سائق سيارة يدهس ويصيب 5 متظاهرين خلال مظاهرة حاشدة تطالب بصفقة رهائن في تل أبيب
تظاهر عشرات الآلاف أيضا ضد الحكومة، ودعوا إلى إجراء انتخابات جديدة في احتجاجات عمت البلاد بعد ستة أشهر من 7 أكتوبر؛ الشرطة تتراجع عن الادعاء بأن ضابط تعرض للضرب
بعد ستة أشهر من هجوم حماس في 7 أكتوبر، شارك متظاهرون ليلة السبت في مسيرات أسبوعية في أنحاء إسرائيل للاحتجاج على الحكومة الحالية والمطالبة بإجراء انتخابات والتوصل إلى صفقة رهائن فورية.
وشهدت المظاهرة الضخمة المناهضة للحكومة في تل أبيب، والتي حضرها عشرات الآلاف، اشتباكات بين بعض المتظاهرين والشرطة، وتم اعتقال خمسة على الأقل.
ووقعت أيضا عملية دهس في المدينة أسفرت عن إصابة خمسة متظاهرين، في حادث أثار إدانات واسعة النطاق ومخاوف بشأن تفاقم التوترات المجتمعية مع استمرار الحرب.
ودفعت نسبة المشاركة المرتفعة في تل أبيب هذا الأسبوع المنظمين إلى تنظيم الاحتجاج في ساحة الديمقراطية، التي تقع عند تقاطع شارعي بيغن وكابلان، والتي أصبحت في العام الماضي رمزًا للاحتجاجات المناهضة للإصلاح القضائي التي نظمت هناك كل ليلة سبت قبل 7 أكتوبر.
ووفقا لتقدير أخبار القناة 13، تظاهر حوالي 45 ألف شخص في تل أبيب ليلة السبت، في حين ادعى المنظمون مشاركة 100 ألف شخص. وانضم آلاف آخرون إلى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في القدس وحيفا وعشرات المدن والبلدات الأخرى في أنحاء البلاد، بما في ذلك قيسارية، حيث احتشد المتظاهرون خارج منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخاص.
وفي تل أبيب، رفعت مجموعات من المتظاهرين الأعلام الإسرائيلية ولافتات ضد الحكومة الحالية وهتفوا “إلعاد، نحن آسفون”، حدادًا على الرهينة المقتول إلعاد كاتسير، الذي تم انتشال جثته في عملية أعلن عنها الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم. وقال الجيش إن كاتسير قُتل في منتصف شهر يناير على يد حركة الجهاد الإسلامي.
“إلعاد، نحن آسفون لأننا لم نبذل جهدا أكبر، لأننا بقينا في المنزل، لأننا لم نقلب العالم رأسا على عقب”، صرخ المتظاهر الذي قاد الهتافات.
وشمل المتحدثون في المظاهرة التي تطالب بإجراء انتخابات مبكرة في ساحة الديمقراطية ناجين وشهود من هجمات حماس في 7 أكتوبر، والتي قتل فيها 1200 شخص واحتجز 253 رهينة، بقي حوالي 130 منهم في غزة، وليس جميعهم على قيد الحياة.
وقالت عنات جيلور، من مؤسسي كيبوتس حوليت في النقب، للحشد إنها لم تتلق أي مساعدة من الحكومة في 7 أكتوبر، بينما كانت تختبئ في الغرفة الآمنة بمنزلها من المسلحين الذين اجتاحوا بلدتها، حيث قُتل 15 شخصا.
وقالت لآلاف المتظاهرين في الحشد “لقد انتزع شعوري بالدفاع والأمن والثقة، انتزع كل شيء كنت أعتبره أمرا مفروغا منه. ولم يأت أحد للاعتذار”. وفي مطالبتها بإجراء انتخابات جديدة، أقسمت أنها لن تسامح الحكومة أبدا على ردها على هجوم حماس “طوال حياتها”.
وبعد انتهاء الخطابات في ساحة الديمقراطية، سار المتظاهرون إلى شارع بيغن، حيث اندلعت مناوشات بين الشرطة وبعض المتظاهرين. وشهدت صحيفة التايمز أوف إسرائيل اعتقال أحد المتظاهرين بالقوة خلال الاشتباكات.
وأصيبت إحدى الضباط بكسر في أنفها، بعد أن دفع ضابط آخر أحد المتظاهرين نحوها، فسقط إلى الوراء وضرب وجهها بمرفقه عن طريق الخطأ.
وأصدرت سلطات إنفاذ القانون بيانًا اتهمت فيه المتظاهر بلكمها، لكنها تراجعت عن ادعائها لاحقا، معترفة بأن المتظاهر لم يتصرف “بقصد خبيث” بعد انتشار مقطع فيديو للحادث على نطاق واسع عبر الإنترنت.
המציאות: שוטר מג"ב מטיח בכוח מפגין על שוטרת מג"ב שרצה לכיוונו – מצורף הסרטון.
המשטרה: מוציאה הודעת דוברות שקרית לפיה מפגין הכה באגרופו שוטרת בפניה, ומצרפת תמונות של השוטרת הפצועה – מצורפת ההודעה השקרית של המשטרה. https://t.co/MlOxpqS0Yj pic.twitter.com/Ba21F9xauU— עמרי מניב Omri Maniv (@omrimaniv) April 6, 2024
ومع تقدم المتظاهرون شمالا في شارع بيغن، ساروا نحو مقر نقابة عمال الـ”هستدروت” في شارع أرلوزوروف بدلا من محاولة إغلاق طريق أيالون السريع، كما هو معتاد في ليالي السبت.
وخارج مبنى النقابة، أشعل المتظاهرون النار وهتفوا “الإضراب الآن!” مطالبين رئيس النقابة أرنون بار دافيد بالإعلان عن إضراب واسع النطاق للضغط على الحكومة للموافقة على صفقة لإطلاق سراح الرهائن. وأعلن رئيس النقابة العام الماضي إضرابا لمدة يوم كامل احتجاجًا على جهود الإصلاح القضائي، وهي خطوة انضم إليها عمال مطار بن غوريون والعديد من المنظمات العمالية الأخرى.
وفي حوالي الساعة العاشرة مساء، نزل سائق من سيارته ليشتم المتظاهرين قبل أن يطلب منه شرطي المغادرة. ثم فجأة اندفع بسيارته، وأصاب خمسة متظاهرين، من بينهم امرأة تبلغ من العمر 50 عاما أصيبت بجروح متوسطة وتم نقلها إلى مستشفى إيخيلوف.
وأصيب الأربعة الآخرون بجروح طفيفة.
תיעוד דריסת המפגינים בתל אביב. 5 נפגעו. הנהג נעצר לאחר שברח מהמקום
צילום: איתי רזיאל pic.twitter.com/t8Lc54tbfZ
— Bar Peleg (@bar_peleg) April 6, 2024
وبحسب الشرطة، تمكنت سلطات إنفاذ القانون من إيقاف السائق واعتقاله بعد وقت قصير من اندفاعه وسط الحشد. ةتم التعرف عليه لاحقًا على أنه لاعب ومدرب كرة قدم سابق.
وقد أدان العديد من القادة الإسرائيليين الحادث، وحذروا من العودة إلى التوترات السياسية والمجتمعية التي عصفت بالبلاد قبل هجوم 7 أكتوبر.
وفي بيان وصف الحادث بأنه “بفائق الخطورة”، حذر الرئيس يتسحاق هرتسوغ من أن “العنف هو خط أحمر لا يجب تجاوزه أبدا” ودعا إلى تقديم أولئك الذين يتصرفون بعنف إلى العدالة.
وقال: “لا يمكننا العودة إلى 6 أكتوبر. علينا أن نفعل كل شيء للحفاظ على وحدة إسرائيل. فقط معًا سنهزم أعدائنا”.
وندد وزير كابينت الحرب بيني غانتس بالحادث “المروع”، وقال: “علينا جميعا أن نعارض بصوت واضح كل أشكال العنف”. كما انتقد “تشبيه المتظاهرين بأعدائنا واتهامهم بالرغبة في قتل رئيس الوزراء”.
“يجب على جميع القادة الحكوميين التصرف بحساسية تجاه جميع أجزاء المجتمع، خاصة في هذه الأيام الصعبة”، بينما حذر بالمثل من العودة “إلى الأيام التي سبقت 7 أكتوبر”.
ودعا عضو الكنيست حيلي تروبر من حزب “الوحدة الوطنية” الذي يتزعمه غانتس إلى إدانة الحادث على نطاق واسع، وقال على وجه التحديد إن نتنياهو “والقيادة بأكملها” يجب أن يفعلوا ذلك، مضيفا أن “كل من يصمت في مواجهة التحريض لا يمكنه أن يقول إن أيديه نظيفة”.
وأشار زعيم المعارضة يائير لبيد إلى أن نتنياهو هو المسؤول، قائلا إن حادث الدهس هو “نتيجة مباشرة للتحريض المتفاقم من قبل الحكومة”.
وقال لبيد: “إنهم لن يردعوا أو يمنعونا من الاحتجاج حتى عودة الرهائن وسقوط هذه الحكومة الرهيبة”.
وقال وزير الاتصالات شلومو كرعي من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إن الخطاب المدني في إسرائيل تدهور، وألقى باللوم على “القادة اليساريين، داخل وخارج الائتلاف”.
“لا تدهسوا المتظاهرين. نقطة. لا تهاجموا ضباط الشرطة، نقطة. لا ترموا المشاعل على منزل رئيس الوزراء. نقطة”، كتب كرعي على موقع إكس، في إشارة إلى الاحتجاجات العنيفة في القدس.
وتابع “حتى لو كان السماح بالاضطرابات وقطع الطرق واقعا لا يطاق، يجب ضبط النفس وتوخي الحذر الشديد”. وأضاف أن “هذا التدهور إلى 6 أكتوبر، الذي سمح به القادة اليساريون، داخل التحالف وخارجه، لا يساعد أحدا ويفرقنا في خضم الحرب”.
واستمر الاحتجاج في تل أبيب حتى تفريقه حوالي منتصف الليل. وألقت الشرطة القبض على أربعة متظاهرين في شارع أرلوزوروف. وسقط أحد المتظاهرين، وهو رجل مسن، بسبب حصان الشرطة.
وفي حيفا، ألقت كارميت بالتي كاتسير، شقيقة الرهينة المقتول إلعاد كاتسير، كلمة ألقت فيها باللوم على الحكومة في مقتل شقيقها. ونشرت “احتجاج الشعب”، وهي مجموعة في حيفا نظمت المسيرة، تصريحاتها على فيسبوك قبل المظاهرة.
“سيدي رئيس الوزراء وأعضاء كابينت الحرب وأعضاء الائتلاف، أنظروا إلى أنفسكم في المرآة، واسألوا أنفسكم هل أيديكم هي التي أراقت هذا الدم. لا يزال هناك 133 رهينة لتخليصها – عوالم تحتاج إلى إنقاذها”.
وفي احتجاج عائلات الرهائن في القدس، والذي شارك فيه حوالي 2000 شخص، نقلت المنظمة توم باركاي تصريحات بالتي كاتسير في كبمتها الافتتاحية خارج مقر إقامة رئيس الوزراء.
وقالت: “لقد رأينا أن الرهائن سيعودون إلينا من خلال الاتفاقات وليس من خلال القتال”.
وبعد باركاي، تحدث جندي الاحتياط والناشط في حزب العمل يايا فينك إلى الحشد، وطلب العفو من أفراد عائلات الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس بسبب “العودة إلى الوطن بعد 142 يوما من الخدمة الاحتياطية دون النجاح في إعادة أحبائكم إلى الوطن”.
ثم قاد الحشد في غناء “إين لي إيرتس أحيريت” (ليس لدي بلد آخر)، بينما لوح المتظاهرون بمصابيح هواتفهم على أنغام اللحن.
وتم تغيير ترتيب الاحتجاجين اللذين عقدا في القدس هذا الأسبوع، حيث شارك مئات المتظاهرين في البداية في مظاهرة عائلات الرهائن قبل السير إلى مقر الرئيس للاستماع إلى النشطاء والمتحدثين المناهضين للحكومة. وكانت المظاهرتين هادئتين نسبيًا، وتفرق الحشد خارج مقر الرئيس على الفور بعد انتهاء الخطب.
وخارج مقر إقامة الرئيس، دعت المحامية نيتسان كاسبي شيلوني إلى إجراء انتخابات جديدة وسخرت من استخدام الحكومة لمصطلح “الوحدة” الذي اتهمت السياسيين باستخدامه كأداة للسخرية من الاحتجاجات ضد الحكومة الحالية.
وقالت “الوحدة ليست كلمة سحرية تقولها وتتحقق، وليست أداة لإسكات النقد”.
وفي قيسارية، أحاط المتظاهرون المطالبون بإجراء انتخابات واستقالة نتنياهو بحواجز الشرطة بينما تظاهروا على بعد بضع مئات من الأمتار من مقر إقامته الخاص. وتم اعتقال شخص واحد على الأقل.
وبشكل منفصل، شارك حوالي 300 شخص في مظاهرة عند مفرق شعار هنيغف بالقرب من سديروت. وعلى عكس معظم المظاهرات الأخرى يوم السبت، وصف منظمو الاحتجاج في شعار هنيغف المظاهرة بأنها غير حزبية.
وكتب المنظمون أن المظاهرة “تحيي مرور ستة أشهر على اندلاع الحرب” وحقيقة أن حوالي 130 شخصا “محتجزون في غزة”.
ومن المتوقع أن يتجمع عدد كبير من المتظاهرين مرة أخرى يوم الأحد 7 أبريل في القدس للاحتجاج أمام مبنى الكنيست تحت شعار “النصر الوطني = عودة الرهائن”. ويرتب المنظمون رحلات إلى القدس من جميع أنحاء البلاد قبل الحدث.