شكوى جنائية تستهدف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في سويسرا
استهدفت شكوى جنائية الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ خلال زيارة يقوم بها إلى سويسرا، وفق ما أفاد مدعون سويسريون الجمعة، في ظل اتهامات مرتبطة بوقوع جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الدائرة في غزة.
وأفاد مكتب المدعي الفدرالي بأنه تلقّى شكوى جنائية ضد الرئيس الإسرائيلي الذي يحضر الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الخميس لبحث الحرب في غزة.
وفي ما يبدو كرفض لصحة أي شكوى من هذا القبيل، قال متحدث باسم مكتب هرتسوغ لتايمز أوف إسرائيل يوم الجمعة فقط إن “رئيس دولة إسرائيل شارك في المنتدى الاقتصادي العالمي كما هو مخطط له ومثل موقف دولة إسرائيل وأهمية وعدالة النضال من أجل إطلاق سراح الرهائن”.
ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية على طلب التعليق، وأشارت مصادر في الحكومة إلى أن الشكوى كانت مجرد حيلة دعائية لن تؤدي إلى أي تحقيق.
وعاد هرتسوغ إلى إسرائيل مساء الخميس بعد مشاركته في المؤتمر.
وقال في بيان: “سيتم الآن النظر في الشكاوى الجنائية بما يتوافق مع الإجراءات المعهودة”، مضيفا بأنه يتواصل مع وزارة الخارجية “لدراسة مسألة حصانة الشخص المعني”.
ولم يوضح تفاصيل الدعاوى ولا الجهة التي رفعتها.
لكن بيانا بعنوان “تحرّك قضائي ضد جرائم ضد الإنسانية” يشتبه بأنه صادر عن الأشخاص الذين يقفون وراء الدعوى والذي اطلعت عليه فرانس برس أفاد بأن عددا من الأفراد الذين لم تُكشف أسماؤهم وجّهوا اتهامات عبر المدعين الفدراليين وسلطات الكانتونات في بازل وبرن وزوريخ.
وأفاد البيان بأن المشتكين يطالبون بملاحقة جنائية بالتوازي مع القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية والتي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة عبر عمليتها العسكرية في غزة.
وفي إشارته إلى مسألة الحصانة، لفت البيان إلى أن إلغاءها ممكن “ضمن شروط معيّنة” بما في ذلك في حالات الاشتباه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وهي “شروط متوافرة في هذه الحالة”، على حد قوله.
أطلقت جنوب إفريقيا القضية العاجلة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي هذا الشهر، مشيرة إلى أن إسرائيل انتهكت اتفاقية الامم المتحدة بشأن الابادة الجماعية الموقعة في 1948.
طالبت جنوب إفريقيا القضاة بإصدار أمر لإسرائيل بوقف عمليتها العسكرية في غزة، بينما اعتبرت إسرائيل بأن القضية تنطوي على “تشويه” للحقائق.
اندلعت الحرب في غزة منذ نفّذت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل حوالى 1200 شخصا، واحتجاز نحو 240.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى في القطاع تجاوز 24,500 فلسطيني على الأقل، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من الأرقام الصادرة عن حماس بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل مدنيين ومقاتلين من حماس قُتلوا في غزة، بما في ذلك أولئك الذين قُتلوا نتيجة صواريخ طائشة أطلقتها الفصائل المسلحة في القطاع. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 9000 مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وأكد هرتسوغ أمام منتدى دافوس بان إسرائيل أطلقت حملتها من باب “الدفاع عن النفس” ودان الدعوى المقدّمة من جنوب إفريقيا على اعتبارها “مشينة”.
وقال إن جنوب إفريقيا “تدعم (بهذا الموقف) الفظائع والهمجية التي شهدناها في السابع من أكتوبر”، مضيفا أن إسرائيل تشعر بالقلق ازاء الدمار في غزة.
وأضاف: “نحن نهتم. يؤلمنا بأن يعاني جيراننا إلى هذا الحد.. لكن كيف يمكننا الدفاع عن أنفسنا إذا قرر أعداؤنا تحصين أنفسهم ضمن بنى تحتية للإرهاب بحجم ونطاق غير معقولين؟”.