إسرائيل في حالة حرب - اليوم 593

بحث

شهود عيان: فلسطيني تعرض لإطلاق نار من قبل مستوطنين قبل أن يتم اعتقاله في خضم استيلاء على أراض في الضفة الغربية

سعيد راعب ( العمور)، الذي فقد ساقه في مواجهة مع المسؤول عن الأمن في المستوطنة القريبة، يقول إنه وابنه هما من تعرضا للهجوم، على عكس ما يدعي الجيش الإسرائيلي؛ لقطات الفيديو قد تدعم روايته

لقطات تظهر رجل تم التعرف عليه على أنه منسق أمن المستوطنات يطلق النار في الهواء خلال مواجهة مع فلسطينيين في تلال جنوب الخليل في 17 أبريل 2025. (Screen capture: Asya Elias)
لقطات تظهر رجل تم التعرف عليه على أنه منسق أمن المستوطنات يطلق النار في الهواء خلال مواجهة مع فلسطينيين في تلال جنوب الخليل في 17 أبريل 2025. (Screen capture: Asya Elias)

أثارت حادثة إطلاق النار على رجل فلسطيني من قبل أحد قادة أمن المستوطنات في جنوب الضفة الغربية خلال عملية اعتقال الأسبوع الماضي تساؤلات بعد أن بدا أن مقطع فيديو وروايات شهود العيان تتناقض مع المزاعم الإسرائيلية بأن الرجل وابنه هاجما المستوطنين.

وتم الإفراج عن سعيد راعب (العمور) من سكان قرية خربة الركيز في تلال جنوب الخليل في الستينات من عمره، وابنه إلياس راعب (17 عاما)، بكفالة يوم الأحد من قبل محكمة عسكرية إسرائيلية على الرغم من الادعاءات الخطيرة الموجهة ضدهما، بما في ذلك الاعتداء الجسيم ومحاولة سرقة سلاح من جندي، وفقا لمحاميهما.

وقال راعب، الذي تم بتر ساقه نتيجة إصابته في إطلاق النار، إنه ذهب مع عدد من أبنائه بعد ظهر يوم الخميس للعمل في قطعة أرض تقول عائلته أنها مملوكة ملكية خاصة، وفقا لما ذكره محاميه، شحادة بن بري.

وفقا لبن بري، فقد وصل الرجل وأبنائه ليجدوا الإسرائيليين يقومون بنصب أغطية على قطعة أرض كانت العائلة قد نصبت فيها أقمشتها المشمعة الخاصة بها.

وقالت آسيا لياس، ابنة العمور لـ”تايمز أوف إسرائيل” أنه قبل أيام فقط من الحادث، قام مجهولون بتدمير القماش المشمع الذي نصبته العائلة.

وقالت آسيا، التي صورت اللحظات التي أحاطت بإطلاق النار، إنها وأفراد الأسرة الآخرين هرعوا إلى مكان الحادث بينما كانت المشاجرة تحدث بعد أن نبهها أحد أشقائها الأصغر سنا بعد وقت قصير من مغادرة والدها للمنزل.

وروت آسيا : ”عندما وصلنا إلى هناك، رأيت مستوطنا يمسك بأخي الياس من الخلف ويلقيه على الأرض. ذهب والدي إلى الياس للاطمئنان عليه. أطلق المستوطن رصاصتين في الهواء. وعندما اقترب والدي من الياس، ضرب المستوطن والدي، ثم أطلق النار على ساقه“.

يُظهر مقطعا فيديو قصيران صورتهما آسيا رجلا تم تعريفه على أنه منسق الأمن المدني لمستوطنة أفيغايل القريبة وهو يطلق النار من سلاحه أثناء المشاجرة، رغم أن الوجوه مظللة بسبب غروب الشمس.

يظهر أحد مقاطع الفيديو الياس مستلقيا على الأرض بينما يحاول والده الوصول إليه. عند هذه النقطة، يطلق منسق الأمن طلقتين في الهواء، ويظهر رجل إسرائيلي ثان وهو يركل المراهق وهو مستلق على الأرض.

أما المقطع الثاني الذي التقط بعد لحظات، فيظهر الياس وهو لا يزال ملقى على الأرض، بينما يستدير والده نحو الإسرائيليين، وعندها يُسمع صوت طلقة نارية أصابت على ما يبدو ساق راعب الأب.

بعد إطلاق النار، وصلت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية إلى مكان الحادث واعتقلت كلا الفلسطينيين.

وقال الجيش إن “عدة مشتبه بهم فلسطينيين هاجموا مدنيين إسرائيليين بالقرب من أفيغايل”، مضيفا ”قام المنسق الأمني في المكان بتنفيذ إجراء اعتقال المشتبه بهم، والذي تضمن إطلاق نار تحذيري في الهواء وإطلاق نار باتجاه الجزء السفلي من جسم المشتبه بهم. تم تأكيد الإصابة“.

سعيد راعب (العمور) مكبل اليدين إلى سريره في المستشفى في 20 أبريل 2025. (Courtesy: Shahada Ibn Bari)

وبحسب ما قاله راعب لمحاميه فقد تعرض هو ونجله للخنق من قبل الإسرائيليين قبل إطلاق نار عليه.

وتم نقل سعيد راعب (العمور) إلى المركز الطبي “سوروكا” في بئر السبع، حيث اضطر الأطباء إلى بتر ساقه. ولم يُسمح لأفراد عائلته بزيارته بسبب اعتقاله.

وأظهرت اللقطات التي التقطها بن بري، الذي زار موكله يوم السبت، راعب مكبل اليدين كما تم تقييد ساقه المتبقية، وهو إجراء معتاد بالنسبة للمعتقلين المحتجزين في المستشفيات.

وقال بن بري لـ”تايمز أوف إسرائيل”: ”لم يكن على ما يرام“، مضيفا ”كان يجلس ويبكي على ابنه وعلى ساقه“.

وقالت الشرطة ل”تايمز أوف إسرائيل” إن الرجلين الفلسطينيين مشتبه بهما بـ ”تعريض الأمن في المنطقة للخطر، والاعتداء، ورشق الحجارة“.

ومع ذلك، قال المحامي ريحان نصرة ل”تايمز أوف إسرائيل” إنه خلال جلسة في المحكمة يوم الأحد، قالت الشرطة إن الاثنين مشتبه بهما أيضا بـ”الاعتداء الجسيم على جندي“، وأن الياس راعب متهم بمحاولة الاستيلاء على سلاح الجندي.

جنود إسرائيليون يراقبون من على تلة بعد أن هدمت جرافات الجيش منازل تعود لعائلة الهرش في قرية الريحية في تلال جنوب الخليل في 10 أبريل 2025. (HAZEM BADER / AFP)

لم يظهر في المقطع المصور أي رشق بالحجارة أو محاولة الاستيلاء على السلاح، إلا أن المقطع لا يظهر بداية الحادث.

وعلى الرغم من التهم المشددة، أمرت المحكمة العسكرية يوم الأحد بإطلاق سراحهما بكفالة قدرها 5 آلاف شيكل (1,350 دولار أمريكي) لكل منهما، بعد أن قررت المحكمة أنه لا يوجد أي اشتباه في عرقلة سير العدالة أو خطر يشكله المشتبه بهما لتبرير إبقائهما رهن الاعتقال.

وقد تم إطلاق سراحهما منذ ذلك الحين، حيث تم نقل راعب الأب إلى مستشفى فلسطيني.

ورفض الجيش الإسرائيلي، الذي يشرف على المنسق الأمني المدني في المستوطنة، الإجابة على أسئلة حول ما إذا كان تم استجواب المنسق وما إذا كان لا يزال في الخدمة، واكتفى بالقول إن ”الحادث قيد التحقيق“.

ووفقا لآسيا الياس، بعد إطلاق النار على والدها، هدد منسق الأمن العائلة أيضا وصرخ مطالبا أفراد العائلة بالابتعاد وقالت ”لقد طلب منا المغادرة وحذرنا من أنه سيطلق النار علينا إذا اقتربنا أكثر“.

مستوطنون إسرائيليون وأطفالهم أمام كرفان في بؤرة أفيغايل الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية في تلال الخليل، 25 مايو 2009. (Miriam Alster/Flash90)

وفي اليوم التالي، تم توثيق مستوطنين وهم يعملون في نفس المنطقة برفقة الجنود أثناء قيامهم بنصب سياج.

وقالت آسيا إن عائلتها حاولت العودة إلى الموقع يوم الجمعة، لكن الجنود والمستوطنين أخبروهم أنه لا يُسمح لهم بالتواجد هناك لأن المنطقة تُعتبر أرض دولة.

وقالت إن أحد الرجال بزي عسكري قال لها ”من الأفضل لكِ أن تبقي في المنزل إذا كنتِ تريدين تجنب المشاكل“.

وقالت الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن المنطقة مسجلة كأرض دولة، على الرغم من أن راعب ادعى أن التسمية تنطبق فقط على الأرض المجاورة. وقال إن المستوطنين قاموا مع ذلك بعدة محاولات للتعدي على ممتلكاته، حيث قدم عدة شكاوى للشرطة ضد المستوطنين الذين اتهمهم بالتعدي على ممتلكاته في الأشهر الأخيرة.

وقد أثارت إسرائيل احتجاجات من خلال استخدام تسمية أراضي الدولة في بعض مناطق الضفة الغربية حيث تقوم بشق طرق يستخدمها المستوطنون أو قوات الأمن، مما يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى هذه الأراضي.

جندي إسرائيلي يقترب من رجال فلسطينيين تجمعوا في وقت سابق لأداء صلاة الجمعة الأسبوعية بالقرب من أرضهم المصادرة التي يتم إخلاؤها لشق طريق في جنوب تلال الخليل في 11 أبريل، 2025. (HAZEM BADER / AFP)

شهدت منطقة تلال جنوب الخليل العديد من حوادث العنف التي تورط فيها مستوطنون وفلسطينيون، بالإضافة إلى أعمال عنف تورط فيها جنود في الأشهر الأخيرة.

ففي أواخر شهر مارس، تم تصوير جنود وهم يقومون بتخريب ممتلكات فلسطينية في قرية جنبا في أعقاب هجوم شنه مستوطنون ملثمون، فيما وصفه تحقيق عسكري لاحقا بأنه ”حادث خطير يتناقض مع المعايير المهنية والأخلاقية المتوقعة من جنود جيش الدفاع، خاصة أثناء النشاط العملياتي في الضفة الغربية“.

وفي أعقاب هجوم جنبا، تم توبيخ عدد من الضباط والجنود وسجن عدد من الجنود لمدة سبعة أيام.

اقرأ المزيد عن