إسرائيل في حالة حرب - اليوم 502

بحث

شركة أمن أمريكية ترسل عسكريين متعاقدين إلى غزة

متعاقدون من شركة يو.جي سوليوشنز يعملون إلى جانب عناصر أمن مصريين لإدارة نقطة التفتيش الواقعة عند تقاطع ممر نتساريم وشارع صلاح الدين

نازحون فلسطينيون يعبرون نقطة تفتيش يديرها عناصر أمن أمريكيين ومصريين في محور نتساريم، في طريقهم من الجنوب إلى شمال قطاع غزة، على طريق صلاح الدين في وسط غزة، في 29 يناير 2025. (Eyad Baba/AFP)
نازحون فلسطينيون يعبرون نقطة تفتيش يديرها عناصر أمن أمريكيين ومصريين في محور نتساريم، في طريقهم من الجنوب إلى شمال قطاع غزة، على طريق صلاح الدين في وسط غزة، في 29 يناير 2025. (Eyad Baba/AFP)

(رويترز) – قالت متحدث باسم شركة أمن أمريكية صغيرة ورسالة بالبريد الإلكتروني اطلعت عليها رويترز إن الشركة تعين نحو 100 من الجنود السابقين في القوات الخاصة الأمريكية للمساعدة في إدارة نقطة تفتيش في قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وهذا يعني إرسال متعاقدين عسكريين أمريكيين إلى واحدة من أكثر مناطق الصراع عنفا في العالم.

وتأسست “يو.جي سوليوشنز” في عام 2023 وهي شركة صغيرة مقرها ديفيدسون بولاية نورث كارولاينا. وتدفع أجرا يوميا يبدأ من 1100 دولار مع دفعة مقدمة تبلغ 10 آلاف دولار، حسبما جاء في رسالة التوظيف الإلكترونية التي أطلعت عليها رويترز.

وذكر المتحدث الذي أكد صحة البريد الإلكتروني أنهم سيتولون مهمة مراقبة نقطة تفتيش عند تقاطع رئيسي في غزة.

وأوضح المتحدث، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الشركة عينت بالفعل بعض الأفراد وهم موجودون عند نقطة التفتيش. ولم يذكر عدد المتعاقدين الموجودين حاليا في غزة.

ووردت تقارير عن دور شركة “يو.جي سوليوشنز” في اتفاق وقف إطلاق النار، لكن البريد الإلكتروني كشف عن تفاصيل لم تُعرف سابقا مثل الهدف من التعاقد مع 96 عسكريا سابقا في قوات العمليات الخاصة الأمريكية على وجه الخصوص، إضافة إلى الأجور وأنواع الأسلحة التي سيحملونها.

وذكرت “رويترز” في السابع من يناير أن مسؤولين إماراتيين اقترحوا استخدام متعاقدين من شركات عسكرية خاصة ليكونوا ضمن قوة حفظ سلام في غزة بعد الحرب، وأن الفكرة أثارت قلق دول غربية.

ونشر متعاقدين أمريكيين مسلحين في غزة، حيث ما زالت حماس قوة فاعلة رغم الحرب التي استمرت 15 شهرا، لم يحدث من قبل ويشكل خطرا يتمثل في إمكانية جر الأمريكيين إلى القتال في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى منع اشتعال الصراع بين حماس وإسرائيل مجددا.

عناصر مصرية وقطرية تقوم بتفتيش مركبات فلسطينية على حاجز نتساريم أثناء عودتها إلى شمال غزة، 28 يناير 2025. (Ali Hassan/Flash90)

ومن بين المخاطر التي تواجه الأمريكيين اندلاع معارك مسلحة مع ملسحين من جماعات إسلامية أو فلسطينيين غاضبين من دعم واشنطن للحملة الإسرائيلية على غزة.

وقال آفي ميلاميد، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات الإسرائيلية “بالطبع هناك تهديد سيواجهونه”.

وجاء في البريد الإلكتروني أن المتعاقدين سيتم تسليحهم ببنادق (إم4) التي يستخدمها الجيشان الإسرائيلي والأمريكي، وبمسدسات جلوك.

وقال المتحدث باسم الشركة أنه تم الانتهاء من وضع قواعد الاشتباك التي تحدد متى يمكن للمتعاقدين مع يو.جي سوليوشنز إطلاق النار، لكنه رفض الكشف عنها.

وأضاف: “لدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا”، ورفض مناقشة كيف حصلت الشركة على العقد.

دور مصر

قالت شارن هسكل نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي للصحفيين يوم الثلاثاء إن إسرائيل طالبت بأن يتضمن الاتفاق الاستعانة بشركة أمنية خاصة تعمل مع “شركة أمن أو قوات أمن مصرية” للمساعدة في الحفاظ على الأمن وتدفقات المساعدات الإنسانية في غزة، لكنها لم تشر تحديدا إلى يو.جي سوليوشنز أو الولايات المتحدة.

وقالت أنه مع ذلك يتعين علينا أن نرى ما إذا كان هذا الترتيب “سيفيد فعليا”.

وخلال جولات سابقة من المفاوضات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، طتلبت إسرائيل أن تتولى قواتها إدارة نقطة التفتيش.

وذكر شهود في غزة خلال الأيام القليلة الماضية أن أفراد الأمن المصريين عند نقطة التفتيش استخدموا أجهزة مسح للبحث عن أي أسلحة مخبأة في المركبات.

وقال مصدر مصري إن الأفراد الموجودين في نقطة التفتيش هم من قوات خاصة تلقت تدريبات في الأشهر القليلة الماضية بما في ذلك على مكافحة الإرهاب.

وأكد مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات أن المتعاقدين الأمريكيين سيكونون أيضا عند نقطة التفتيش عند تقاطع ممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى شمال وجنوب وطريق صلاح الدين الذي يفصل القطاع بين شرق وغرب.

رجل مسلح يشير إلى نقطة تفتيش يديرها عناصر أمن أمريكيين ومصريين عند تقاطع ممر نتساريم وطريق صلاح الدين في وسط غزة، 29 يناير 2025. (Omar Al-Qattaa/AFP)

لكن المسؤول قال أنه بموجب بنود الاتفاق سيتم نشر المتعاقدين الأمريكيين بعيدا عن السكان، ولا ينبغي لهم التعامل معهم.

وجاء في رسالة البريد الإلكتروني لشركة “يو.جي سوليوشنز” أن مهمتها الأساسية “التعامل مع المركبات في نقطة التفتيش وتفتيش المركبات”.

وقال المتحدث: “نحن نركز فقط على المركبات”.

ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الإدلاء بأي تعليق آخر بشأن الترتيبات الأمنية. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية ولا وزارة الخارجية المصرية ولا حماس بعد على طلبات للتعليق.

وأدت استعانة الولايات المتحدة بشركات أمن خاصة في السابق إلى كوارث في بعض الحالات. ففي عام 2007 أطلق متعاقدون مع شركة بلاك ووتر، التي لم تعد موجودة الآن، النار على 14 مدنيا فقتلتهم في ساحة النسور ببغداد، مما أشعل أزمة دبلوماسية وأثار غضب العراقيين. وأدانت محكمة أمريكية أربعة من الأفراد التابعين لبلاك ووتر، وأصدر ترامب عفوا عنهم في ولايته الأولى.

وفي عام 2004 قتل مسلحون في الفلوجة بالعراق أربعة أمريكيين يعملون لصالح شركة بلاك ووتر وعلقوا جثتي اثنين منهم على أحد الجسور، مما دفع الجيش الأمريكي إلى رد عنيف.

كما ذكر المتحدث ومصدر آخر مطلع على العقد أن يو.جي سوليوشنز ستعمل مع شركة سيف ريتش سوليوشنز التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا وتقدم الخدمات اللوجستية والتخطيط.

ووفقا لرسالة البريد الإلكتروني، فسيتم تحديد مبلغ تأمين ضد الوفاة في الحوادث وبتر الأعضاء قدره 500 ألف دولار لكل ممن يتم التعاقد معهم، كما يتم رفع متوسط الأجر اليومي لأطباء القوات الخاصة الأمريكية السابقين إلى 1250 دولارا.

وقال مصدر آخر مطلع إن إسرائيل و”دولا عربية”، لم يسمها، عملت على التوصل إلى الاتفاق ستقدم التمويل. وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية لم يكن لها أي دور مباشر في القرار بالإستعانة بشركة أمنية في اتفاق وقف إطلاق النار أو في منح العقد.

سردية الانتصار

قلل أحمد فؤاد الخطيب الزميل في المجلس الأطلسي، وهو مجموعة بحثية، المولود في قطاع غزة، من الخطر المحيق بالأمريكيين لأن دورهم في عودة النازحين من المدنيين الفلسطينيين يدعم رواية حماس عن تحقيق نصر على إسرائيل.

وقال: “حتى حماس مع كل تصريحاتها وأفعالها المروعة تفهم أن هذا الوجود الأمريكي بالذات… هو الذي يغذي ما تقوله عن تحقيق انتصار”.

وشاع الدمار في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا وبدأت بعد هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وقالت إسرائيل إنه قتل 1200 وأسفر أيضا عن احتجاز نحو 250 رهينة في غزة.

وتقول السلطات الصحية التي تسيطر عليها حماس في غزة إن أكثر من 47 ألفا لقوا حتفهم في الحملة العسكرية الإسرائيلية، ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام، كما أنها لا تميز بين المقاتلين والمدنيين.

المركبات على طول طريق صلاح الدين في النصيرات، بالقرب من محور نتساريم، تنتظر العبور إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة في 27 يناير 2025. (Eyad BABA / AFP)

ودخلت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما حيز التنفيذ في 19 يناير وهو اتفاق توسطت فيه مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة.

ومنذ ذلك الحين، عاد مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين سيرا على الأقدام وفي سيارات عبر نقطة التفتيش صوب الشمال في اتجاه مدينة غزة. وأغلب الطريق تحول إلى ركام بسبب القصف الإسرائيلي.

شركة غير معروفة

قالت عدة مصادر في قطاع شركات الأمن الخاص لرويترز إنها لم تسمع من قبل عن يو.جي سوليوشنز.

والمسؤول الوحيد في الشركة الوارد اسمه في سجلات شركات ولاية فيرجينيا هو جيمسون جوفاني ولم يستجب لرسائل عبر الهاتف. ووصف بأنه جندي سابق في القوات الخاصة الأمريكية.

وقال مصدر في قطاع شركات الأمن الخاص على دراية بعقد يو.جي سوليوشنز، بعد أن طلب عدم ذكر اسمه، إن فكرة إرسال أمريكيين إلى قطاع غزة تبدو محفوفة بالمخاطر وإنه يخشى وقوع اشتباك “بسرعة حقا”.

ولم يتضح بعد ما الذي سيحدث إذا تعرض أمريكيون للهجوم أو الأسر وإلى قانون أي دولة ستخضع تصرفات المتعاقدين.

ولم يفصح البريد الإلكتروني عمن سينقذهم في تلك الحالة. وقال المتحدث باسم يو.جي إن الرسالة الإلكترونية قديمة وإن قوات استجابة سريعة ستكون متاحة دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

وقال: “نحن مجهزون جيدا بالعتاد لحماية سلامتنا”.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن