شرب النبيذ قد يكون مفيدا لمرضى السكري، بحسب دراسة جديدة
بحث لجامعة بن غوريون في النقب يظهر أن شرب النبيذ بإمكانه أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من السكري من نوع 2
جسيكا ستاينبرج هي مراسلة الفنون والثقافة في تايمز أوف إسرائيل

عندما كانت دكتور إيريس شاي تبحث عن مشاركين لدراسة لمدة عامين حول آثار الإستهلاك المعتدل للنبيذ على مرضى السكري، لم تعلن بالضبط عن أنهم سيشربون النبيذ مع حمية شرق أوسطية مقرره لهم.
وقالت شاي، وهي باحثة في مركز “سوروكا” الطبي التابع لجامعة بن غوريون في النقب، “لم نرد أن يكون هذا هو سبب مشاركتهم. كان هناك بروتوكول محدد جدا لمن بإمكانه المشاركة. يجب أن تكون أعمارهم 44 وما فوق، وكان ينبغي أن نعرف تاريخ عائلاتهم”.
كان عليهم أيضا أن ينسوا كل أنواع الطعام السريع، وتناول الكثير من الدهون الصحية وشرب كأس نبيذ جاف – من مخمرة هضبة الجولان – كل مساء بعد العشاء، لمدة عامين.
وقالت شاي، “لم نكن نريد أن نرى الآثار الفورية”، وأضافت أن ما كان يهمهم هو “الآثار على المدى الطويل فقط”.
بعد عامين، النتائج كانت واضحة – شرب النبيذ مفيد للأشخاص الذين يعانون من السكري من نوع 2، الذين بحاجة إلى الإهتمام بنسبة الكولسترول عندهم وبصحة القلب.
أجرى الدراسة، وهي الأولى من نوعها فيما يتعلق بالكحول، شاي وباحثون زملاء لها في جامعة بن غوريون، وتم نشرها في مجلة “Annals of Internal Medicine” الطبية. وهدف الباحثون إلى تقييم آثار الإستهلاك المعتدل للكحول لدى مرضى السكري، وتحديد ما إذا كان نوع النبيذ قد أحدث فارقا.
وفقا للدراسة، فإن شرب النبيذ الأحمر – بصورة معتدلة إلى جانب حمية غذائية صحية – يساعد في تحسين بروفيلات التمثيل الغذائي الشاملة، وزيادة نسبة الكولسترول الجيد والتقليل بشكل “متواضع” من أخطار الأمراض المتعلقة بالقلب والتمثيل الغذائي.
وفي حين أن كلا من النبيذ الأحمر والأبيض لم يؤثرا على إختبارات التغيير في ضغط الدم ووظائف الكبد، لكنهما ساعدا في تحسن جودة النوم، وخاصة بالمقارنة مع أولئك الذي شربوا الماء فقط.
وتم إجراء البحث الذي إستمر لعامين على 224 مريض سكري تمت مراقبتهم، والذين إمتنعوا عادة عن شرب الكحول على أنواعه. وبدأ المشاركون في البحث بشرب النبيذ بشكل تدريجي، في ثلاث مجموعات مختلفة، التي حاولت شرب 150 مل من المياه المعدنية أو النبيذ الأبيض أو النبيذ الأحمر مع وجبة العشاء بشكل يومي لمدة عامين.
خلال الدراسة – التي تم إجراؤها بالتعاون من كليات من جامعة “هارفرد” وجامعة “لايبزيغ” في ألمانيا ومعهد “كارولينسكا” في السويد – خضع المشاركون لسلسلة من الفحوصات الطبية الشاملية، التي تضمنت مراقبة متواصلة لتغيرات في ضغط الدم ونبضات القلب ومستويات السكر بالدم، بالإضافة إلى فحوصات أولترا ساوند وتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) عادية.
مجموعة البحث حاولت بداية إختبارا تجريبيا لمدة 4 أشهر قبل الشروع بالدراسة التي استمرت لعامين. وقالت شاي أن “فضولا الحقيق” هو الذي أدى بهم إلى التجربة.
وأضافت أن التجربة على المدى الطويل هي “الطربقة الأساسية لطرح أسئلة حول الغذاء وأسلوب الحياة، وإحضار ذلك إلى العلم”.