“شخص مميز ونادر”: تشييع جثمان الضحية الثاني للهجوم التفجيري في القدس
المئات شاركوا في جنازة تاديسا تاشومه بن معاده (50 عاما) الذي توفي متأثر بجراح أصيب بها في الهجوم؛ ابن خاله يقول إنه عمل حتى اللحظة الأخيرة لمساعدة أقاربه على الهجرة من إثيوبيا
أقيمت يوم الأحد مراسم دفن تاديسا تاشومه بن معاده، القتيل الثاني في الهجوم التفجيري المزدوج الذي هز القدس في الأسبوع الماضي، حيث وُصف بأنه “شخص مميز ونادر”، بعد يوم من وفاته متأثرا بجراح أصيب بها في الهجوم.
وكان بن معاده (50 عاما) قد أصيب إصابة حرجة في انفجار وقع في محطة للحافلات صباح الأربعاء عند المدخل الرئيسي لمدينة القدس، الذي كان الأول من بين انفجارين هزا العاصمة.
بن معاده (50 عاما) هاجر إلى إسرائيل من إثيوبيا قبل 21 عاما، وهو متزوج وأب لستة أبناء.
وتحدث ابن خاله نيابة عن العائلة، وأعرب عن صدمته بوفاته وعن أمله في إلقاء القبض على المسؤولين عن الهجوم.
وقال “غادر تاديسا منزله في الصباح ولم يعتقد أن شيئا كهذا سيحدث. وفجأة أصيب بجروح قاتلة في هجوم إرهابي وتوفي متأثرا بجراحه. نطالب بإلقاء القبض على القتلة وتحقيق العدالة. نأمل أن يعيد الجيش والشرطة الإسرائيليين الأمن “.
مخاطبا مئات المشاركين في الجنازة التي أقيمت في مقبرة “هار همنوحوت”، قال رئيس بلدية القدس موشيه ليون إنه التقى ببن معاده في المساء الذي سبق الهجوم في مراسم افتتاح مركز جماهيري جديد للجالية الإثيوبية.
وقال ليون “في الصباح التالي، أثناء وقوفه في محطة الحافلات، أصيب [بن معاده] بجروح قاتلة في انفجار قنبلة وضعها إرهابي بغيض – في انفجار دمر عالما بأكمله، وأنهى حياة شخص مميز ونادر”.
وأضاف ليون “في لحظة واحدة أنهى [الهجوم] قصة انسان – قصة عن الصهيونية، عن العلياه (الهجرة إلى إسرائيل)، عن حب أرض إسرائيل، عن حب القدس. وبطريقة رمزية ومأساوية، حدث ذلك في يوم احتفال الإثيوبيين اليهود بعيد سيغد”.
وتابع ليون قائلا “عزيزي تاديسا، أنا متأكد من أنه ليس من السهل عليك أن ترى الآن زوجتك العزيزة التي تُركت هنا وحدها لتربية أطفالك الستة الرائعين. أنا متأكد من أنه ليس من السهل عليك أن ترى الألم الرهيب لعائلتك، التي تكافح من أجل استيعاب ذلك. لكني أريد أن أخبرك يا تاديسا أنك مصدر إلهام غير عادي للأمة بأكملها”.
وقال “لقد حظيت بامتياز ان تكون رمزا، رمزا للهجرة، رمزا للشجاعة، رمزا للحب الأرض”.
وقالت وزيرة الهجرة والاستيعاب بنينا تمانو شطا إن الإرهاب “لن يكسر” الأمة.
وقالت في كلمة ألقتها “يقولون إن أرض إسرائيل تُكتسب من خلال المعاناة، لكن هذه الخسارة كبيرة جدا بالنسبة لعائلة واحدة وقلبي ينفطر عليهم”.
وتابعت قائلة “العدو اللدود لن يهزمنا ولن نسمح لأي فاعل شر أو إرهابي ملعون بتحطيمنا كأمة. ستلاحق دولة إسرائيل كل تهديد حتى يتم تحقيق العدالة. سلامة ورفاهية مواطنينا لها الأسبقية قبل كل شيء. معا نحن أقوياء”.
وقال هايلي مارا، ابن خال بن معاده، إن حلمه هو أن يتمكن جميع أفراد الأسرة المتبقين – بما في ذلك إخوته وأخواته – من الانتقال إلى إسرائيل.
وقال مارا لهيئة البث الإسرائيلية “كان” إن “[بن معاده] عمل حتى اللحظة الأخيرة. صباح الهجوم، بعث ببريد إلكتروني بشأن الموضوع في الساعة 6:44 صباحا، عندما أجبته في الساعة 7:06 صباحا، كان الهجوم قد وقع بالفعل”.
وأضاف “حاولت الاتصال به لكنه لم يرد”.
وقال صديق الضحية إيتمار ساهلو إن فقدان بن معاده سيشعر به بشدة أفراد عائلته وأصدقاؤه ومجتمعه.
وقال ساهلو لـ”كان”: “كان دائما يعطي القوة والدعم للجميع، ورحب بالجميع بحب ودفء. لقد تطوع دائما للمساعدة”.
ولقد أسفر الهجوم المزدوج في القدس عن مقتل شخصين وإصابة 22 آخرين.
ضحية الهجوم الآخر هو أرييه تشوباك (16 عاما)، وهو طالب معهد ديني من سكان حي هار نوف في القدس ويحمل الجنسية الإسرائيلية-الكندية المزدوجة.
وتشتبه الشرطة في إن الانفجارين في محطتين للحافلات نجما عن عبوتين ناسفتين شبه متطابقتين تم إخفاؤهما وراء المحطتين وتفجيرهما عن بعد. العبوتان كانتا محشوتين بالمسامير لزيادة عدد الضحايا، وفقا لمسؤولين في في الشرطة.
العبوتان كانتا محشوتين بمسامير لزيادة عدد الإصابات، بحسب مسؤولين في الشرطة.