شومر يدافع عن دعوته لإجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة واستبدال نتنياهو في لقاء مع قادة يهود
زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ يدلي أيضا بلقاء لصحيفة "نيويورك تايمز" يكشف فيه عن أنه فكر في دعوة رئيس الوزراء إلى تقديم استقالته في خطابه لكنه قرر عدم القيام بذلك لعدم رغبته في وعظ إسرائيل
عقد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر اجتماعا يوم الثلاثاء مع مديرين تنفيذيين من المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى للدفاع عن الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي ودعا فيه إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل لاستبدال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال أحد المسؤولين التنفيذيين الذين حضروا المكالمة التي أجراها شومر مع مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى: “كان هناك سؤال أساسي حول ما إذا كان سيتراجع [عن أقواله] أو يدافع عن نفسه، وقد دافع عن نفسه بوضوح شديد”. وأصدر المؤتمر بيانا بعد الاجتماع عبر فيه عن “استيائه” من محاولة شومر التدخل في العملية الانتخابية الإسرائيلية وفي صياغة السياسة الإسرائيلية.
بالإضافة إلى قيامه بإثارة غضب نتنياهو والجمهوريين الذين اتهموا شومر بالتدخل في السياسة الإسرائيلية الداخلية، أثار الخطاب الذي ألقاه أعلى يهودي يتقلد منصبا سياسيا في تاريخ الولايات المتحدة في قاعة مجلس الشيوخ حفيظة المنظمات التي حضرت الاجتماع أيضا.
الاجتماع الافتراضي كان كما يبدو بمثابة محاولة للحد من الأضرار، حيث اغتنم شومر، وهو مؤيد معروف لإسرائيل، الفرصة لتلقي أسئلة من قادة الجالية اليهودية ومحاولة إعادة ضبط السرد حول خطابه.
ولم يتراجع السيناتور عن أي من تصريحاته – لا سيما تلك المتعلقة بنتنياهو – وقال لصحيفة “نيويورك تايمز” في مقابلة نُشرت في نفس الوقت تقريبا الذي أجري فيه الاجتماع الافتراضي إنه فكر في دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التنحي عن منصبه في خطابه قبل أن يقرر في النهاية عدم القيام بذلك حتى لا يُنظر إليه على أنه يعظ إسرائيل.
وقال شومر لـ”نيويورك تايمز”، موضحا قرراه في عدم اتخاذ هذه الخطوة “لقد تصارعت مع نفسي – ربما ينبغي علي أن أقول أنه يتعين على بيبي أن يتنحى. هذا يعني إخبار إسرائيل بما يجب عليها فعله وهي في خضم حرب”.
وأوضح شومر أنه على الرغم من أنه لا يريد تخطي الحدود، إلا أنه يشعر أن التركيز على الخلافات السياسية بدلا من انتقاد نتنياهو، الذي وصفه بأنه “مصدر المشاكل”، لن يكون كافيا.
وقال شومر في المقابلة: “قلت لنفسي، ’قد يضر بي هذا سياسيا؛ قد يساعدني هذا سياسيا’. ما كان سيمكنني النظر في المرآة لو لم أفعل ذلك”.
وأضاف أن الغرض الرئيسي من خطابه “كان القول إنه لا يزال بإمكانك أن تحب إسرائيل وتشعر بقوة تجاه إسرائيل وتختلف تماما مع بيبي نتنياهو وسياسات إسرائيل”.
وقال: “بيبي يمكن أن يمنع أي انتخابات حتى عام 2026”.
“أشعر بالقلق أن تصبح إسرائيل تحت قيادته دولة مارقة في العالم وحتى في الولايات المتحدة لأنني أنظر إلى الأرقام وهي تتناقص بسرعة. كان علي أن أتحدث قبل أن تتآكل”، مضيفا أن “مستقبل [إسرائيل] قد ينتهي” بدون دعم الولايات المتحدة.
وكشف شومر أنه أمضى شهرين وكتب عشر مسودات في التحضير للخطاب وأطلع البيت الأبيض على تفاصيله قبل يوم واحد للتأكد من أن الخطاب لا يتدخل في مفاوضات تحرير الرهائن في غزة.
وقال المسؤول التنفيذي أنه خلال الاجتماع الافتراضي مع مؤتمر الرؤساء، أكد شومر أن معظم خطابه الذي استمر 45 دقيقة ركز على انتقاد حماس وأعرب عن أسفه لأن التقارير ركزت بشكل شبه كامل على دعوته لإجراء انتخابات مبكرة.
ومع ذلك، أكد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ من جديد اعتقاده بأن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بتمكين قادة اليمين المتطرف مثل بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير، حسبما ذكر المسؤول التنفيذي في الاجتماع الافتراضي.
وأوضح شومر أنه لم يقل للإسرائيليين لمن عليهم أن يصوتوا، وأنه دعا إلى إجراء انتخابات فقط عندما تبدأ الحرب في غزة في التراجع.
وقد سلط زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الضوء مرارا وتكرارا على ما يعتبره “الصقور” المؤيدين لإسرائيل، مذكرا كيف أن واحدا من كل أربعة ديمقراطيين في مجلس الشيوخ صوتوا ضد الاتفاق النووي الإيراني الذي تفاوض عليه الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما في عام 2015، حسبما قال المسؤول التنفيذي.
وأقر شومر أن البعض في المجتمع اليهودي لم يعجبهم خطابه، لكنه أصر على أنه كان ملزما بإلقاء خطابه، نظرا لمنصبه. كما أقر أن السياسة الداخلية كانت عاملا في الخطاب، لكنه أصر على أنها تكن التأثير الدافع وراءه.
في الخطاب، قال شومر إن نتنياهو “ضل طريقه”، واصفا إياه بأنه عقبة أمام السلام إلى جانب حركة حماس، واليمين المتطرف الإسرائيليي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
سأل العديد من الأشخاص شومر لماذا أدرج حماس ونتنياهو باعتبارهما اثنتين من أربع عقبات أمام السلام في خطابه، قائلين إنه لم يكن هناك داع للمقارنة بين دكتاتورية إرهابية ثيوقراطية وزعيم دولة ديمقراطية.
ورد شومر، وفقا لملاحظات أحد المشاركين، قائلا: “يستحيل أن أكون قد أشرت إلى أن نتنياهو ينتمي إلى نفس الفئة التي تنتمي إليها حماس”، مضيفا أن “الخطاب يوضح أن حماس هي المشكلة الأساسية”.
وأصدر مؤتمر الرؤساء بيانا بعد ذلك أشار فيه إلى عدم اقتناعه بتوضيحات شومر.
وقال في البيان “نجد أنه من المؤسف للغاية أن العوائق المعلنة للسيناتور شومر أمام السلام تشمل في الوقت نفسه جيش حماس الإرهابي ورئيس وزراء إسرائيل المنتخب ديمقراطيا. إن عدم رغبة حماس في إطلاق سراح الرهائن وإلقاء السلاح والاستسلام هي العوائق الفعلية أمام السلام”.
وانتقدت منظمة “أمريكون من أجل السلام الآن” الحمائية موقف مؤتمر الرؤساء وقالت في بيان: “بصفتنا أعضاء في مؤتمر الرؤساء، نحن لا نوافقهم الرأي. لقد تحدث السيناتور شومر من منطلق حبه الصادق واهتمامه بإسرائيل ومستقبلها، حتى عندما يكون القيام بذلك صعبا. يجب على المزيد من القادة اليهود أن يفعلوا ذلك”.
مصدر قلق رئيسي آخر ظهر في المحادثة هو تحذير شومر من أن الولايات المتحدة قد تستخدم “نفوذها” لتغيير مسار إسرائيل.
وجاء في بيان مؤتمر الرؤساء “إن منظماتنا الأعضاء، التي تمثل شريحة واسعة من اليهود الأمريكيين، تشعر بالقلق من أن مسؤولا أمريكيا يقول لحليف ديمقراطي صاحب سيادة متى ينبغي عليه إجراء عمليته الانتخابية وأن يؤكد أنه ربما ينبغي على الولايات المتحدة أن ’تلعب دورا أكثر نشاطا في تشكيل السياسة الإسرائيلية من خلال استخدام نفوذنا لتغيير المسار الحالي’. في الواقع، ما نحتاجه حقا هو استخدام النفوذ الأمريكي لتعزيز ودعم الدولة اليهودية في وقت الحاجة هذا”.
واقتبس البيان من تصريحات شومر في خطابه، التي جاء فيها، “إذا ظل الائتلاف الحالي لرئيس الوزراء نتنياهو في السلطة بعد أن تبدأ الحرب في التراجع، واستمر في اتباع سياسات خطيرة وتحريضية تختبر المعايير الأمريكية الحالية للمساعدة، فلن يكون أمام الولايات المتحدة خيار سوى لعب دور أكثر نشاطا في تشكيل السياسة الإسرائيلية باستخدام نفوذنا لتغيير المسار الحالي”.
وقال شومر للمتصلين إنه لا يريد بالتأكيد وضع شروط على المساعدة الدفاعية لإسرائيل، كما يطالب بعض الديمقراطيين. ولم يوضح ماذا يعني “النفوذ” بخلاف ذلك، باستثناء الإشارة إلى أن الرئيس جو بايدن لديه خط مفتوح مع حكومة نتنياهو.
أبرز اللقاء الافتراضي رد فعل وذهول الجالية اليهودية المؤسسية على الانتقادات القاسية لإسرائيل من قبل واحد من أقدم مناصري الدولة اليهودية. أوضح خطاب شومر النفور المتزايد بين إسرائيل والديمقراطيين، الذين يُعتبرون البيت السياسي لمعظم اليهود الأمريكيين.
بعد أيام من خطاب شومر، قال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري المفترض للرئاسة دونالد ترامب: “أي يهودي يصوت للديمقراطيين يكره دينه. إنهم يكرهون كل شيء يتعلق بإسرائيل وعليهم أن يخجلوا من أنفسهم”.
ساهمت في هذا التقرير جيه تي ايه