إسرائيل في حالة حرب - اليوم 344

بحث

صحفي يميني يسبب ضجة بإعلانه أنه سيتبرع بكليته ليهودي فقط

على الرغم من عدم امكانية فرض مثل هذه الشروط رسميًا، يمكن للأفراد تجاوز ذلك من خلال المنظمات التي تجمع المتبرع مع المتلقي الذي يطابق معاييرهم

الصحفي أرنون سيغال (Video screenshot; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
الصحفي أرنون سيغال (Video screenshot; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

تصريح أدلى به متبرع حي في عملية تبرع كلى شملت ثلاثة متلقين في 10 يوليو أثار ردودًا سريعة وتفسيرية من وزارة الصحة، ومستشفى الزراعة الرئيسي في إسرائيل ولجنة الأخلاقيات في نقابة الأطباء الإسرائيلية.

نقل موقع “واينت” الإخباري عن الصحفي أرنون سيغال قوله إنه كان على استعداد للتبرع بأعضائه فقط بشرط أن يتم تسليمها إلى يهودي.

وقال لتفسير موقفه “هذه أمتي ومجتمعي”.

“التبرع الخيري بالأعضاء” يعني عدم وجود قيود، ولكن في إسرائيل، يستطيع المتبرعون الأحياء وضع شروط معينة حول المتلقي. وعلى الرغم من أنه من غير الممكن رسميًا قصر التبرع على اليهود فقط، إلا أن هناك منظمات تساعد في العثور على متلقين مطابقين للمعايير التي يرغب فيها المتبرع.

سيغال، البالغ من العمر 43 عامًا وأب لثمانية أطفال من القدس، هو يميني وناشط في جبل الهيكل. وترشح للكنيست في عام 2022 على قائمة “الصهيونية الدينية”، لكنه كان في المركز 20 ولم يدخل البرلمان.

وينحدر سيغال من عائلة صهيونية متدينة – والده حجاي سيغال، محرر صحيفة “مكور ريشون”، أدين بالتسبب في أذى جسدي وعضوية في منظمة إرهابية بسبب أنشطته في “الحركة السرية اليهودية” في عام 1980. وشقيقه عميت سيغال هو صحفي معروف في أخبار القناة 12.

ونُقل عن سيغال قوله إنه يقبل ذهاب كليته إلى يساري أو فرد من مجتمع الميم. وقال “أنا أحترم الجميع”، لكن يجب أن يكون المتلقي يهوديًا.

وأدت تعليقاته التي نشرها موقع “واينت” إلى إصدار لجنة الأخلاقيات في نقابة الأطباء الإسرائيلية بيان مفاده أن جميع عمليات زرع الأعضاء في إسرائيل تتم بشكل عادل وبدون تمييز.

“إنقاذ الأرواح هو أعلى قيمة، ويجب أن يتم اتخاذ القرارات بشأن من سيتلقى الأعضاء للزراعة بمهنية وشفافية، كما يفعل المركز الوطني للزراعة. لجنة الأخلاقيات تعارض أي تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنسية أو أي سبب لا علاقة له بحالة الشخص الصحية”، قالت اللجنة.

كما أصدر مركز بيلينسون الطبي في بيتاح تكفا، وهو المستشفى الذي يتم فيه إجراء 70 بالمائة من عمليات زراعة الأعضاء في البلاد، بيانًا قال فيه: “المستشفى هو الطرف الذي يقوم بعملية الزرع، ولا يشارك في اختيار المتبرعين وتفضيلاتهم، باستثناء تحديد الملائمة الطبية”.

كما أصدرت وزارة الصحة بيانا أكدت فيه أن نظام الرعاية الصحية بالدولة لا يميز على أي أساس وأنه يتم تخصيص الأعضاء المتبرع بها من قبل المركز الوطني للزراعة وفقا لقائمة الانتظار.

وأضافت أن “آلية [القائمة] تستند إلى معايير طبية مهنية ويتم كل شيء على قدم المساواة… ويحظر وضع الشروط أو طلب هوية المتبرع”.

وقالت مديرة المركز الوطني لزراعة الأعضاء، د. تمار أشكنازي لتايمز أوف إسرائيل إنه لا يمكن وضع أي شروط على التبرع بأعضاء من المتوفى.

“لسوء الحظ، هناك حالات لا يمكننا فيها إنقاذ الأرواح لأن عائلة الشخص المتوفى دماغياً تفرض شروطاً. نضطر رفض هذه الأعضاء”، قالت أشكنازي.

المطابقات التي يتم تحديدها مباشرة من خلال سجل مركز الزراعة الوطني بين المتبرعين الأحياء والمتلقين لا يجب أن تتضمن أي شروط بشأن المتلقي.

لكن المطابقات التي يتم إجراؤها بشكل مستقل عن السجل الوطني تمنح المتبرع الحق القانوني في تحديد هوية المتلقي.

وهناك فئات مختلفة من المتبرعين. الأولى هي أفراد الأسرة الذين يتبرعون لمريض يحتاج إلى عضو (عادة كلية). ويتم تقييم الحالة طبياً ونفسياً وأخلاقياً من قبل المستشفى المعني. وبعد ذلك، يُحال الملف إلى المركز الوطني للزراعة، الذي يتحقق من أنه قد تم عرض المخاطر، وأن هناك موافقة مستنيرة من جميع المعنيين، ولم يتم الضغط على المتبرع، ولم يتم تبادل الأموال. وأخيرًا، يتم إرسال الحالة إلى وزارة الصحة للحصول على الموافقة النهائية.

وتتشابه العملية في حالة المتبرعين الأحياء من غير الأقارب. وتتضمن هذه الحالات متبرعًا يتبرع لشخص لا يعرفه على الإطلاق، أو لصديق أو جار أو زميل في العمل، على سبيل المثال. الاختلاف الوحيد المهم في العملية هو أن الخطوة الوسطى تتضمن مداولات اللجنة الوطنية للزراعة في وزارة الصحة، بالتنسيق مع المركز الوطني للزراعة.

وعند اختيار التبرع لفرد لا يعرفه المتبرع، ليس من الممكن – رسميًا – وضع شروط على هوية المتلقي. ومع ذلك، من الممكن تجاوز ذلك من خلال المنظمات غير الربحية مثل “متنات حاييم” (هبة الحياة)، التي تجد متطوعين أصحاء يريدون التبرع بالكلى وتجمعهم مع المحتاجين.

وتأسست المنظمة في عام 2009 من قبل الحاخام الراحل يشعياهو هيبر وتديرها الآن زوجته راحيل، وقد نظمت المنظمة أكثر من 1470 عملية تبرع بالكلى.

وتوفي الحاخام هيبر لإصابته بكوفيد-19 في أبريل 2020. وحصلت زوجته على جائزة إسرائيل لعام 2023 تقديراً لعمل الزوجين في منظمة “متنات حاييم”. ويعزو الكثيرون حقيقة أن إسرائيل لديها أكبر عدد من التبرعات الخيرية للكلى للفرد في العالم إلى نجاح المنظمة.

وتحدد المنظمة الشخص المناسب الذي يحتاج إلى كلية من قوائمها وتجري المطابقة. ولا يزال يتعين على المتبرع والمتلقي الخضوع للإجراءات المطلوبة في المستشفى والمركز الوطني للزراعة ووزارة الصحة.

ويبدو أن هذا ما حدث مع سيغال.

نصت ورقة موقف منشورة على موقع المنظمة بسأن إرشاداتها الأخلاقية والقانونية على أن “الفرضية الكامنة وراء نشاط +متنات حاييم+ هي أنه من حق المتبرع اختيار مواصفات المريض والتبرع حسب تفضيلاته… اختيار المتبرع وفقا لمعايير مستقلة هو اختيار مشروع، على غرار العطاء الخيري حسب رغبة المتبرع. إن التبرع بالكلى هو حقًا +هبة الحياة+، ومن حق المتبرع أن يعطي هديته، وهي كلية عاملة، لمن يختاره”.

“تُظهر التجربة أن سياسة السماح للمتبرع بالتعبير عن تفضيله فيما يتعلق بالمتلقي يزيد بشكل كبير من عدد التبرعات بالكلى، وبالتالي، لا يساورنا شك بشأن هذه السياسة، التي تخدم هدفنا المتمثل في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح”، ورد في ورقة الموقف.

تبرع سيغال بكليته في مستشفى بيلينسون لمريض يدعى رفائيل يسرائيل، الذي يمكث في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع. وتبرع ساغيف، نجل يسرائيل، بكليته في مستشفى سوروكا لباتشيفاع كريف، وهي مريضة تعاني من قصور كلوي في بيلينسون. وتبرعت ابنتها، أورلي لوزوفر، بكليتها لمريض آخر، هو إيلان أسولين، الذي ولد مع كلية واحدة فقط لا تعمل.

اقرأ المزيد عن