سويسرا تفوز بمسابقة الأغنية “يوروفيجن” وإسرائيل تحل خامسة في مالمو
عيدن غولان تحصل على ثاني أعلى نسبة تصويت بين الجمهور بعد أشهر من الدعوات لمنع إسرائيل من المشاركة؛ ممثلتا إيرلندا والبرتغال تعبّران بشكل رمزي على الشاشة عن دعمها للفلسطينيين
فازت سويسرا بمسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” لهذا العام في مالمو بالسويد، بينما احتلت إسرائيل المركز الخامس في المسابقة التي شابها الكثير من السياسة والجدل.
حصلت إسرائيل، ممثلة بعيدن غولان التي أدت أغنية “Hurricane” (إعصار)، على ثاني أعلى نتيجة في تصويت الجمهور، لكنها احتلت المركز الثاني عشر فقط في تصويت لجان التحكيم، مما أدى إلى حصولها على المركز الخامس في الترتيب العام. حصلت إسرائيل على 323 نقطة في التصويت الشعبي، متخلفة فقط عن كرواتيا التي حصلت على 337 واحتلت المركز الثاني في الترتيب النهائي.
لم تحصل غولان على 12 نقطة – وهو الحد الأقصى الممكن من النقاط – من لجان التحكيم في أي من الدول، لكنها حصلت على ثماني نقاط من كل من النرويج وقبرص وألمانيا؛ خمسة من بلجيكا وإستونيا؛ أربعة من ليتوانيا؛ وثلاث من كل من فرنسا ومالطا ومولدوفا وجورجيا؛ ونقطتان من لاتفيا.
ومنحت لجنة التحكيم الإسرائيلية 12 نقطة للوكسمبورغ، و10 نقاط لألمانيا، وثماني لأوكرانيا. وقُدمت النقاط الإسرائيلية في بث حي من قبل مايا ألكولومبري، التي لم تضع الدبوس الأصفر الذي يرمز للرهائن على الهواء على الرغم من رؤيتها تضعه خلال الاستعدادت للحفل. بحسب موقع “واينت”، طُلب منها إزالة الدبوس قبل أن يبدأ بث هيئة البث الإسرائيلية “كان”، التي حاولت عدم إثارة غضب اتحاد البث الأوروبي(EBU). ولم ترد هيئة البث على طلب للتعليق.
وكان بالإمكان سماع صيحات الاستهجان خلال البث عندما ظهرت ألكولومبري على الشاشة، وكذلك عندما منحت دول النقاط لإسرائيل. وتم خفض صوت صيحات الاستهجان خلال أداء غولان لأغنيتها من خلال استخدام EBU، الذي ينظم المسابقة في كل عام، لتقنية خاصة.
في بيان عقب المسابقة، قالت غولان إنها “فخورة جدا” بحصول إسرائيل على المركز الخامس: “منذ اللحظة الأولى كان لدينا هدف واحد، وهو جعل صوت إسرائيل القوي مسموعا في العالم، وأنا أعلم أننا حققنا هذا الهدف بشكل كبير” وأضافت غولان أنه وسط شدة المنافسة “لا أنسى لحظة واحدة رهائننا، وأهدي مشاركتي في المسابقة لهم”.
עדן, מבחינתנו כבר ניצחת pic.twitter.com/n2RseFvO87
— כאן (@kann) May 11, 2024
في الوقت نفسه، احتلت ممثلة لوكسمبورغ المولودة في إسرائيل، تالي، التي أدت أغنية “Fighter” (مقاتلة) المركز 13 في الترتيب النهائي، حيث كانت لجنة التحكيم الإسرائيلية هي الوحيدة التي منحتها 12 نقطة.
وبينما سار البث المباشر، الذي يشاهده سنويا أكثر من 150 مليون شخص من حول العالم، بشكل سلس، كانت هناك احتجاجات كبيرة ضد إسرائيل خارج الملعب التي أقيمت فيها المسابقة في مالمو، واحتجاجات صغيرة تحت الرادار بمعظمها داخل الاستاد.
ممثلة البرتغال، يولندا، ارتدت في “استعراض الأعلام” فستانا من تصميم مصمم فلسطيني، وكانت أظافرها مزينة بالألوان الأخضر والأحمر والأبيض والأسود، وكذلك بألوان الكوفية – وهي ألوان لم تظهر معها في نصف النهائي.
وشوهدت بامبي ثاغ الأيرلندية – التي أمرها اتحاد البث الأوروبي بإزالة رسائل مؤيدة للفلسطينيين كتبتها على وجهها باللغة الأيرلندية القديمة – في الغرفة الخضراء أثناء انتظار النتائج مع دمية على شكل بطيخ، الذي أصبح رمزا بارزا يستخدمه المؤيدون للفلسطينيين .
האירלנדים בגרין רום עם צבעי אבטיח כדי להתריס. עוד פרובוקציה בקרונה pic.twitter.com/BsnBGDsbua
— Raz Shechnik (@RazShechnik) May 11, 2024
وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي من داخل الملعب أنه كان بالإمكان سماع صيحات الاستهجان عندما ظهرت غولان على المسرح في “استعراض الأعلام” الافتتاحي وأثناء أدائها لأغنية “Hurricane”، على الرغم من عدم سماعها في البث المباشر. ويمكن رؤية العديد من الأعلام الإسرائيلية بين الجمهور طوال العرض المباشر الذي استمر لمدة أربع ساعات تقريبا.
وأفادت تقارير أن الفائزة السويدية في المسابقة بالعام الماضي، لورين، قالت قبل النهائي إنها سترفض تسليم الكأس إلى غولان في حال فوز إسرائيل.
في حين أن مسابقة يورفيجين هذا العام كانت محاطة بالجدل لأشهر، إلا أن الساعات الأربع والعشرين التي سبقت النهائي كانت متوترة بشكل خاص، مع وقوع عدد من الحوادث المحيطة بمشاركة إسرائيل. ممثلا فنلندا والنرويج، اللذان كانا من المفترض أن يعلنا نتائج تصويت لجنتي التحكيم في بلديهما انسحبا قبل العرض وأعلنا رفضهما المشاركة فيه، وتم استبدالهما بممثلين آخرين.
واشتكت الأيرلندية بامبي ثاغ، التي برزت كمتحدثة صريحة في تأييدها للفلسطينيين ومناهضتها لإسرائيل، إلى EBU بشأن إهانات مفترضة من معلقي هيئة البث الإسرائيلية خلال أداء أغنيتها في الدور قبل النهائي هذا الأسبوع. وأوقف المتسابق الفرنسي سليمان عرضه التدريبي في منتصف الأغنية للدعوة إلى السلام: “يجب أن نتحد بالموسيقى، نعم”، في إشارة إلى الشعار الرسمي لمسابقة يوروفيجن، “ولكن بالحب والسلام. الجميع يريد أن يغني أغنيته ولكنهم يريدون أن يوحدهم الحب والسلام”.
وفي التحول الأكثر دراماتيكية للأحداث، أصبح المتسابق الهولندي، يوست كلاين، أول منافس في تاريخ المسابقة يتم استبعاده من قبل EBU بعد تورطه في حادثة تهديد مع إحدى مصورات يوروفيجن يوم الجمعة. ورغم أن EBU أكد أن الحادث لا علاقة له بإسرائيل، إلا أن العديد من المعلقين على الإنترنت ألقوا باللوم على إسرائيل في استبعاده، وانتقدوا EBU لسماحه لإسرائيل بالمشاركة في حين قرر استبعاد هولندا، التي كانت أغنيتها المفضلة لدى الجماهير.
أرسلت إسرائيل أغنية “Hurricane” إلى المسابقة بعد أن تم استبعاد أغنيتها الأول “October Rain” (مطر أكتوبر) من قبل EBU بدعوى أنها سياسية للغاية. وقاد نشطاء حملة استمرت لعدة أشهر تهدف إلى منع إسرائيل من المشاركة في المسابقة، لكن المنظمين رفضوا ذلك بإصرار. كما حاول النشطاء إقناع المتسابقين بالانسحاب من المسابقة احتجاجا على مشاركة إسرائيل، لكن دون جدوى أيضا.
كانت غولان محصورة إلى حد كبير في غرفتها بالفندق خلال الأسابيع التي سبقت العرض، وامتنعت عن المشاركة في جميع الأحداث المحيطة بالمسابقة تقريبا باستثناء العروض الحية والتدريبات، بسبب ارتفاع مستوى التهديد ضدها وضد الوفد المرافق لها. وخلال فعالية “السجادة الفيروزية” مساء الأحد، استضاف غولان والوفد الإسرائيلي تجمعا صغيرا لإحياء ذكرى المحرقة النازية.
ومن المقرر أن تستضيف سويسرا، التي فازت بالمسابقة مرتين في الماضي، نسخة 2025 من المسابقة. فازت إسرائيل بالمسابقة أربع مرات، آخرها في عام 2018 بأغنية “Toy” لنيطع برزيلاي.