إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

ترامب يصر على أن الأردن ومصر سيستقبلان فلسطينيين من غزة

"نحن نفعل الكثير من أجلهم، وهم سيفعلون ذلك"، يقول الرئيس الأمريكي، الذي يقول مبعوثه ويتكوف إن إعادة إعمار غزة قد تستغرق من 10 إلى 15 عاما: "لم يتبق شيء تقريبا"

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث إلى الصحافة قبل توقيع أمر تنفيذي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، في 30 يناير، 2025. (Roberto Schmidt/AFP)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث إلى الصحافة قبل توقيع أمر تنفيذي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، في 30 يناير، 2025. (Roberto Schmidt/AFP)

أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الخميس على أن الأردن ومصر سيدعمان اقتراح إعادة توطين الفلسطينيين لديهما بدلا من إعادة إعمار قطاع غزة، على الرغم من الرفض القاطع من كلا البلدين للنظر في هذه الخطوة.

وقال ترامب عندما سئل عن الاقتراح خلال جلسة تصوير في المكتب البيضاوي: “سيفعلون ذلك. حسنا؟ نحن نفعل الكثير من أجلهم، وهم سيفعلون ذلك”.

ولقد رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الاقتراح صراحة يوم الأربعاء.

وقال السيسي: “فيما يتعلق بما يقال عن تهجير الفلسطينيين، لا يمكن التسامح معه أو السماح به على الإطلاق بسبب تأثيره على الأمن القومي المصري”.

وكان ترامب قال في وقت سابق هذا الأسبوع أنه سيتم مناقشة المسألة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارة سيقوم بها الأخير إلى واشنطن في الأسبوع المقبل.

وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي أمضى الأسبوع الماضي في رحلة دبلوماسية في المنطقة، شملت زيارة إلى غزة خلال رحلته الأكبر إلى إسرائيل، لموقع “أكسيوس” الإخباري أنه “لم يتبق شيء تقريبا” في القطاع وإن إعادة بناء القطاع الذي دمرته الحرب قد يستغرق من 10 إلى 15 عاما.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في ساحة المختطفين في تل أبيب، 30 يناير، 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وقال ويتكوف للموقع الإخباري الأمريكي بعد زيارة غزة: “يتحرك الناس شمالا للعودة إلى منازلهم ورؤية ما حدث ويعودون أدراجهم… لا يوجد لا ماء ولا كهرباء. من المذهل حجم الضرر الذي حدث هناك”.

كما قال ويتكوف لأكسيوس أنه ناقش مع ترامب فكرة نقل الفلسطينيين من غزة.

وقد أظهر تقييم الأضرار الذي أجرته الأمم المتحدة هذا الشهر أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض التي خلفتها الحملة الإسرائيلية قد يستغرق 21 عاما وسيكلف ما يصل إلى 1.2 مليار دولار.

وقال ويتكوف: “كان هناك تصور بأننا نستطيع التوصل إلى خطة محكمة لقطاع غزة في غضون خمس سنوات، لكن هذا مستحيل. هذه خطة إعادة بناء تمتد من 10 إلى 15 عاما”.

صورة تم التقطتها من الجو بطائرة مسيّرة تظهر فلسطينيين يسيرون وسط الدمار في رفح بقطاع غزة، 24 يناير، 2025. (AP/Jehad Alshrafi)

وأضاف: “لم يتبق شيء قائما. هناك العديد من الذخائر غير المنفجرة. ليس من الآمن السير هناك. إنه أمر خطير للغاية. لم أكن لأعرف ذلك لولا الذهاب إلى هناك والمعاينة”.

ويُعتقد أن الأنقاض ملوثة بالأسبستوس، حيث يُعرف أن بعض مخيمات اللاجئين التي تعرضت للقصف خلال الحرب بُنيت بهذه المواد. ومن المرجح أيضا أن تحتوي الأنقاض على بقايا بشرية. وتشير تقديرات وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إلى وجود حوالي 10 آلاف جثة مفقودة تحت الأنقاض.

“نهج رجل أعمال”

مشيدا بدور ويتكوف في المفاوضات بشأن الرهائن، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لبودكاست “ميغين كيلي” يوم الخميس إن ترامب “جلب نهج رجل الأعمال لتحدي السياسة الخارجية الدقيق والمستعصي وتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي من الواضح أنه يواجه تحديات هشة وطويلة الأمد، ولكن هناك رهائن يتم إطلاق سراحهم كل يوم. لم يحدث هذا لأكثر من عام ونصف”.

وأضاف روبيو أن ويتكوف “جلب نفس نوع نهج الأعمال لبعض هذه التحديات”.

السيناتور ماركو روبيو يحضر حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الستين في قاعة الكونغرس الأمريكي في واشنطن، 20 يناير، 2025. (Kevin Lamarque/Pool via AP)

وسُئل روبيو في وقت لاحق من المقابلة عما إذا كان يعتقد أن المواطنين الأمريكيين الذين من المقرر أن يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة الرهائن سيتم الافراج عنهم بالفعل، وعما الذي ستفعله الولايات المتحدة إذا لم يحدث ذلك.

وقال: “أتوقع أننا [سنشهد إطلاق سراح الرهائن] لأن هذا هو الاتفاق الذي تم التوصل إليه. المشكلة الأساسية هنا لا تزال قائمة… طالما أن هناك كيانا مثل حماس، [الذي] يتمثل هدفه المعلن في تدمير الدولة اليهودية، والذي هو على استعداد لارتكاب فظائع مروعة ضد المدنيين، وضد الفتيات المراهقات في حفل موسيقي، وأن يفعل الأشياء التي فعلوها، وأن يحتجزوا رهائن لمدة عام ونصف – أطفال وكبار السن – وأن يقتلوا، وكل الأشياء التي فعلوها، فهذا يشكل تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي”.

“أي دولة في العالم يمكن أن نتوقع منها أن تعيش جنبا إلى جنب مع عدو مسلح وقادر ومستعد لارتكاب فظائع مروعة؟ إن ذلك غير ممكن (…) أعتقد أن وقف إطلاق النار مهم لأنه وضع حدا للدمار وسمح بإطلاق سراح بعض الرهائن بتكلفة غير عادية”، في إشارة إلى إطلاق سراح الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.

سكان غزة يتجمعون حول قافلة للصليب الأحمر بينما يستعد مسلحون من الجهاد الإسلامي وحماس لتسليم رهائن إسرائيليين وتايلانديين في خان يونس في 30 يناير، 2025. (Eyad Baba/AFP)

وأضاف: “فكري في مدى ظلم هذه الصفقة، لكنها تخبرك بمدى تقديرنا للحياة مقارنة بكيفية نظر الجانب الآخر، وحوش حماس، إليها”.

وقال روبيو: “التحدي الحقيقي سيكون عندما تنتهي فترة وقف إطلاق النار. من سيحكم غزة؟ من سيعيد بناء غزة؟ من سيتولى المسؤولية عن غزة؟ لأنه إذا كان الأشخاص المسؤولون عن غزة هم نفس الأشخاص الذين خلقوا 7 أكتوبر، فإننا لا نزال نواجه نفس المشكلة”، في إشارة إلى الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023 والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وشهد اختطاف 251 آخرين واحتجازهم كرهائن، مما أشعل فتيل الحرب في غزة.

كما قال روبيو أيضا إن التطورات في الشرق الأوسط، مثل تعزيز الحكومة اللبنانية، وسقوط بشار الأسد في سوريا، وإضعاف حزب الله وإيران، تفتح الباب أمام “أمور مثل الصفقة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والتي من شأنها أن تغير ديناميكية المنطقة”.

اقرأ المزيد عن