صحيفة بريطانية تكشف هوية قائد الوحدة 8200 الإسرائيلية وتقول إنه كشف عن نفسه عن طريق الخطأ
تم اكتشاف "الثغرة الأمنية المحرجة" من خلال حساب غوغل مرتبط بكتاب للضابط من عام 2021 عن الذكاء الاصطناعي والحرب الذي يُقال إنه يشبه القتال الذي يخوضه الجيش الإسرائيلية في غزة
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية يوم الجمعة هوية قائد وحدة 8200 في شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية من خلال تتبع مسار رقمي مرتبط بكتاب يناقش الحرب والذكاء الاصطناعي نشره الضابط على موقع “أمازون”.
وذكرت “الغارديان” اسم الضابط الذي يرأس وحدة النخبة السرية، ولكن بعد الكشف عن هويته لم تقم وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر اسمه بسبب إرشادات الرقابة العسكرية.
الكتاب الذي كان في محور ما وصفته صحيفة الغارديان بأنه “ثغرة أمنية محرجة” هو The Human Machine Team (فريق الآلة البشرية) وصدر في عام 2020 وتم التعريف عن مؤلفه باستخدام الاسم المستعار المكون من الأحرف الأولى من اسمه (العميد ي.س)، “يعرض رؤية جذرية لكيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتغيير العلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات”.
وفقا للغارديان، فإن موضوعات الكتاب “تشبه إلى حد كبير” أنظمة تحديد الأهداف التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي يُزعم أن الجيش الإسرائيلي يستخدمها، وهو ادعاء ينفيه الجيش.
وقالت صحيفة الغارديان إن النسخة الإلكترونية من فريق الآلة البشرية “تضمنت عنوان بريد إلكتروني مجهول يمكن تتبعه بسهولة” للوصول إلى اسم القائد السري وحسابه على غوغل. وأفادت الصحيفة البريطانية بأن مصادر متعددة أكدت لها هوية ضابط المخابرات.
ورد الجيش الإسرائيلي على التقرير بالقول إن عنوان البريد الإلكتروني الذي تم اكتشافه ليس الحساب الشخصي للضابط، بل كان مخصصا للكتاب.
وقالت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردا على استفسار بشأن التقرير أنه “تم نشر الكتاب المعني قبل عدة سنوات والعنوان المذكور فيه لا يستخدمه الضابط شخصيا ولم يُستخدم في الماضي”.
وأضاف الجيش: “لكن الكشف عن التفاصيل الشخصية للضابط كانت خطأ، وسيتم التحقيق في القضية لمنع تكرار حالات مماثلة في المستقبل”.
وحدة 8200 هي وحدة جمع استخبارات الإشارات العسكرية الرئيسية، وهي وحدة تحظى بتقدير كبير ولها باب دوار مع صناعة التكنولوجيا المزدهرة في إسرائيل.
وسيزيد الكشف عن هوية قائدها من الاتهامات بالتعجرف والإضرار بسمعة 8200 مع ظهور تقارير تفيد بأن كبار ضباط الوحدة رفضوا إلى حد كبير التحذيرات التي سبقت هجوم حماس في 7 أكتوبر.
في الهجوم، اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، واختطفوا أكثر من 250 آخرين إلى غزة.
نقلا عن تقرير لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية حول الإخفاقات الاستخباراتية التي سبقت 7 أكتوبر، نقلت صحيفة “الغارديان” عن الضابط الذي كشفت عن هويته قوله إن الهجوم “سيطارده” حتى وفاته.
ونُقل عنه قوله: “أتحمل مسؤولية ما حدث بالمعنى العميق للكلمة. لقد هُزمنا. لقد هُزمت”.
بحسب الغارديان، اتهم منتقدون داخل مجتمع الاستخبارات القائد بالتسبب في الكارثة من خلال تفضيل التكنولوجيا “المسببة للإدمان والإثارة” على حساب أساليب الاستخبارات القديمة. ومع ذلك، قالت الصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي “يبدو أنه تبنى بالكامل” رؤية الضابط في حربه في غزة.
يوم الأربعاء، أعادت صحيفة الغارديان نشر تقرير من وسيلتي الإعلام الإسرائيليتين اليساريتين “972+” و “وسيحا مكوميت”، والذي بموجبه استخدم الجيش الإسرائيلي في غزة “قاعدة بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لم يتم الكشف عنها سابقا والتي حددت في مرحلة ما 37 ألف هدف محتمل بناء على روابط تبدو أنها موجودة مع حماس”.
واستند التقرير الأصلي، الذي أعده الصحفي والمخرج الإسرائيلي يوفال أفراهام، إلى مقابلات مع قادة استخبارات لم يذكر أسماءهم. وأصدر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق بيانا نفى فيه وجود مثل هذا النظام.
وقال الجيش الإسرائيلي “خلافا للادعاءات، لا يستخدم الجيش الإسرائيلي نظام ذكاء اصطناعي يحدد هوية النشطاء الإرهابيين أو يحاول التنبؤ بما إذا كان الشخص إرهابيا. إن أنظمة المعلومات هي مجرد أدوات للمحللين في عملية تحديد الهدف”.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 33 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل، ويشمل حوالي 13 ألف من مقاتلي حماس الذين تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة. كما تقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.