إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

صحيفة “بيلد” حرفت وثيقة مسربة لحماس لخدمة ”أهداف نتنياهو“ – تقرير

برنامج إخباري ألماني يعرض الوثيقة الكاملة التي سربها مساعدو رئيس الوزراء إلى صحيفة بيلد العام الماضي، ويقول إن الصحيفة استبعدت أجزاء تظهر أن حماس أرادت وقف إطلاق النار لمدة 84 يوما مقابل صفقة رهائن

حشد من الناس يستقبل عناصر من الجهاد الإسلامي وحماس عند وصولهم لتسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في 30 يناير 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)
حشد من الناس يستقبل عناصر من الجهاد الإسلامي وحماس عند وصولهم لتسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في 30 يناير 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

زعم برنامج إخباري ألماني يوم السبت أنه حصل على النسخة الكاملة من وثيقة سرية للغاية لحركة حماس نشرتها صحيفة “بيلد” اليمينية الألمانية في سبتمبر، مدعيا أن الصحيفة حرفت محتوى الوثيقة بشكل خطير لخدمة مصالح حكومة نتنياهو.

وقال برنامج ”بانوراما“ للقضايا الراهنة إن صحيفة “بيلد” قدمت الوثيقة كدليل على أن حماس ليست معنية بالتوصل إلى اتفاق جاد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع إسرائيل، في حين أن الوثيقة الكاملة تظهر أن الحركة كانت مستعدة للتحلي بالمرونة والسعي إلى هدنة لمدة 84 يوما مع مسار لإنهاء الحرب.

بحسب التقرير فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “جند بيلد لخدمة أهدافه” المتمثلة في إحباط محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وذكر التقرير أن الوثيقة السرية تم تسريبها لإيصال ثلاث رسائل رئيسية إلى الجمهور العالمي: ”حماس لا تنوي إنهاء الحرب، والمفاوضات مع الإرهابيين لا طائل منها، وعائلات الرهائن والمتظاهرون الذين يطالبون بصفقة فورية يخدمون مصالح حماس“.

إلا أن برنامج “بانوراما” قال إن المعلومات الواردة في التقرير الأصلي لصحيفة بيلد بشأن الوثيقة استبعد عبارات رئيسية أظهرت بوضوح أن حماس كانت تسعى إلى التوصل إلى صفقة وقت نشر التقرير.

لم يذكر تقرير بيلد هذه المعلومات، ووصف الحركة بأنها غير مبالية بسرعة انتهاء الحرب الدائرة.

تقرير صحيفة بيلد بتاريخ 6 سبتمبر 2024، يستشهد بوثيقة يُزعم أن القوات عثرت عليها على جهاز الكمبيوتر الخاص بزعيم حماس يحيى السنوار.

وذكرت صحيفة “بيلد” أن حماس أعطت الأولوية بدلا من ذلك للحفاظ على قدراتها العسكرية، و”استنزاف“ الأجهزة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وزيادة الضغط الدولي على الدولة اليهودية.

وأفادت “بيلد” أن الوثيقة عُثر عليها في جهاز كمبيوتر في غزة يعود إلى زعيم حماس يحيى السنوار. وتبين لاحقا أن الوثيقة كتبها مسؤولون من المستويات الدنيا في الحركة ولا تعكس بالضرورة موقف القيادة.

يُزعم أن الوثيقة تم استخراجها بشكل غير قانوني من قاعدة بيانات للاستخبارات العسكرية للجيش الإسرائيلي من قبل جندي احتياطي – ضابط صف – الذي أعطاها إلى إيلي فيلدشتاين، أحد مساعدي نتنياهو، الذي حرص على نقلها إلى صحيفة بيلد، على الرغم من علمه بأنها تم الحصول عليها بشكل غير قانوني وأن الرقابة العسكرية منعت نشر هذه المعلومات.

ومنذ ذلك الحين، تم توجيه الاتهام إلى فيلدشتاين وضابط الصف، الذي كشف لاحقا أنه يُدعى آري روزنفيلد، وهو جندي احتياطي في شعبة الاستخبارات العسكرية، بتهمة تسريب معلومات سرية بهدف المس بأمن الدولة.

وتدور القضية حول ما زعمته النيابة العامة من أن فيلدشتاين بذل جهودا للتأثير على الرأي العام بشأن مفاوضات إطلاق الرهائن في اتجاه موات أكثر لنتنياهو، بعد أيام من مقتل ستة رهائن على يد الحركة في أغسطس الماضي.

في المحكمة، جادل محامو فيلدشتاين بأن موكلهم كان يتصرف بناء على تعليمات نتنياهو، وأن رئيس الوزراء كان على علم تام بأن فيلدشتاين كان ينوي تسريب وثيقة سرية للغاية إلى الصحافة الأجنبية.

ونفى نتنياهو أي تورط أو معرفة بتسريب الوثيقة، ولا يعتبر مشتبها به في القضية.

إيلي فيلدشتاين (يسار) المتحدث السابق باسم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. (Kan screenshot, used in accordance with clause 27a of the copyright law)؛ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، القدس، 12 نوفمبر 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

منذ تسريب تلك الوثيقة إلى الصحافة الألمانية في الخريف الماضي، دخلت إسرائيل وحماس في هدنة في يناير، تم خلالها إطلاق سراح أكثر من 30 رهينة مقابل آلاف السجناء الأمنيين الفلسطينيين.

استمر وقف إطلاق النار أقل من شهرين، حيث استأنفت إسرائيل عملياتها القتالية في منتصف مارس وأوقفت جميع عمليات إيصال المساعدات إلى القطاع.

ومنذ ذلك الحين، صعد الجيش الإسرائيلي من هجومه، الذي تقول الحكومة إنه يهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية والحكمية لحركة حماس ودفعها إلى الموافقة على صفقة مواتية لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

وتحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 58 رهينة، من بينهم 57 من أصل 251 اختطفهم مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023. ومن ضمنهم جثث 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم البالغ بشأن سلامة ثلاثة آخرين.

مساعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمشتبه به في قضية “قط-غيت” يوناتان أوريخ يصل إلى المحكمة العليا لحضور جلسة الاستئناف ضد قرار تمديد حبسه، في القدس، 9 مايو 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

فيلدشتاين، إلى جانب يوناتان أوريخ، أحد كبار مساعدي نتنياهو، مشتبه فيه أيضا في قضية ”قطر-غيت“ المنفصلة، حيث يخضع الاثنان حاليا للإقامة الجبرية للاشتباه في تلقيهما أموالا من الحكومة القطرية لتصوير الدولة الخليجية بشكل إيجابي في إسرائيل.

وقد اتسعت القضية منذ ذلك الحين، ويحقق جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والشرطة الآن في علاقات تجارية بين اثنين من مسؤولي الأمن السابقين في الموساد وقطر.

اقرأ المزيد عن