسرائيليين: تشجيع الدمار والسخرية من سكان غزة”، والذي أظهر صورا ومقاطع فيديو لجنود إسرائيليين يدلون بتعليقات مهينة للفلسطينيين، ويخربون ممتلكات مدنية، ويبتسمون للكاميرا أثناء قيادة الجرافات واستخدام المتفجرات.