صحفيون يهددون بمقاطعة رحلة نتنياهو إلى الولايات المتحدة بعد أن طُلب منهم ايجاد طريقة للعودة إلى البلاد
مكتب رئيس الوزراء يبلغ الصحافيين المرافقين أنه لن يكون بإمكانهم العودة على متن رحلة رسمية قبل يوم الغفران؛ الرسالة تزعم وجود تمييز ضد الصحافيين المتدينين
يهدد مراسلو الشؤون الدبلوماسية في إسرائيل بمقاطعة رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل، بعد أن أبلغهم مكتبه أنه لن يُسمح لهم بمرافقته في رحلة العودة إلى الديار قبل ساعات من بدء إحياء “يوم الغفران”.
وكتب مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” إيتمار آيخنر، رئيس مجموعة مراسلي الشؤون الدبلوماسية، في رسالة إلى المتحدث باسم نتنياهو، توباز لوك، ومساعدين كبار آخرين: “نيابة عن جميع الصحافيين الذين من المقرر أن يسافروا مع رئيس الوزراء، أنا أبلغكم أنه طالما أننا لا نستطيع العودة معكم على متن طائرة رئيس الوزراء، فلن نسجل للرحلة وسنتغيب عنها”.
وتابعت الرسالة: “من غير المعقول أن تتوقعوا منا، نحن الصحفيين المرافقين للرحلة، انتهاك حرمة يوم السبت من أجل الوصول إلى إسرائيل قبل يوم الغفران أو البقاء بدلا من ذلك في يوم الغفران في نيويورك. ما هو محظور على الصحفيين وفقا لقواعد البروتوكول يجب أن ينطبق على الوفد المرافق بأكمله”.
يوم الأحد، تلقى مراسلو الشؤون الدبلوماسية رسالة من مكتب رئيس الوزراء تفيد بأنه “بسبب قيود لوجستية وأمنية ناجمة عن قرب بداية يوم الغفران من موعد إقلاع الطائرة إلى إسرائيل، لن يكون بإمكان الصحافيين العودة على الديار على متن طائرة رئيس الوزراء”.
وجاء في التعليمات الصادر عن مكتب رئيس الوزراء أنه “سيكون على الصحفيين المرافقين للرحلة أن يهتموا برحلات العودة بأنفسهم”.
من المتوقع أن يغادر نتنياهو البلاد ليل الأحد، بعد ساعات من نهاية عيد رأس السنة اليهودية، وسيجري سلسلة من اللقاءات يوم الإثنين في وادي السيليكون، بما في ذلك اجتماع محتمل مع الملياردير إيلون ماسك. وسيتوجه نتنياهو ووفده على متن طائرة إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاء قادة عالميين.
وينضم الصحافيون المرافقون للمسؤولين الإسرائيليين الكبار في رحلاتهم لكلا الاتجاهين، وتُعتبر التعليمات الصادرة لهم بالعثور على رحلات للعودة إلى البلاد بشكل مستقل، وخاصة قبل أيام من يوم الغفران، غير مسبوقة تقريبا.
وجاء في الرسالة “أنتم تستبعدون من الوفد أي شخص يريد إحياء يوم الغفران في إسرائيل (كما يريد أن يفعل رئيس الوزراء والوفد المرافق له والمهنيين) وليس على استعداد لانتهاك حرمة السبت والسفر خلاله”.
وأصر الصحفيون على أن “الرحلات التي قام بها رؤساء الحكومات على مر السنين تمت بطريقة تمنع تدنيس يوم السبت – ونحن نصر على إيجاد حل هذه المرة أيضا”.
“ما هو محظور على الصحافيين محظور أيضا على رئيس الوزراء والوفد المرافق له”، كما جاء في الرسالة.
مراسلا “تايمز أوف إسرائيل” لازار بيرمان وطال شنايدر من بين الصحفيين الموقعين على الرسالة.
وكان من المقرر في الأصل أن يلقي نتنياهو خطابا بعد ظهر الخميس، مما كان سيسمح للجميع بالعودة إلى الديار في الوقت المناسب قبل يوم السبت اليهودي أو ليلة الجمعة. لكن مكتب نتنياهو طلب تأجيل الخطاب إلى صباح الجمعة بتوقيت نيويورك، بدعوى أنه يفضل فترة ما قبل السبت في اسرائيل.
ومع ذلك، فإن نقل الخطاب إلى وقت يستلزم البقاء خارج البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع يلعب دورا في الانتقادات المستمرة لسفر نتنياهو في رحلات رسمية مع زوجته سارة. سافر الزوجان إلى روما ولندن وباريس في أواخر الأسبوع، وأقاما في فنادق خمس نجوم خلال أيام السبت على حساب دافعي الضرائب. وأصر مكتب رئيس الوزراء على أنه تم تحديد موعد لاجتماعات مساء الخميس وصباح الجمعة مع الزعماء الأوروبيين بناء على احتياجات مضيفيهم.
بالنسبة لنتنياهو، ستكون الرحلة إلى الولايات المتحدة هي الأولى له منذ توليه منصبه من جديد في ديسمبر كرئيس لحكومة يمين. ولقد امتنع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن دعوة رئيس الوزراء إلى البيت الأبيض وسيكتفي بلقائه على هامش الجميعة العامة.
ولقد أعرب البيت الأبيض مرارا وتكرارا عن رفضه للعديد من التصريحات والسياسات الصادرة عن أعضاء في حكومة نتنياهو المتشددة، وكذلك عن استيائه من خطة الإصلاح القضائي التي تثير عاصفة في البلاد.