إسرائيل في حالة حرب - اليوم 365

بحث

صاروخ في العلية: الجيش الإسرائيلي ينشر صورا لذخائر حزب الله في منازل لبنانية

الجيش يعرض صاروخا بعيد المدى على منصة إطلاق في علية منزل عائلة، ويشير إلى انفجارات ثانوية بعد الغارات الجوية؛ غالانت: ترسانة حزب الله يتم سحقها، ونصر الله "وحيد في القمة"

صورة غير مؤرخة نشرها الجيش الإسرائيلي في 23 سبتمبر 2024، تظهر على ما يبدو نظام صواريخ لحزب الله في علية منزل في قرية حومين التحتا بجنوب لبنان. (IDF)
صورة غير مؤرخة نشرها الجيش الإسرائيلي في 23 سبتمبر 2024، تظهر على ما يبدو نظام صواريخ لحزب الله في علية منزل في قرية حومين التحتا بجنوب لبنان. (IDF)

نشرت إسرائيل الاثنين ما قالت إنه أدلة على وضع حزب الله ذخائر في المنازل، في محاولة لاستباق الانتقادات للضربات واسعة النطاق التي استهدفت مساكن في مختلف أنحاء لبنان وأسفرت عن مقتل المئات في البلاد وإصابة أكثر من 1200 آخرين.

والأسلحة التي قالت إسرائيل إنها كانت مخبأة في منازل لبنانية قبل أن تقصفها غارات جوية تشمل صواريخ كروز وصواريخ برؤوس حربية كبيرة وطائرات مسيّرة. وكشفت القوات الإسرائيلية عن صور تظهر ما قالت إنه صاروخ بعيد المدى مثبت على قاذفة هيدروليكية في علية منزل عائلة لبنانية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارة إلى غرفة عمليات مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، “نحن نهدم ما بناه حزب الله على مدى 20 عاما”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري إن إسرائيل نفذت غارات على نحو 1600 هدف لحزب الله في لبنان اليوم الاثنين، واستهدفت معظمها أسلحة مخزنة في منازل.

وشملت هذه الأسلحة “صواريخ كروز التي يمكن أن تصل إلى مئات الكيلومترات، والصواريخ الثقيلة برأس حربي يزن ألف كيلوغرام، والصواريخ متوسطة المدى التي يصل مداها إلى 200 كيلومتر، والصواريخ قصيرة المدى، والطائرات المسيّرة المسلحة”.

كما علق رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي على الغارات، واصفا الحملة بأنها “عملية هجومية استباقية”.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يجري تقييما في غرفة القيادة العسكرية تحت الأرض في مقر الجيش في تل أبيب، 23 سبتمبر 2024. (IDF)

وقال هاليفي في مقطع فيديو نشره الجيش من غرفة قيادة عسكرية تحت الأرض: “نحن نزيل البنية التحتية العسكرية التي بناها حزب الله على مدار 20 عامًا. هذا مهم للغاية”.

وأضاف: “نحن نضرب الأهداف ونعد للمراحل المقبلة… وفي النهاية كل شيء يجب أن يهدف إلى تهيئة الظروف لعودة سكان الشمال إلى منازلهم”.

وجاء بيان مساء الاثنين في أعقاب تحذيرات متكررة من مسؤولين إسرائيليين للمدنيين اللبنانيين بإخلاء المناطق التي فيها أسلحة حزب الله، مما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار مذعورين بحثا عن الأمان.

وقال هاغاري، مشيرا إلى صورة تظهر صاروخا بعيد المدى مثبتا على نظام إطلاق هيدروليكي في غرفة مبطنة بالطوب قال إنها التقطت في علية منزل في قرية حومين التحتا بجنوب لبنان، “إنه جاهز للإطلاق من فتحة في السقف. تحت العلية، في الطابق الأول، تعيش عائلة لبنانية تستخدم كدرع بشري”.

صورة غير مؤرخة نشرها الجيش الإسرائيلي في 23 سبتمبر 2024، تظهر على ما يبدو نظام صواريخ لحزب الله في علية منزل في قرية حومين التحتا بجنوب لبنان. (IDF)

وقال في مؤتمر صحفي: “هذا تهديد حقيقي وفوري للمدنيين الإسرائيليين، ولدينا التزام بإزالته”، دون أن يكشف كيف حصل الجيش الإسرائيلي على الصور، التي لم يتسن التأكد من صحتها.

لكن إسرائيل قالت إن لقطات أخرى لغارات على منازل توفر دليلا إضافيا على استخدام حزب الله المنازل كمخازن للصواريخ.

وفي مقطع فيديو نشره الجيش يظهر صاروخ ينطلق من انفجار هائل عقب غارة جوية، ويصطدم على الفور بمبنى قريب.

وأضاف هاغاري أن “هذا دليل آخر على أن حزب الله حول جنوب لبنان إلى ساحة حرب”.

وشوهدت انفجارات ثانوية مماثلة في مقاطع فيديو أخرى أصدرها الجيش الإسرائيلي، وكذلك في لقطات لغارة واحدة على الأقل على مبنى في جنوب لبنان.

وتتهم إسرائيل حزب الله منذ فترة طويلة بتحويل بلدات بأكملها في جنوب لبنان إلى قواعد عسكرية، مع منصات إطلاق صواريخ مخفية وبنية تحتية أخرى.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان مسجل موجها للشعب اللبناني “منذ فترة طويلة يستخدم حزب الله اللبنانيين كدروع بشرية. لقد وضع صواريخ في غرف معيشتكم وصواريخ في مرآبكم. هذه الصواريخ والقذائف موجهة مباشرة إلى مدننا، مباشرة إلى مواطنينا”.

وأضاف “بمجرد انتهاء عمليتنا، يمكنكم العودة إلى منازلكم بأمان”.

“للدفاع عن شعبنا ضد ضربات حزب الله، علينا أن نزيل هذه الأسلحة”.

واعلنت السلطات الصحية اللبنانية مقتل 492 شخصا على الأقل وإصابة نحو 1645 آخرين يوم الاثنين في الضربات الإسرائيلية، في أحد أكثر الأيام دموية التي تشهدها البلاد التي مزقته الحرب.

وقال نتنياهو مخاطبا المواطنين اللبنانيين في البيان المصور: “ابتداء من صباح اليوم، حذركم الجيش الإسرائيلي من الاقتراب من الخطر. حرب إسرائيل ليست معكم. إنها مع حزب الله”.

“أحثكم على أخذ هذا التحذير على محمل الجد. لا تسمحوا لحزب الله بتعريض حياتكم وحياة أحبائكم للخطر. لا تسمحوا لحزب الله بتعريض لبنان للخطر”.

وتابع نتنياهو قائلا: “من فضلكم ابتعدوا عن الخطر الآن، وبمجرد انتهاء عمليتنا، يمكنكم العودة بأمان إلى منازلكم”.

سيارات متوقفة في حركة المرور أثناء محاولة الفرار من الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، في صيدا، لبنان، 23 سبتمبر 2024. (AP Photo/Mohammed Zaatari)

وفي مستشفى النجدة الشعبية في مدينة النبطية في جنوب لبنان، وصف الطبيب جمال بدران لفرانس برس ما جرى بأنه “كارثة ومجزرة”، مضيفا “بين الغارة والغارة، تشن غارة، حتى أنهم قصفونا خلال انتشالنا جرحى” في بلدة دير الزهراني.

وفي بيروت ومناطق أخرى بينها جنوب لبنان تلقى سكان اتصالات الإثنين عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها إسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن وجودهم.

ومساء الإثنين نزح لبنانيون من الجنوب إلى بيروت وصيدا، حيث خصصت لهم مراكز إيواء، وفق مصوري فرانس برس.

تصاعد الدخان من موقع استهدفه القصف الإسرائيلي في قرية زيتا بجنوب لبنان في 23 سبتمبر 2024. (Mahmoud Zayyat/AFP)

وقال هاغاري إن “حصيلة القتلى اللبنانيين شملت العديد من الإرهابيين الذين قتلناهم اليوم والذين كانوا بالقرب من الأسلحة”، ووعد بأن الجيش الإسرائيلي سوف ينشر أرقامه الخاصة في وقت لاحق.

وقالت إسرائيل في الأيام الأخيرة أنها قتلت عددا من قادة حزب الله، على الرغم من أن الحركة المدعومة من إيران نفت نجاح الضربة على بيروت يوم الاثنين في القضاء على قائدها الأعلى في الحرب مع إسرائيل علي كركي.

وقال غالانت يوم الاثنين إن زعيم حزب الله حسن “نصر الله يبقى وحيدا في القمة، وتم القضاء على وحدات كاملة من قوة الرضوان، وتم تدمير عشرات الآلاف من الصواريخ”.

وكانت إسرائيل قد قدرت سابقا أن لدى حزب الله نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة والقذائف بعيدة المدى القادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل. وعلى الرغم من الغارات الإسرائيلية، تمكنت الحركة من إطلاق ما لا يقل عن 350 قذيفة على إسرائيل خلال اليوم الماضي، وسقط العديد منها في عمق إسرائيل.

وحذر هاغاري مساء الاثنين قائلا: “إننا مقبلون على أيام صعبة. وسنواصل التركيز على الدفاع والهجوم على كافة الجبهات”.

وصوت مجلس الوزراء الإسرائيلي مساء الاثنين عبر الهاتف على الموافقة على “وضع خاص” في الجبهة الداخلية، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لاحتمال تصعيد حزب الله لهجماته عبر الحدود.

“الوضع الخاص” هو مصطلح قانوني يستخدم في أوقات الطوارئ، ويمنح السلطات سلطة أكبر على السكان المدنيين من أجل تسهيل جهود حماية السكان. ويظل الوضع الخاص ساريا لمدة 48 ساعة ما لم يتم تمديده من قبل وزراء الحكومة.

ولم يتم الإعلان عن أي تغييرات محددة في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي.

ومن المقرر أن تستمر الدراسة والعمل كالمعتاد يوم الثلاثاء في وسط وجنوب إسرائيل.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو التقطته وكالة فرانس برس في 23 سبتمبر 2024، تظهر تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية. (Mohamad Al Ghandour/ AFPTV/ AFP)

منذ الثامن من اكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك.

حتى الآن، أسفرت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وقد أعلن حزب الله أسماء 506 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 83 عنصرا آخر من فصائل مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

اقرأ المزيد عن