دوي صفارات الإنذار في وسط اسرائيل بعد اطلاق الحوثيون صارخا باليستيا اعترضته الدفاعات الجوية
جماعة المتمردين المدعومة من إيران تقول إنها اشتبكت مع حاملة طائرات أمريكية 3 مرات خلال اليوم الماضي، في جولة من الغارات الجوية أفادت تقارير أنها استهدفت مناطق يسيطر عليها المتمردون في غرب اليمن

اعترضت الدفاعات الجوية بنجاح صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن على إسرائيل صباح الأحد، بعد ساعات من ادعاء المتمردين أنهم استهدفوا حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ الذي استهدف إسرائيل تم إسقاطه قبل عبوره حدود البلاد.
وكانت صفارات الإنذار قد دوت في وسط إسرائيل، وفي عدة بلدات بالقرب من القدس، وفي بعض مستوطنات الضفة الغربية.
وقال المسعفون إن امرأة تبلغ من العمر 42 عاما أصيبت بجروح متوسطة عندما سقطت من ارتفاع كبير في حفرة على جانب الطريق السريع رقم 1 بين تل أبيب والقدس أثناء بحثها عن مكان للاحتماء به خلال سماع صفارات الإنذار.
ونُقلت السيدة إلى مستشفى في تل أبيب وهي مصابة بجروح في أطرافها وظهرها، حسبما قالت خدمة الطوارئ “نجمة داود الحمراء”.
وكان هذا ثامن هجوم للحوثيين على الأقل على إسرائيل منذ 18 مارس، عندما استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه ضد حركة حماس في قطاع غزة. وقد تم اعتراض جميع الصواريخ التي أُطلقت منذ ذلك الحين دون التسبب بأضرار كبيرة.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان صباح الأحد، إن الجماعة اشتبكت مع حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” ثلاث مرات خلال الـ24 ساعة السابقة، مستخدمة الصواريخ والطائرات المسيّرة والقوات البحرية. وتعهد الحوثيون بالاستمرار في ”نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم حتى وقف العدوان على غزة“.
لم يشر البيان إلى الغارات الجوية التي أعلنت عنها شبكة “المسيرة” المملوكة للحوثيين قبل نحو سبع ساعات. ووفقًا للشبكة، فقد استهدفت أربع غارات جوية أمريكية على الأقل محافظة صعدة، شمال غرب البلاد، قبل دقائق من الساعة الواحدة فجرا، وبعد حوالي 30 دقيقة من ذلك، أفادت الشبكة عن ثلاث غارات جوية أمريكية على مديرية بني مطر، غرب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، غرب البلاد.
لم تتحدث الشبكة عن وقوع إصابات أو حجم الأضرار. ولم تصدر القيادة المركزية الأمريكية بيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن البيان الحوثي أو الغارات الجوية المزعومة.
وكانت الغارات الجوية الأمريكية قد قصفت اليمن ليلاً بين يومي الجمعة والسبت الماضيين، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، حيث اعترف الجيش الأمريكي بقصف موقع عسكري رئيسي في قلب صنعاء.
وقد وجدت مراجعة أجرتها وكالة “أسوشيتد برس” أن العملية الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبدو أكثر اتساعًا من تلك التي كانت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، حيث انتقلت الولايات المتحدة من استهداف مواقع الإطلاق فقط إلى إطلاق النار على أفراد رفيعي المستوى، بالإضافة إلى إسقاط القنابل في المدن.
بدأت الحملة الجديدة من الضربات الجوية بعد أن هدد المتمردون باستئناف الهجمات على ”أي سفينة إسرائيلية“ في الطرق البحرية القريبة، ردًا على وقف إسرائيل للمساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم أن المتمردين استهدفوا في الماضي أيضاً سفنًا لا صلة لها بإسرائيل.
بدأ الحوثيون بمهاجمة إسرائيل والشحن البحري في البحر الأحمر في نوفمبر 2023 – بعد شهر من اقتحام حركة حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن، مما أشعل فتيل الحرب في غزة.
وكانت هجمات الحوثيين قد توقفت بشكل مؤقت بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة في يناير. وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في 2 مارس وسط رفض إسرائيل التفاوض على مرحلة ثانية، واستأنفت إسرائيل هجماتها في غزة في 18 مارس.
قبل أن يوقفوا هجماتهم مؤقتًا، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والمسيّرات، مما أدى إلى إغراق سفينتين ومقتل أربعة بحارة. كما أطلق الحوثيون صواريخ ومسيّرات على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة عدد آخر في غارة بمسيّرة على تل أبيب في يوليو.

ورفعت الهجمات على الملاحة بشكل كبير من شأن الحوثيين الذين يواجهون مشاكل اقتصادية ويشنون حملة قمع تستهدف أي معارضة وعمال الإغاثة في الداخل في خضم الحرب اليمنية المستمرة منذ عقد من الزمن، والتي وصلت إلى طريق مسدود ومزقت أفقر دولة عربية.
بدأ الحوثيون بتهديد كل من السعودية والإمارات، وهما حليفتان للولايات المتحدة في المنطقة، بسبب الضربات الأمريكية. وذلك حتى مع بقاء البلدين اللذين سعيا إلى سلام منفصل مع الحوثيين خارج حملة الضربات الجوية الأمريكية الجديدة.
أصبحت حملة الضربات الجوية المتجددة مصدرًا للجدل في السياسة الأمريكية الداخلية بعد أن أفاد أحد الصحفيين، الذي تمت إضافته بشكل غير مفهوم إلى مجموعة دردشة لفريق الأمن القومي التابع لترامب، أن كبار مسؤولي البيت الأبيض استخدموا تطبيقًا تجاريًا لمناقشة الضربة التي وقعت في 15 مارس، قبل ساعتين من وقوعها.
ساهمت وكالة أسوشيتد برس في هذا التقرير